جاءتني رسالة جوالٍ, من الدكتور عبد الحسيب عيون السود استشاري أمراض الأطفال والخدج في مستشفى الولادة والأطفال في الأحساء تقول"إن اختلاج الروح بالبذرة أقوى من الصخرة لو فقهنا ما أيسنا" فأجبته "رسالةٌ ساحرةٌ ينبعث فيها الأمل والطٌّموح وتدبٌّ فيها الحياة والرٌّوح لتتفتَّق عبقريةً وسحراً ونماءً وبشراً" وظلَّت هذه الرِّسالة معشعشةً بفكري شاغلةً كياني حتى كانت هذه القصيدة:
هي بذرةٌ
حَبٌ يُذرٌّ على التٌّرابِ دَقيقُ
لا وَزنَ فيهِ ولا قَوَامَ رَشِيقُ
ويغورُ تحتَ رِمَالها وصُخُورِها
ويَبيتُ مُرتَقباً قُوَاهُ تَفيقُ
في حُضنها يَغفو ولَيسَ مُقَيَّداً
تحتَ التٌّرابِ ففي الصٌّخورِ طَريقُ
يَحوي صفاتٍ, لا تُعدٌّ ببذرةٍ,
فيها الكُمُونُ وخُطَّةٌ وسُمُوقُ
فيها سِمَاتٌ قد وَعَتها واحتَوت
ذَرَّاتها ما أورَثَتهُ عُذُوقُ
وعلومُ ربِّي جُمِّعَت في حِجرها
وبزوغُ فَجرٍ, يَعتريهِ فُسُوقُ
يا روعةَ الإنبات كيف تَفَلَّقَت؟!
جُدرَانُها قَد نَابَها التَّمزيقُ
تَمضي برِحلَتها وتُهدَى للعُلا
لتَشُقَّ دَرباً ما اعتَرَاهُ عُقُوقُ
وتَفتَّ صَخراً كي تَمُدَّ جُذُورَهَا
وكَيَانُها فَوقَ التٌّرابِ طَليقُ
سُبحَانَ من خَلَقَ النَّواةَ تَكَرٌّماً
والزَّرعُ يَربو والنَّباتُ وَريقُ
يا حُسنَ خُضرتِها وزهوَ جَمَالها
روحٌ تُطلٌّ وفي الرُؤى تَحليقُ
وصُنوفُ زَرعٍ, والبهاءُ بخُضرَةٍ,
والشَّهدُ طَيَّبَ صَرحَها ورَحيقُ
يا بدعةَ الرَّحمن رازقُ أرضِنا
والغَيثُ يُسعِفُ والسَّحابُ شَفُوقُ
هي حبَّةٌ لكنَّما في كَنهها
جَسَدٌ تَنَامى والكَيَانُ خَليقُ
هي بذرةٌ لكنَّها إن أنبَتَت
فالخيرُ فيها للعِبَادِ حَقيقُ
هي ذَرَّةٌ لكن بقدرَةِ قَادرٍ,
تَنمو وتُثمِر ُوالمَسَارُ شُرُوقُ
هذي خَلائِقُها تميسُ تَألٌّقاً
وكِسَاؤُها حُلَلُ الجَمَالِ أنيقُ
هذا اختِلاجُ الرٌّوحِ سِرٌّ نَبَاتِها
والأرضُ تُروى و السَّمَاءُ تُريقُ
في ري ِّربِّي للبَسيطةِ رُوحُها
والمَاءُ في صُلبِ التٌّراِب عُرُوقُ
وإذا التَقَت أرضي بِخَيرِ سَمَائِها
تَزهُو الحياةُ وللحياةِ بريقُ
الفسق: الخروج عن طريق الحق أو الخروج عن الاستقامة أو الخروج عن الأمر، والعرب تقول فَسَقت الرطبة من قشرها إذا خرجت من الرٌّطبة وفسقت النواة خرجت عن حدِّها
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد