وَدَاعاً أيٌّها الجيش العَرَمرَم *** فَمَوعدنا قريباً عندَ زَمزَم
رَحَلتَ كما أتيتَ فأيٌّ شأن *** أصابك أيها الجيش المحطَّم
ظننتَ الحربَ راحلةً وسيفاً *** ولم تَعلم بما هو منه أعظم
جنودُ اللهِ ما وضَعَت يديها *** بأمر إلهها لو كنت تعلَم
ألاقيتم كهذا اليوم رعباً *** وريحاً من بقايا الرّعب تَلهَم
سقيتَ الخزيَ يا جيشاً تربّى *** على كفِّ الهنا عيش المنعَّم
فَلَملِم جيشك الباقي وغادر *** فقد يَفنَى غداً إن لم يُلَملَم
أأنت القوة العظمى؟ محالٌ *** فلم نعهدك ذا الوجه المذمَّم!
قريشُ بأي بأسٍ, قد لقيتم *** جنودَ الله..إنَّ العودَ أَسلَم
محمّدُ يضربُ الصخر ابتهاجاً *** ستفتح فارسٌ والرٌّوم تُهزَم
تألمنا وما خاضَ المنايا *** جوادٌ في الوغى إلا تألّم
وزُلزِلنا ولكنّا انتصرنا *** وأنجزَ وعدَه ربي وَتمَّم
لنا في الحسنيين مُنىً عِظَامٌ *** وما للكافرين سوى جهنَّم
فيا لجحافل الأحزاب ذاقت *** مرارة خزيِها والخزي عَلقَم
سيُسمعكم «بلال» غداً أذاناً *** به تدرون من فينا المعظّم
أرى لبني «قريظة» وجهَ غدرٍ, *** ووجهاً بالظغينة قد تجهَّم
رأت نصر الإلهِ فألفُ ويلٍ, *** لها.. جند الإله لها تقدَّم
لقد هُزمت جيوش الكفر قهراً *** ولو بالظن قلنا ليس تُهزَم
سلوا في ليلة الأحزاب نصراً *** نراه ولو له ثغر تكلَّم
تبسم أيها المحزون هذي *** حكايا النصر تصرخ أن تبسم
أرى بجحافل الأحزاب درساً *** من الآمال لمَّا بَعدُ يُفهَم