صيفك المثمر


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد

فإن من أمثلة العرب المشهورة « الصيف ضيعت اللبن » وهو مثل يدل على تضييع الفرصة المتاحة، وإهدار الإمكانيات المتوفرة، وحينئذ لا ينفع الندم، وربما نجد أن أحوال أبنائنا في الصيف يصدق فيها هذا المثل.

إن فترة الصيف تتوقف فيها الدراسة النظامية في المدارس والمعاهد والجامعات، ويأخذ أكثر الموظفين إجازاتهم من أعمالهم خلالها، وبالتالي فإن عدد الذين لا يرتبطون بمهمات إلزامية محددة كبير، فإذا أضفنا المدة والساعات المتاحة لوصلنا إلى ملايين بل عشرات ومئات الملايين من الساعات.

والسؤال الكبير: ما هي ثمرة هذه الساعات الطوال والطاقات الكثيرة والأعداد الغفيرة؟!

وإذا كانت النتيجة لاشيء أو كانت نتائج محدودة فإننا نقول لجميع هؤلاء وللمجتمع كله: « الصيف ضيعت اللبن »

إننا - وللأسف الشديد - نمارس دوراً فكرياً وثقافياً مثبطاً عن الانجاز، ومعيقا عن الاستثمار، فهذه الفترة نسميها عطلة " وهي كلمة تدل على التعطيل والعطالة

وهي - في اللغة - الخلو عن الشيء، وهناك اسم آخر وهو « الإجازة » وأصل معناها محمود ودلالتها تعني الانتهاء من الشيء والحصول على ثمرته، فالإجازة في علم من العلوم تعني الانتهاء من تعلمه والتمكن في فنونه، غير أنها - فيما يتداوله الناس - تستخدم بمعنى قريب من الأول، بمعنى أنها إجازة تم الانتهاء فيها من الدراسة أو العمل و لاشيء بعدها فهي فراغ بلا عمل، ووقت بلا إنتاج، وطاقة بلا استثمار، وهذا - بالطبع - ليس حال الجميع بل هناك المغتنمون لأوقاتهم، العاملون على تطوير ذواتهم وتحقيق آمالهم، ثم إننا نشهد - بحمد الله - في أمتنا بوادر نهضة وحيوية، ونرى معالم حركة وإيجابية، وتتجلى صور ذلك في مؤسسات وأنشطة وميادين مختلفة، وهي - من فضل الله - كثيرة ومتميزة بل مبدعة ومتجددة.

إن العاقل البصير لا بد أن يدرك أن العمر محسوب في الإجازة وغيرها {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً} بل إن الوعي والجد يوجبان اعتبار الصيف فرصة لإنجاز مالم يمكن إنجازه مع وجود المهمات والمشاغل الأخرى، ولذا لا بد من مبادرة ذاتية وهمة نفسية وممارسة عملية، من خلال تلبية الميول والهوايات، وبرمجة الأفكار والمشروعات مع تحقيق الراحة المنشطة والترفيه المحركº فإن الراحة إنما تكون لإعطاء الطاقة لمزيد من استئناف العمل بهمة أكبر وطاقة أفضل.

 

مقدمة:

مع قرب موسم الإجازة الصيفية تكثر التطلعات وتزيد الاهتمامات لاستثمار الإجازة بما يعود على المرء بالنفع والفائدة، فهي فرصة حقيقية لتحقيق الطموحات في ظل الإجازة من الواجبات الوظيفية اليومية، وقد تكون فرصة لإنجاز الكثير من المشروعات على مختلف المستويات سواءً كانت فردية أو أسرية أو غيرها. ومع قدوم صيف 1427هـ قد تكون الفرصة سانحة لتعويد النفس على الذاتية كشعار لهذا الصيف امتداداً لبرامج أنجزها الفرد في فترات سابقة، ومع تنوع الحاجات يقع المرء في حيرة من أمره لتحديد الأولويات وتحقيق الحاجات.

 

الأهداف:

1- إقامة واستمرار الروابط الإيجابية النافعة علمياً وتربوياً.

2- التزود الثقافي المنهجي والمحافظة على الحد الأدنى المأمول.

3- الاجتهاد على استضافة أهل العلم والخبرة في لقاءات مطولة.

4- الاستثمار الإيجابي للإجازة ترفيهاً وتربوياً واجتماعياً للزوجة والأبناء والأقارب.

5- تطوير المهارات وصقل المواهب وتنمية الذات من خلال برامج الصيف.

 

البرنامج المقترح:

يمكنك أن تستفيد من البرنامج التالي فقد صمم بأسلوب التقييم الذاتي مع تنوع البرامج وكثرة الخيارات التي تحقق الطموحات، وكل ما عليك فعله اختيار البرامج وفق ما هو محدد في النقاط التالية مع إعطاء نفسك الفرصة لتقويم منجزاتك خلال فترة الإجازة الصيفية، فهي تجربة قابلة للتطوير بما ينفع ويفيد.

