ابناؤنا والإجازة

بسم الله الرحمن الرحيم

مع تنوع الواردات الفكرية وتشتت أفكار الطفل المسلم المتلقي لها يحدث ما لا يحمد عقباه، كمعتقدات تنمو وتتشعب داخل عقله ووجدانه وتؤدي به إلى اتخاذ الطريق المعاكس للاتجاه الإيماني الصحيح الذي حث عليه ديننا الحنيف ويقوده بالتالي إلى أداء العبادات الإسلامية على هيئة عادة وليست عبادة.

أننا ونحن نعيش في عصر تكنولوجيا الغزو الفكري الذي استهدف الطفل المسلم بشكل خاص، جعل الأب والأم الحريصان على سلامة معتقدات ابنائهما يبحثان عن مخرج من هذا المأزق الخطير والمتزامن مع إلحاح ابنائهما واصرارهما المستمر على تقليد أقرانهما وأصدقائهما وزملائهما في الشارع والمدرسة أو عند الزيارات العائلية التي يغيب فيها إنكار المنكر مجاملة لمشاهدة ما يأتي في وسائل الإعلام المختلفة والقنوات الفضائية أو ألعاب الكمبيوتر التي لا تخلو من المخالفات الشرعية.إن أبناءنا أمانة في أعناقنا ومسئولون أمام الله تعالى مسؤولية تامة عنهم، لذا بقي علينا أن نوفر لهم البدائل الناجحة والناجعة لملء أوقات فراغهم خلال الإجازة الصيفية بما يعود عليهم بالنفع الكبير والارتقاء بهذا النشء المسلم الذي عليه عماد الأمة بعد الله تعالى.

 وحيث أن في الأمر سعة في ترفيههم وتثقيفهم والحفاظ على أوقاتهم في حدود شريعتنا الغراء أسوق بعض البدائل:

منها وضع جهاز الفيديو في المنزل وجلب أشرطته الملتزمة بالضوابط الإسلامية كقصص الأنبياء والصالحين والمعارك الإسلامية والأفلام العلمية التي تشد انتباه الأبناء وتسترعي اهتمامهم وتوسع مداركهم.

ومنها السفر بالأسرة خلال الإجازة الصيفية إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة أو الأماكن السياحية في المملكة التي تنمي فيهم حب الاطلاع والمعرفة وتعرفهم على بلادهم.ومنها الاجتماعات العائلية والزيارات المتبادلة التي تزيد من صلة الرحم وتوثق الصلة بأقاربهم وتربيهم على الأخلاق الحميدة والرجولة منذ صغرهم.

ومنها إتاحة الفرصة للأبناء الكبار بالاشتراك بالمراكز الصيفية لما لها من فوائد جمة في حفظ أوقات الشباب وتربيتهم تربية إسلامية حقة.

 ومنها اهتمام أئمة المساجد واعيان الأحياء في تنظيم المسابقات الصيفية لكل حي ووضع جوائز قيمة لتحفيز الشباب للاهتمام بها حتى تعم الفائدة. ولعلنا بهذا نكسر حاجز المفهوم الخاطىء للإجازة كونها وقتاً مملاً لكثرة النوم والكسل وعدم فائدتها لابنائنا.

 والله من وراء القصد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.