جرى دمع المحبةِ فاعذرينا *** وأرقـنا وداعُـكِ فارحمينا
هواكِ اليوم فـي قلبي مقيم *** فـكيف تغادرين وترحلينا
بنيةُ أنت في عمري ربيع *** يفـتح في فؤادي الياسمينا
ولو أن الأبوّة حفـظ بنت *** حـفظتك بين أهدابي سنينا
ولـكن الزواج لنـا سبيل *** وهـدي الأنبياء المرسلينا
وهبتـك للفضيلةِ والمعالي *** وهـبتك للعُلى دنـيا ودينا
وأنت سليلة الإسلام طابت *** كنابتـه تسـرٌّ الناظـرينا
بنيت بعفة الإسـلام درعاً *** ومن أخلاقه حصناً حصينا
جحابكِ كان للإسلام رمزاً *** بـه عند الخلائق تفخرينا
فللـخنساء تنتسبين حبـاً *** وفـخرك أمـهات المؤمنينا
بنية أنت فـي حلمي خيال *** تـحقق وعـدُه وغدا يقينا
ذكرتك تضـحكين وتلعبينا *** وفي كنف الطفولة تمرحينا
فحيناً تعبثين بنـا وحـيناً *** على ظهر الأبـوّة تقفرينا
وأنت اليوم يا حلمي عروس *** يـشعٌّ بـهاؤك خفراً ودينا
ولو أن السعادة بذل مـال *** بـذلت التـبر والدرَّ الثمينا
ولو أنَّ السعادة فـي متاع *** حمـلت لك القوافل أجمعينا
ولـكنّ السعادة فـي تقاة *** وحـب قـرينة ألفت قرينا
فـهل ألقاك يا آلاء أمّـاً *** وفـي حلل السعادة ترفلينا
معاذٌ خير زوج فاحفظيه *** يـكن لك حافظاً براً أمينا
ولن أرضاك للإحسان حتى *** رضاه على رضاك تفضلينا
مُعاذٌ أنت في قلبي نـزيل *** وحـبك صار في قلبي مكينا
درجت العمر في خلق ودين *** مـثالاً للـشباب المؤمنـينا
مشيت على دروب العلم دهراً *** وكنت من الشباب الطامحينا
لقد أودعت عندك بعض روحي *** وفـلذة مهجة ذابت حنينا
فعامـلها بـرفق واحتساب *** تـكن لك زوجة براً حنونا
بـنيةُ أنـت للإسلام نـور *** يضيءُ سناهُ أرضَ العالمينا
وذاك العالم المطحون طحناً *** يصـيح اليومَ أينَ المسلمونا
وأيـن الداعيات بكل فـجٍّ, *** وأيـن الراكعون الساجدونا
فـكوني أنت للإسلام رمزاً *** ونبراساً بـدنيا الحـائـرينا
وإن ما أبصرتكِ بناتُ قوم *** رأيـن الدين والخلق الرزينا
إلهـي قـد أتـينا طائعينا *** وجئـناك العـشية ساجدينا
ويا رب البرايا نحن ندعو *** دعـاء الخـائـفين التائبينا
ويا معطي العطايا نحن ندعو *** دعـاء الحـامدين الشاكرينا
فبارك عرسنا وأفض علينا *** مـن الرحمات شؤبوبا معينا
أتـى أحبابنا من كل فـجٍ, *** يجـوبـونَ الـديارَ مهنئينا
فيـا رباه فاحفظهـم جميعاً *** وبلغـهم ثـواب الصالحينا
وألهمنا الهدى والرشد حتى *** نـسير على دروب المهتدينا