 

محور اللقاءات وتبادل الخبرات:

· عقد لقاءات الاستفادة من الوقت وتبادل الخبرات وبحد أدنى (3) لقاءات مطولة ويمكن فيها استضافة: (9 نقاط)

o الشخصيات ذات التأثير الإيماني لسماع الموعظة منها. (3 ساعات)

o أصحاب الخبرة الدعوية للاستماع إلي تجاربهم الدعوية. (3 ساعات)

o أصحاب الخبرة في قضية من قضايا المسلمين لك بها اهتمام. (3 ساعات)

· اختر أحد البرنامجين التاليين:          (11 نقطة)

o تدوين إحدى تجاربك الناجحة بأسلوب المشاريع ليستفيد منها الآخرون.

o تصميم برنامج مقترح في المجال العلمي أو الدعوي أو التربوي أو الاجتماعي كمبادرة للتخطيط والإبداع المستقبلي.

 

محور البرامج الاجتماعية والدعوية:

· المشاركة الفاعلة بأحد البرامج التالية:         (16 نقطة)

o برامج الصيف الطلابية (20 ساعة عمل)

o برامج مراكز الأحياء (20 ساعة عمل)

o برامج المؤسسات الخيرية أو الدعوية (20 ساعة عمل)

· تفعيل برنامج صلة الأرحام والزيارات العائلية لذوي القرابة وبحد أدنى (4) زيارات   (4 نقاط)

 

 محور التنمية البشرية والذاتية:

· حضور أحد الأمسيات التدريبية ذات العلاقة بالمحور       (4 نقاط)

· قراءة كتاب من القطع المتوسط وبما لا يقل عن (100) صفحة في أحد مجالات التنمية الذاتية (6 نقاط)

· تعلم إحدى المهارات الذاتية من خلال المشاركة في برنامج تدريبي وبحد أدنى (12) ساعة تدريبية (10 نقاط)

 

محور الترفيه والسياحة:

· حضور أحد الأمسيات الترفيهية أو الحفلات الختامية للبرامج الصيفية أو الجماهيرية.   (4 نقاط)

· تعلم أو ممارسة أحد الأنشطة الرياضية.         (6 نقاط)

 

محور الزوجة والأولاد (اختر 3 برامج):

· رحلة إيمانية إلى مكة المكرمة أو المدينة المنورة لمدة لا تقل عن يوم كامل.    (10 نقاط)

· رحلة عائلية سياحية لمدة لا تقل عن أسبوع.        (10 نقاط)

· تفعيل برامج النزهات العائلية القصيرة وبحد أدنى (4) نزهات.     (10 نقاط)

· مسابقة تشجيعية ذات حوافز بين الأولاد في أحد الجوانب المفيدة.     (10 نقاط)

· حفل تكريم الأولاد بمناسبة ختام العام الدراسي وتوزيع الهدايا.      (10 نقاط)

· إلحاق الزوجة والأولاد في البرامج والنوادي الصيفية.       (10 نقاط)

 

تقييم الإنجاز:

عند نهاية الإجازة لا بد لك من تقييم نفسك والوقوف على انجازاتها الصيفية ولك أن تكافئ نفسك بإنجازاتها الإيجابية، ولك الاستفادة من المؤشر التالي:

 

90 نقطة فأكثر

 مكافأة عالية المستوى

 

80 نقطة إلى أقل من 90 نقطة

 مكافأة متوسطة المستوى

 

70 نقطة إلى أقل من 80 نقطة

 مكافأة ضعيفة المستوى

 

أقل من 70 نقطة

 فرصة لتقويم النفس للصيف القادم

 

وأخيراً:

نقدم لك باقة متنوعة من البرامج والأنشطة والأفكار والمقترحات المختلفة التي تفيدك في برمجة باقي برامجك خلال الإجازة الصيفية فلا تبخل على نفسك بها وهي:

1- برامج مراكز الدعوة والإرشاد والمكاتب التعاونية مثل: الدورة العلمية، المخيمات، المحاضرات، القوافل الدعوية للقرى.

2- برامج الهيئات الخيرية الداخلية والخارجية مثل الندوة العالمية للشباب الإسلامي وهيئة الإغاثة الإسلامية.

3- برامج المهرجانات الصيفية والتي تقام بالتنسيق مع الهيئة العليا للسياحة.

4- برامج التدريب في مختلف المجالات والتي تقام في الصيف من خلال الغرف التجارية ومراكز ومعاهد التدريب.

5- برامج التدريب والتوظيف الصيفي بالتنسيق مع مكتب العمل لطلاب المرحلة الثانوية.

6- برامج التقوية في المواد الدراسية للطلاب والتي تقيمها المدارس خلال فترة الصيف وبرامج تعلم اللغة الإنجليزية.

7- برامج سماع الأشرطة ومشاهدة البرامج المفيدة والقراءة النافعة والاستفادة من الانترنت.

8- برامج الخدمة الاجتماعية والعامة داخل الأحياء مثل مساعدة الضعفاء والفقراء ورعاية الأيتام.

9- برامج الأعمال المنزلية والصيانة.

10- برامج الحفظ والتمكين والمراجعة للقرآن الكريم.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply