أَعلَنَ الشِّعرُ حُزنَه وحِدَادَه *** واكتَسَى من بَهِيمِ لَيلٍ, سَوادَه
مِن مِدَادِ الأَسَى يُسَطِّرُ حَرفاً *** صَبَّ فيه دُمُوعَه وسُهَادَه
كَيفَ لا يَكتَسي مِلاءَةَ حُزنٍ, *** والأَسَى بَاتَ مَهدَه ووِسَادَه
حُقَّ لِلعَينِ أَن تَسِحَّ دِمَاءً *** فَجِهادُ الشِّيشَانَ يَنعِي جَوَادَه
خَرَّ عَبدُ العَزيزِ فِيها صَرِيعاً *** وَدَّعَ اليومَ بَذلَه وجِهادَه
حَـطَّ عن كَاهِلِ السِّنينِ سَلاحاً *** قَبضَةُ الحُرِّ لَم تُفَارِق زِنَادَه
يَا يَرَاعاً يُسَطِّرُ الحُزنَ شِعراً *** ومِنَ الجُرحِ يَستَمِدٌّ مِدَادَه
حَدِّثِ النَّاسَ عَن ذلكَ الشَّهمِ *** وبَيِّن سُمُـوَّهُ وانفِرَادَه
ولتُحَدِّث عَن صَبرِهِ كُلٌّ حَربٍ, *** شَنَّها الرٌّوسُ لَيسَ فِيها هَوَادَة
وليُبَيِّن إِيمَانَه صَمتُ لَيلٍ, *** شَاهِدٍ, بِالتٌّقَى وَسَمتِ العِبَادَة
وليُحَدِّث عَن التَّواضُعِ كُوخٌ *** ضَمَّ باقي مَتَاعَ شَهمٍ, وَزَادَه
وليُحَدِّث عَن الشَّجَاعَةِ عِلجٌ *** إِذ يُمَزِّق أبو الوَلِيدِ فُؤَادَه
رَجُلٌ إِن رَأَيتَه قُلتَ لَيثاً *** فَارِساً مُمسِكاً زِمَامَ القِيَادَة
إِن رَأَى مَورِدَ الحِمَامِ تَمَادَى *** خَائِضاً فيه لا يَهَابُ ارتِيَادَه
لا تَرَى فِي مُحَيَّاه إِلا ابتِسَاماً *** حِينَمَا يَحشُدُ العَدُو عَتَادَه
نَبِّئِي يا جِبَالُ عَن لَيثِ غَابٍ, *** في عَرِينِ الأُسُودِ حَازَ السِّيَادَة
نَبِّئِينِي عَن كُلِّ حَقٍّ, سَلِيبٍ, *** أَركَضَ العَادِيَاتِ حَتّى استَعَادَه
حَدِّثِيني عَن فَيلَقِ الظٌّلمِ لَمَّا *** أَعمَلَ السَّيفَ فيه حَتّى أَبَادَه
مَا تَقُولِينَ فِي هُمَامٍ, عَظيمٍ, *** جَعَلَ اللهَ حَسبَه واعتِمَادَه
رَجُلٌ طَلَّقَ الحَيَاةَ ثَلاثاً *** بَاعَ فِي اللهِ أَهلَه وبِلادَه
فَقَضَى اللهُ أَن يَمُوتَ بَعِيداً *** مِثلَمَا مَاتَ جُندُبُ بن جُنَادَة
يا أَبَا ذَرَّعَصرِهِ يا إِمَاماً *** سَبَقَ النَّاسَ مِن عَبِيدٍ, وسَادَة
إِنَّمَا عُمرُنَا مَيَادِينُ بَيعٍ, *** رَبِحَ البَيعَ مَن يَنَالُ الشَّهَادَة
جَادَكِ الغَيثُ يَا مَرَابِع َقَومٍ, *** نَالَ فِيها أبو الوَلِيدِ مُرَادَه
أَيٌّ عِزٍّ, جَلَبتِهِ أَيٌّ فَوزٍ, *** يَتَفَيَّا ظِلالَه وسَعَادَة
إِيهِ يَا حُورُ قَد أَتَى وَافِدُ الأَزدِ *** فَأَكرِمنَ فِي السَّمَاءِ الوِفَادَة
مَن قَضَى الدَّهرَ صَائِماً مُستَقِيماً *** حَانَ إِفطَارُه عَلَى كَفِّ غَـادَة
للشَّهيدِ الأَبِيِّ سِتٌّ خِصَـالٍ, *** وَلَه بَعدَ كُلِّ حُسنَى زِيَادَة
رَبِّ فَاخلُفه في الجهادِ بِخَيرٍ, *** وَاجعَلِ اللهُ للنَّعِيمِ مَعَادَه
والتَّهَانِي زُفَّت لآلِ سَعِيدٍ, *** تَخَذُوا الصِّدقَ والسَّمَاحَةَ عَادَة
ليسَ عَبد العزيـزِ مِنكم غَرِيباً *** إِنَّمَا كَانَ دُرَّةً مِن قِلادَة