نحو إجازة أفضل

بسم الله الرحمن الرحيم  

يقول ابن القيم - رحمه الله تعالى - عن الوقت: "..وهو يمر مر السحاب، فمن كان وقته لله وبالله فهو حياته وعمره، وغير ذلك ليس محسوباً من حياته..فإذا قطع وقته في الغفلة والسهو والأماني الباطلة، وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة، فموت هذا خير من حياته ".

أخي الكريم إليك بعض الاقتراحات والبرامج التي تقضي بها وقتك خلال هذه الإجازة، فاستعن بالله وخذ مستشيراً ما يناسبك منها، قال - تعالى -: (فَإِذَا فَرَغتَ فَانصَب (7)) الشرح.

1) حفظ القرآن الكريم أو بعضه أو مراجعته وتلاوته وذلك عن طريق حلقات المساجد.. أو مع الوالد أو الأخ أو الصديق.. ولا يخفى ما في الحفظ والتلاوة من الأجر العظيم والحسنات الكثيرة.

2)حفظ الأحاديث النبوية، والمتون العلمية عن طريق الدورات المنتشرة في المساجد....

3) طلب العلم بالمحافظة على الدروس والدورات والمحاضرات والكلمات في المساجد وغيرها..

4) القراءة والمطالعة في كتب العلم النافعة كالعقيدة والتفسير والفقه والحديث، والسيرة والتراجم، والتربية والرقائق والأدب...

5) تخصيص جزء من الوقت لاستماع بعض الأشرطة النافعة، وإذاعة القرآن الكريم ومتابعة برامجها...

6) السفر لأداء العمرة وما أحسنها مع الوالدين أو أحدهما، أو لزيارة المسجد النبوي مع المحافظة على الوقت في تلك الأماكن الفاضلة.. أو لزيارة قريب أو صديق، أو للأماكن الطيبة، والحذر الحذر من السفر لبلاد الكفار أو لبلاد تظهر فيها المنكرات.

7) الدعوة إلى الله - تعالى - كل بحسبه، وهي مطلوبة في كل وقت لكن في الإجازة يكون الوقت أوسع "فهذا يلقي كلمة مناسبة، وهذا يدل على الخير وأهله، وهذا يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر، وهذا يصلح بين متخاصمين، وهذا يسعى في حاجة أخيه المسلم.... "

8) المراكز الصيفية، والملتقيات النافعة، وما أكثرها - نفع الله بها- ولا يخفى ما فيها من البرامج التربوية، والدروس العلمية، والوسائل الترفيهية، وغير ذلك من لبنات لبناء جيل تفخر به الأمة....

9) صلة الرحم، والجار فكم من هؤلاء لا تراهم إلا في السنة أو أكثر، فإن عجزت فلا أقل من مكالمة أو رسالة أو تبليغ سلام.

وهنا أهمس في أذنك: إن لكل منا أصدقاء وجلساء نراهم كل يوم تقريباً!! أليس القريب أولى؟! ولو بالسنة مرة.

10) المشاركة في المسابقات الثقافية التي يصدرها مكتب الدعوة أو توعية الجاليات أو المراكز الصيفية أو المدارس أو المؤسسات الخيرية الأخرى.. ففي ذلك بحوث وفوائد وتشجيع ونشر للخير...

11) زيارة العلماء والدعاة والمربين، والاستفادة منهم وسؤالهم، واستشارتهم.. وذلك كله بآدابه المعروفة لديك..

12) المساهمة في الأعمال الخيرية، والدلالة عليها، وتفقد المحتاجين من الأرامل والأيتام والمساكين.

13) العمل والوظيفة، فإن الإجازة طويلة فكن فيها عاملاً إما مع والدك أوقر يبك أو صديقك أو غيرهم عملاً تحصل به مالاً حلالاً لا شبهة فيه، أوفي دائرة أو مؤسسة.. ومن جَدَّ وجَدَ - إن شاء الله -.

14) الالتحاق بأحد دورات الحاسب الآلي والتي تمنحك شهادة معتمدة عسى أن تستفيد منها.

15) تعويد النفس على العبادات كالتبكير إلى الصلوات وأداء السنن الراتبة، والوتر، وسنة الضحى، وعيادة المرضى، وتشييع الجنائز، وزيارة القبور، وكثرة الذكر، وأذكار الصباح والمساء... وغيرها.

16) تقوية الضعف العلمي، أو الدراسي.

17) تلبية طلبات الأهل وقضاء حوائجهم والتي طالما أجلت بعذر كثرة الأشغال.

18) اغتنام الأوقات الفاضلة، كثلث الليل، وبين الأذان والإقامة، ويوم الجمعة..

19) اعتاد كثير من الناس أن يختار الإجازة وقتاً للزواج فـ " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج.. "

20) الليل والنهار نعمة عظيمة فاجعل فيها عبادة خفية من صيام ولو ثلاثة أيام أو يوم في الشهر، والصلاة في الليل ولو جزء يسير، فشمر عن ساعد الجد، وأسرع فقد دنا العد، لكي تفوز فتسعد.

وأخيراً أخي إياك والسهر بلا فائدة، وكثرة النوم، وفضول الطعام والخلطة والجلسات التي لا تعود عليك بالنفع.

واحفظ سمعك وبصرك وقلبك وجميع جوارحك، قال - تعالى -: (إنَّ السَّمعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤَادَ كُلٌّ أُولَئِكَ كَانَ عَنهُ مَسئُولاً) (36).

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.