سجّل أنا صحفي
وحرفي لا يذلّ
فأبجدية أمّتي
نقشت بعطر الوحي
في رحم السّماء
سجّل أنا صحفي
أقاوم صمتك الدامي
ولا تهدأ يدي
أستلّ من دمع الجريح عبارتي
فتصيب غدرك
وتؤثـّـث مقعدي
سجّل أنا صحفي
في ظلمة الليل الكئيب
أفكّ شفرة بصمَتِك
وببسمة الحرف الذي تمليه عيناي وقلبي
أكسر الصّمت الذي صنّعته
في خلوتك
وأشيع ضوء الشّمس مدرارا
يبدّد سطوتك
يا أيّها السّفاح سجّل
أنّ لي قلما يعانق بثـّـه
نجم السّماء
لي أحرف تنساب من شفتي
إلى كلّ الفضاء
فأقم جدار الفصل إن شئت بما شئت
كما أنت تشاء
شيّد -كما تهوى- الحواجز
حيثما بلغت يداك
وحيثما ضربت عصاك
وحيثما وصل الشّقاء
قمري الصّناعيّ الذي أرسلته
حبُّ لقومي
باركته يد السّماء
تأشيرتي
يا أيّها الخزي الذي عافته كلّ النّظم
قبلة صدق لأهلي
لثمتها شفتاي
فارتوت من دون ماء
وجوازي
صفحة أكتبها عن وطني
كلّ مساء
فانتقم من بسمة الصّبح التي أحيت فؤادي
وانتقم يا أيّها الجلاّد من ذرّات إيماني
ومن عَدو جوادي
أوقِد النّيران واحرق كوكب الشّمس
الذي أذكى عنادي
ويحك يا أيّها الإبليس
من مكر القضاء
هذه أغنية الدّهر الذي خُنت عهوده
تفقأ عينيك بالشّمس المضيئة
والهواء
تركل حزم المذلّة
بعد أن فاضت بها كلّ رسومك
فانحنِ... واشرب رحيقها سائغا
يوم اللقاء
سجّل أنا صحفي
وحبري لا يجفّ
فهو الثّقيل بوقعه
وهُو في الوزن الأخفّ
ولا تفلّ قيودُك في نبعه
مهما عتت
فمدادي الشّمس التي بزغت
وذرّات الهواء
وحبالك
تلك التي صنّعتها من قوت أهلي
هاهي ترتدّ نحوك
إنّها يدك التي بترت يديك
ولا علاج ولا شفاء
أتظنّ أن القيظ يطفئ جمرتي
والله لا
حدّق مليّا
أنا الفتى
ابن الجنوب
ونخلنا يتعشّق القيظ لينضُج تمرُه
وحرارة الشمس تدلّك سعفَه
فيصير ظلّه وارفا
رحب العطاء
سجّل أنا صحفي
وحرفي لا يذلّ
فأبجدية أمّتي
نقشت بعطر الوحي
في رحم السّماء
سجّل
وعندك وصف حبري فاعتقله
وموجة بثـّـي الوحيدة
فاجتهد... شوّش عليها بألف ألف قذيفة
لكن حذار
فأرضنا حبلى بما نحن نريد
وبذرنا ملأ الفضاء.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد