المنعطف الأخير

4.3k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

((أسرف في ذنوبه.. ثم حانت اللحظة العليا.. لحظة الانعطاف إلى القمة))

أسرى به نحو الخلـود جهـادُهُ *** ويقينُه أنّ الشهــادة زادُهُ

إن كان أسرف بالذنوب فؤادُهُ *** فلقد محا تلك الذنوبَ رمادُهُ

كم حار سعياً خلف تيهِ سرابهِ *** ولكم دنا، فازداد ثـَمَّ بعادُهُ!

كم قيل: هيّا يا أخي نمضي إلى *** درب العُلا في عزمةٍ, نرتادهُ

لكنه قـد غـاله كأسُ الهـوى *** لولا بقية ُ نخـوةٍ, تعتادهُ

أولى له أن ينتهي من غِيـّه ِ*** ليطوفَ من حول الحمى آسادُهُ

هو ظامىءٌ مهما ارتوى من ذا الهوى***هو حائر فمتى يعود رشادهُ!

في ليلةٍ, ظلماءَ حالكةِ الدجى *** هتفت به " وامسلماهُ " بلادُهُ

"يا خيلُ، يا أنصارَ أحمد أينكم؟ " *** فجفاه من هول النداء رقادُهُ

وإذا به في ليله متململا ً*** فانظر له لمّا استفـاق فـؤادُهُ

" الله أكبرُ" جلجلت في ثغره *** وبومضةٍ, سبق الجيادَ جوادُهُ

ومضى به في دربه يقتادهُ *** في عودةٍ, للخلدِ.. طابَ مَعادُهُ

" لبيك ربي.. رغم ذنبي ها أنا" *** ناجى بها ربَّ العباد فؤادُهُ

عجبي له! إمضاؤهُ في بيعهِ *** فدماؤه فوق التراب مدادُهُ!

هو فارسٌ لله باع حيـاتهُ *** فمُرادُ ربِّ العـالمين مرادُهُ

هو فارسٌ لله باع دمـاءَه *** من يشتري؟.. ذا سيفُه وجوادهُ

دمُه هنا... عارٌ على أولادهِ *** إن نـام عن ثـأرٍ, له أولادُهُ


أضف تعليق