عمر الإنسان واستغلال الوقت


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مهمة الإنسان في هذه الحياة، و سر وجوده ووسام عزه، وتاج شرفه، وإكسير سعادته، هي عبوديته لربه - عز وجل -، وتسخيره كل ما أفاء الله عليه للقيام بها، وعدم الغفلة عنها طرفة عين، كما قال - تعالى -: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"[الذاريات: 56].

وإن أمارة المسلم الحق بقاؤه ثابتًا على مبادئه، وفيًا لدينه وعقيدته، معتزًا بأصالته وشخصيته فخورًا بمبادئه وثوابته، لا يحدٌّه عن القيام برسالته زمانٌ دون زمان، ولا يحول بينه وبين تحقيق عبوديته لربه مكان دون آخر، فمحياه كله لله، وأعماله جميعها لمولاه، "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين"[الأنعام: 162، 163].

هذا هو منهج المسلم الصادق في إسلامه، القوي في إيمانه، الإيجابي في انتمائه.

فحيثما كان وحلَّ، وأينما وُجِد وارتحل، فإنه يضع العبودية لله شعاره، وطاعته لربه دثاره. والوقت، هو مادة الحياةº والزمن، هو وعاء العمر، فالواجب استثماره في مرضات الله، وشغله بطاعته - سبحانه -، فإن الإنسان مسؤول عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، كما صح بذلك الخبر عن سيد البشر - صلى الله عليه وسلم -، فيما خرجه الترمذي وغيره من حديث أبي برزة - رضي الله عنه -.

يقول الإمام العلامة ابن القيم - رحمه الله -: "السَّنة شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمارها، فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرة شجرته طيبة، ومن كانت في معصية فثمرته حنظل، وإنما يكون الجَذاذ يوم المعاد، فعند الجَذاذ يَتبين حلو الثمار من مرها".

ألا فليعلم ذلك من أهدروا أوقاتهم، وبدَّدوا أعمارهم، في غير مرضات مولاهم.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply