نهاية الطغاة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

القدس تشهد مجمع الأقوام *** وكأنه حلم من الأحلام

 

أرض مباركة يدنِّس تربَها *** نسل القرود وثلة الإجرام

 

جاءت وفود الغرب تسحب ذيلها *** وأتت ملوك العرب والأروام

 

بالأمس باعوها بأبخس قيمة *** وجنوا ثمار البيع بالإعدام

 

جمعوا غثاءً كي يبيعوا أرضهم *** حتى رعاة النوق والأغنام

 

جلبوا الرعاع وكل بائع ذمة *** صنعوا عمالقة من الأقزام

 

خمس من السنوات تشهد صفقة *** آلت نهايتها إلى الحاخام

 

وتسلموا بالنقص أول دفعة *** وتعهدوا بقطيعة الأرحام

 

وتجمعوا لحضور حفل حافل *** أمضوا عليه وثيقة استسلام

 

وإذا تنكر للبلاد ملوكها *** فهمو أضر لها من الأخصام

 

جاءوا الأذلة والخنا بوجوههم *** وعلا الجباه مظاهر الإرغام

 

لا بأس أن تحتل أرض جدودهم *** وبأن تشاد سفارة الأعجام

 

فالخطب أكبر أن يثار لأجله *** ما قد يعكر سيرهم بسلام

 

هذا الذي جاب العواصم والدنى *** متأنقاً في ملبس وطعام

 

يفضي الجفون على جرائم قومه *** ويرى عيوب سواه كالأعلام

 

وإذا المذابح والجرائم حقه *** وإذا حقوق الناس كالأوهام

 

حصد الجوائز حيث حلّ أو انتهى *** يصغي الجميع إذا انبرى لكلام

 

سقط الدعي كما تهاوى قبله ***من قد أتاه الحكم بالإعدام

 

برصاصة قد جمعت في طيها *** حقد الشعوب وسَورَة الآلام

 

في القدس لعنات يطامِنُ وقَعُها *** من عزة الأنصاب والأزلام

 

إرحل عن الدنيا بسيرى حاقد *** يهوى كما تهوى لظى الإجرام

 

بأس شديد بينكم وتنازع *** لن تستروه بشرعة ونظام

 

وبقاؤكم في القدس تحت ترابها *** سيكون، لا عيشاً بظل سلام

 

حرب على الإسلام خضت غمارها *** يحدوك خِزيُ الواحد العلام

 

كملت لك الدنيا وطاب نسيمها *** والنقص كل النقص في الإتمام

 

وقطعت وعداً في خطاب حافل *** متبجحاً بتحقق الأحلام

 

إن الحقيقة أسدلت بستارها *** ومضت وعودُ الزيف والأحلام

 

هذي الجنازة في حقيقة أمرها *** تبكي السلام على يد الظلام

 

سيروا ملوكَ العرب في ذل إلى *** حيث الهوان نهايةُ الأقزام

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply