قل للرجال

4k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

قُــل للرِّجَــالِ: طغــى الأَســير *** طــيرُ الحِجــالِ متــى يَطــير?

أَوهَــــى جنَاحَيـــهِ الحـــديـ *** ـــدُ, وحَــزَّ ســاقَيهِ الحــرير

ذهــــب الحِجـــابُ بصـــبره **** وأَطــــال حيرتَـــه السٌّـــفور

هــــل هُيِّئَـــت دَرَجُ الســـما *** ء لــه, وهــل نُــصَّ الأَثــير?

وهـــل اســـتمرَّ بــه الجَنــا *** حُ, وهَـــمَّ بــالنَّهض الشــكير?

وســـما لـمَنزلـــه مــن الــد *** نيــــا, ومنزلُـــه خـــطير?

ومتـــى تُســـاس بــه الريــا *** ضُ كمــا تُســاس بــه الوكـور?

أَوَ كُـــلٌّ مـــا عنــد الرجــا *** لِ لـــه الخـــواطبُ والمهــور?

والسَّـــجنُ فـــي الأَكــواخ, أَو *** سِــجنٌ يقــال لــه: القصــور?

تاللـــــــه لــــــو أَن الأَد *** يـــمَ جميعَـــه روضٌ ونـــور

فـــي كـــلّ ظـــلٍّ, ربـــوةٌ *** وبكــــلّ وارفــــةٍ, غديـــر

وعليـــه مـــن ذَهــبٍ, ســيا *** جٌ, أَو مـــن اليـــاقوت ســور

مـــا تَـــمَّ مــن دون الســما *** ءِ لـــه عــلى الأَرض الحُــبور

إِن الســــــماءَ جــــــديرةٌ *** بـــالطير, وهــوَ بهــا جــدير

هـــي سَــرجُهُ المشــدودُ, وهـ *** و عــــلى أَعِنَّتهــــا أَمـــير

حُرِّيَّـــــةٌ خُــــلِق الإِنــــا *** ثُ لهــا, كمــا خُــلِقَ الذكــور

هــاجَت بنــاتِ الشــعرِ عــيـ *** ـــنٌ مــن بنــات النيـل حُـور

لـــــي بينهــــن ولائــــدٌ *** هــم مــن ســواد العيــن نـور

لا الشـــعر يــأتى فــي الجمــا *** ن بمثلهـــــن, ولا البحــــور

مـــن أَجـــلهن أَنــا الشــفيـ *** ـــقُ عـلى الـدٌّمَى, وأَنـا الغيـور

أَرجـــو وآمـــل أَن ســـتجـ *** ـــري بــالذي شِــئنَ الأُمــور

يــا قاســمُ, انظــر: كـيف سـا *** ر الفكـــرُ وانتقـــل الشــعور?

جــــابت قضيَّتُــــكَ البـــلا *** دَ, كأَنهــــا مَثَــــلٌ يســـير

مــــــا النــــــاسُ إِلا أَوّلٌ *** يمضــــي فيخلُفـــه الأَخـــير

الفكــــرُ بينهمــــا عــــلى *** بُعـــدِ المَــزارِ هــو الســفير

هـــذا البنـــاءُ الفخــمُ لــيـ *** ـس أَساسُـــــه إِلا الحَــــفير

إِن التــــــي خـــــلَّفتَ أَمـ *** ـسِ, ومــا سِــواكَ لهــا نصـير

نهــــض الخــــفيٌّ بشـــأنها *** وســـعى لخدمتهـــا الظهـــير

فـــي ذمـــة الفُضــلَى هــدى *** جِـــيلٌ إِلـــى هـــاد فقــير

أَقبلــــنَ يســــأَلنَ الحضـــا *** رةَ مـــا يُفيـــد ومــا يَضــير

مــــا السٌّــــبلُ بَيِّنَـــةٌ, ولا *** كـــلٌّ الهُـــداةِ بهــا بصــير

مـــا فـــي كتـــابكَ طَفــرَةٌ *** تُنعَـــى عليـــكَ, ولا غـــرور

هَذَّبتَــــهُ حـــتى اســـتقامت *** مــــن خـــلائقك الســـطور

ووضعتَـــــه, وعلمـــــتَ أَن *** حســــابَ واضعِـــه عســـير

لـــك فـــي مســـائله الكــلا *** مُ العـــفٌّ والجـــدلُ الوَقـــور

ولـــك البيـــانُ الجــذلُ فــي *** أَثنائــــه العلــــمُ الغزيــــر

فـــي مطلــبٍ, خَشِــنٍ,, كَــثـ *** ـيـــرٌ فــي مَزالقــه العُثــور

مـــا بالكتـــاب ولا الحـــديـ *** ــــث إِذا ذكرتَهُمـــا نَكـــير

حـــتى لَنســـأَلَ: هــل تَغــا *** رُ عـــلى العقـــائد, أَم تُغــير?

عشـــرون عامًـــا مـــن زوا *** لــك مــا هــي الشـيءُ الكثـير

رُعـــنَ النســاءَ, وقــد يَــرُو *** عُ المُشـــفِقَ الجـــلَلُ اليســـير

فنَسِــــينَ أَنــــك كــــالبدو *** ر, ودونَ رِفعتِــــكَ البُــــدور

تفنـــى السِّـــنون بهــا, ومــا *** آجالُهــــــا إِلا شــــــهور

لقــــد اختلفنــــا, والمُعـــا *** شِـــرُ قـــد يخالفــه العَشــير

فــي الــرأي, ثُــمّ أَهــاب بـي *** وبــــك المُنـــادِمُ والسَّـــمير

ومحـــا الـــرَّوَاحُ إِلــى مغــا *** نــي الــودِّ مــا اقـترف البُكـور

فــي الــرأي تَضطَغِــنُ العقــو *** لُ وليس تَضطَغِــــنُ الصـــدور

قـــل لــي بعيشِــك: أَيــن أَنـ *** ـــت? وأَيــن صـاحبُك الكبـير?

أَيـــن الإِمـــامُ? وأَيـــن إِسـ *** ـمـــاعيلُ والمـــلأُ المنـــير?

لمـــا نـــزلتم فـــي الــثرى *** تــاهت عــلى الشــهب القبــور

عصــــر العبـــاقِرةِ النجـــو *** مِ بنـــوره تمشـــي العصــور


أضف تعليق