دمع المحبة

4.3k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%
بسم الله الرحمن الرحيم

جرى دمع المحبةِ فاعذرينا *** وأرقـنا وداعُـكِ فارحمينا

هواكِ اليوم فـي قلبي مقيم *** فـكيف تغادرين وترحلينا

بنيةُ أنت في عمري ربيع *** يفـتح في فؤادي الياسمينا

ولو أن الأبوّة حفـظ بنت *** حـفظتك بين أهدابي سنينا

ولـكن الزواج لنـا سبيل *** وهـدي الأنبياء المرسلينا

وهبتـك للفضيلةِ والمعالي *** وهـبتك للعُلى دنـيا ودينا

وأنت سليلة الإسلام طابت *** كنابتـه تسـرٌّ الناظـرينا

بنيت بعفة الإسـلام درعاً *** ومن أخلاقه حصناً حصينا

جحابكِ كان للإسلام رمزاً *** بـه عند الخلائق تفخرينا

فللـخنساء تنتسبين حبـاً *** وفـخرك أمـهات المؤمنينا

بنية أنت فـي حلمي خيال *** تـحقق وعـدُه وغدا يقينا

ذكرتك تضـحكين وتلعبينا *** وفي كنف الطفولة تمرحينا

فحيناً تعبثين بنـا وحـيناً *** على ظهر الأبـوّة تقفرينا

وأنت اليوم يا حلمي عروس *** يـشعٌّ بـهاؤك خفراً ودينا

ولو أن السعادة بذل مـال *** بـذلت التـبر والدرَّ الثمينا

ولو أنَّ السعادة فـي متاع *** حمـلت لك القوافل أجمعينا

ولـكنّ السعادة فـي تقاة *** وحـب قـرينة ألفت قرينا

فـهل ألقاك يا آلاء أمّـاً *** وفـي حلل السعادة ترفلينا

معاذٌ خير زوج فاحفظيه *** يـكن لك حافظاً براً أمينا

ولن أرضاك للإحسان حتى *** رضاه على رضاك تفضلينا

مُعاذٌ أنت في قلبي نـزيل *** وحـبك صار في قلبي مكينا

درجت العمر في خلق ودين *** مـثالاً للـشباب المؤمنـينا

مشيت على دروب العلم دهراً *** وكنت من الشباب الطامحينا

لقد أودعت عندك بعض روحي *** وفـلذة مهجة ذابت حنينا

فعامـلها بـرفق واحتساب *** تـكن لك زوجة براً حنونا

بـنيةُ أنـت للإسلام نـور *** يضيءُ سناهُ أرضَ العالمينا

وذاك العالم المطحون طحناً *** يصـيح اليومَ أينَ المسلمونا

وأيـن الداعيات بكل فـجٍّ, *** وأيـن الراكعون الساجدونا

فـكوني أنت للإسلام رمزاً *** ونبراساً بـدنيا الحـائـرينا

وإن ما أبصرتكِ بناتُ قوم *** رأيـن الدين والخلق الرزينا

إلهـي قـد أتـينا طائعينا *** وجئـناك العـشية ساجدينا

ويا رب البرايا نحن ندعو *** دعـاء الخـائـفين التائبينا

ويا معطي العطايا نحن ندعو *** دعـاء الحـامدين الشاكرينا

فبارك عرسنا وأفض علينا *** مـن الرحمات شؤبوبا معينا

أتـى أحبابنا من كل فـجٍ, *** يجـوبـونَ الـديارَ مهنئينا

فيـا رباه فاحفظهـم جميعاً *** وبلغـهم ثـواب الصالحينا

وألهمنا الهدى والرشد حتى *** نـسير على دروب المهتدينا


السابقتاج العبر
التاليدمدمة
أضف تعليق