العيد فرصة لجمع شمل العائلة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يبدو أن التشتت لم يعد قاصرا على السّاسة أو المسؤولين في العالم الإسلامي، بل قد وصل داء التشتت إلى العائلة الواحدة. وهي حالة تتسع كلما غاب الدين الإسلامي عن مجالس الأهل والعائلة.

ضعفت العلاقة بين أفراد العائلة، وضعفت صلة الرحم، ولم يعد الأقارب يشعرون بحميمية العائلة الواحدة، فقد ذهب من ذهب لجمع الأموال، وعانى من عانى من الفقر الذي أشغله عن مَد يَدِ المساعدة للضعفاء من الأهل والأقارب.

إن الاستغراق في الانشغال بالشأن السياسي وأحوال الأمة ربما قلل من التركيز على وحدة الأسرة المسلمة التي هي الحجر الأساس في كل مجتمع.

لذا ندعو كل مسلم أن لا يدع عيد الفطر القادم يمر دون أن يراجع حساباته، ويعدّ برامج تقوية صلة الرحم، وإعادة ما ضعف منها..

ندعو كل زوجة أو ابنة أو عمة أو خالة أو جدة، وجميع الخيرين من الأهل والأقارب، أن لا يكون أحد منهم سببا في قطع صلة الرحم بين أفراد العائلة الواحدة خاصة، بل على كل هؤلاء وغيرهم الحث على زيارة الأهل والأقارب والأحباب خلال أيام عيد الفطر.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:\"من سرّه أن يُبسط له في رزقه وأن يُنسأ له في أثره فليصل رحمه\"..

وعلى العكس فمن سعى في قطيعة الرحم قطعه الله وتوعده بالعذاب، قال - تعالى -: (فَهَل عَسَيتُم إِن تَوَلَّيتُم أَن تُفسِدُوا فِي الأَرضِ وَتُقَطِّعُوا أَرحَامَكُم أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُم وَأَعمَى أَبصَارَهُم)، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: \"الرحم متعلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله\"..

فمن منا يقدر على هذا الوعيد الشديد؟!

إذن لنكن ممن يسعون إلى صلة الرحم بين الأقارب من الأنساب والأصهار.

ومن منا لا يريد أن يصله الله، ويبسط له في رزقه وعمره، ويدخله الجنة؟

إذن صِلِي رحمك.. من الآن، حضري لصلة الرحم، وحثي زوجك، أباك، أخاك، ابنك، وكل من حولك.. على الإعداد من الآن لزيارة الفروع والأصول للعائلة الواحدة..

ستزول الخلافات، وتعود الأيام حلوة وممتعة بإذن الله.

صلة الرحم إلى جانب أنها عبادة عظيمة وقُربة.. هي مَحَبة، والمحبة متعة إنسانية خالدة.. !

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply