نهاية الطغاة

2.3k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

القدس تشهد مجمع الأقوام *** وكأنه حلم من الأحلام

أرض مباركة يدنِّس تربَها *** نسل القرود وثلة الإجرام

جاءت وفود الغرب تسحب ذيلها *** وأتت ملوك العرب والأروام

بالأمس باعوها بأبخس قيمة *** وجنوا ثمار البيع بالإعدام

جمعوا غثاءً كي يبيعوا أرضهم *** حتى رعاة النوق والأغنام

جلبوا الرعاع وكل بائع ذمة *** صنعوا عمالقة من الأقزام

خمس من السنوات تشهد صفقة *** آلت نهايتها إلى الحاخام

وتسلموا بالنقص أول دفعة *** وتعهدوا بقطيعة الأرحام

وتجمعوا لحضور حفل حافل *** أمضوا عليه وثيقة استسلام

وإذا تنكر للبلاد ملوكها *** فهمو أضر لها من الأخصام

جاءوا الأذلة والخنا بوجوههم *** وعلا الجباه مظاهر الإرغام

لا بأس أن تحتل أرض جدودهم *** وبأن تشاد سفارة الأعجام

فالخطب أكبر أن يثار لأجله *** ما قد يعكر سيرهم بسلام

هذا الذي جاب العواصم والدنى *** متأنقاً في ملبس وطعام

يفضي الجفون على جرائم قومه *** ويرى عيوب سواه كالأعلام

وإذا المذابح والجرائم حقه *** وإذا حقوق الناس كالأوهام

حصد الجوائز حيث حلّ أو انتهى *** يصغي الجميع إذا انبرى لكلام

سقط الدعي كما تهاوى قبله ***من قد أتاه الحكم بالإعدام

برصاصة قد جمعت في طيها *** حقد الشعوب وسَورَة الآلام

في القدس لعنات يطامِنُ وقَعُها *** من عزة الأنصاب والأزلام

إرحل عن الدنيا بسيرى حاقد *** يهوى كما تهوى لظى الإجرام

بأس شديد بينكم وتنازع *** لن تستروه بشرعة ونظام

وبقاؤكم في القدس تحت ترابها *** سيكون، لا عيشاً بظل سلام

حرب على الإسلام خضت غمارها *** يحدوك خِزيُ الواحد العلام

كملت لك الدنيا وطاب نسيمها *** والنقص كل النقص في الإتمام

وقطعت وعداً في خطاب حافل *** متبجحاً بتحقق الأحلام

إن الحقيقة أسدلت بستارها *** ومضت وعودُ الزيف والأحلام

هذي الجنازة في حقيقة أمرها *** تبكي السلام على يد الظلام

سيروا ملوكَ العرب في ذل إلى *** حيث الهوان نهايةُ الأقزام


أضف تعليق