بسم الله الرحمن الرحيم
وددتُ أني أُرى ما بينكم فرحــا*** أناغي الصفــرد[1] الصداح ما صدح
أشاطر العيد من حلوى بنيّ ومن*** شعري، ففيكم قصيـــدي صغتُـهُ ملحـــــــا
ما بين غيلكم [2] المزهو بخضــرته*** وبين بحركم الغضبــــــــان، ما فرح
يرغي ويزبد، لا يومـــــــاً يجاملني*** ضيفــــــاً، ولا لبنيــــه طاب وانشـــرح
بل موجة روّعت أُخرى، تلاحقها*** أُخرى، دواليك، طول الدهر ما اصطلح
ونحن جلسة أُنس، ننتقي نتفـــــــاً*** من الحديث، مع الأحباب والنصحا
أو نحن رحلةُ ترويح ، يزيد بهـــــا*** إيمــــاننا، نبــرد الشوق الذي لفح
أو نحن أنوار روض، من تضاحكنا*** تضاحك الزهر حتى انضمّ وانفتح
أو نحـن، أو نحن، لقيانا منغّمــــة*** تشـــجي، كما زيّنت ألوانـــه قزح َ
إليكم ساكنين القلــــب أغنيــــــــة*** يبوح شـــــعري بها والقلب ما برحا
إليكم بعض كأس الشـــوق، كم أسـفي*** أن يحبس الجسم عنكم في الرياض ضحى
ويقسم القلب: قسم في القصيم، وقسم*** في الرياض، وقصم في عمانَ نحــا
يا ليت شعري، أيصحو الشوق يوم غد*** فرحان والعيد في أهلي هناك صحا
وكيف أسماء بنتي، كيف لغثتـــها*** وخربشات جدار البيت، كم طفح
وكيف شبلاي من أعددتهم لغدي*** محمد ٌ وأخوه سيـــــّـدا الملحـــــــــا
وما تـُرى ســـؤلهم لو كنت بينهـــمُ*** حـلاوة العيد أم (دنجوه [3]) لو فصحـا
وفرحة العيد هل تدنو ولا لعب*** لا هبطة العيد [4]، لا عرسي [5]، ولا ذبـح َ
لا ضجّة العيد، لا العيد النقود ولا*** يطقطق الباب أطفال الحيا مرحا [6]
يا بسمة العيد هاك الشوق فانطلقي*** طيري إليهم، وزوري كل من جُرح َ
زوري الأحبة في كل الدّنا فهنــــا*** قلبي سيرقب مسعى الوصل منشرحا
وقبليــهم وضميـــهم مكفكفــــــــــة*** لا تتركيهم أعيدي الضحك والفرح
وأبلغيهم سلام العيد واعتــــــذري*** حر اعتذاري، وكوني أفصح الفصحا
أن احتسابي أن كان احتباسي في*** عبـــــادة خيـــر أربــاح الذي ربـــــح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] - الصفرد بتشديد الصاد: نوع من الطير يشبه القطى يعرف بهذا الاسم في دول الخليج.
[2] - الغيل: معروف، جاء في شعر امرئ القيس، وهو الوادي تجري فيه المياه وتكثر فيه الأشجار.
[3] - الدنجو: هو الاسم المحلي للحمص الذي يباع مجففاً.
[4] - هبطةالعيد: سوق يقام قبل العيد في بعض القرى.
[5] - العرسي: أكلة محلية في الأعياد.
[6] - يوم هبطة العيد وقبله يبحث الأطفال على النقود من كل بيوت القرية، ويتعاون الناس في إسعاد الأطفال بإهدائهم النقود.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد