غورو:
نحنُ عُدنَا يا صلاح الدين هل تستطيعُ رداً
نحن غيّرنا سلاحَ الغزو... هل تفهم قصدا
لم نعُد بالسيفِ.. أو بالرٌّمحِ... جُندٌ يغزُ جُندا
إنه غزوٌ ثقافيُّ... يَهُدٌّ الكُلَّ... هدا
نحنُ عبَّدنا طريق الجهلِ... فازدانت طريقا
نحن خدَّرنا شعور النَّشء... حتى لن يفيقا
نحن أطفأنا شعاع الوعي.. أخمدنا البريقا
وأقمنا في طريق الدين... أسواراً وسدا
نحن قسَّمنا بلاد المسلمين إلى شظايا
وجعلنا من رعيّتهم... شعوباً ورعايا
وزرعنا في مغانيهم نواد وزوايا
ننفُثُ الفرقة بين الكُلّ... لا تزرعُ وُدا
نحن صُنّاعُ كراسي الحُكمِ.. نختارُ العميلا
نحن من شاد صروح اللهو.. تجتاحُ العقولا
نحن أشعلنا فتيل الحربِ... تغتالُ الأصولا
وجعلنا بأسكم ما بينكم... مكراً وكيدا
نحن من بدَّل حكم الله... حكماً بشريا
نحن من صاغ دساتير الهوى... شيئا فريا
وتضلعتم بما جادت به شبعاً وريا
وأضعتم محكم التنزيل.. إذ يسردُ سردا
نحنُ مَن أنشأ إسرائيل... سهماً في الفؤاد
وغمرناها... بمالٍ, ورجالٍ,... وعتادِ
وستبقى رأس حربتنا... وعنوانَ الفسادِ
ومثاراً لحروب... تحصد الأرواحَ حصدا
نحن صدَّرنا لكم يا صاحبي... قِشرَ الحضارة
وفتحنا جامعات قد أعدِّت للتجارة
ومنحناكم شهادات على غير جدارة
وغسلنا عقلكم... حتَّى أحال الحقَّ ضدا
هات ما عندك يا صاح... وهل تملكُ دَحضا
وانفِ ما أمليتُ مِن أنباء لا تحتاجُ نَقضا
ربما ترفض ما عندي... وهل يجديك رفضا
حيث إني واثق... أنا عقدنا الأمر عقدا
صلاح الدين:
إنني أسمعُ يا غورو... فهل تسمعُ ردي
إنني أعقلُ ما أمليت... لكن ليس يُجدي
إنني أقبعُ في صَمتي.. وأقتاتُ التَّحدي
ناظراً فجراً إذا ما هلَّ... كان الزحف ردا!
لا يغرَّنَّك أن الشعب... مكتوف الأيادي
خامد الهمة... لا يقوى على دفع العوادي
إن شعبي أيٌّها المغرورُ... جمر في الرَّمادِ
فإذا ما حان يوم الجدِّ... صارَ اللهو جدا
إنني ألمحُ إشعاعات عزم وجهادِ
إنني ألمسُ إرهاصات قُربٍ, واتحاد
إنها الصحوةُ في وجدانِ أبنائي تُنادي
نحن عُدنا يا أبا الشٌّجعان... عودا مُستعدا
إنه الزَّحفُ المقدّسُ والجهادُ الحقٌّ قادم
إنه النصرُ لجندِ الله للإسلام حاسم
إنها الملحمة الكبرى ومقياس الملاحم
تقلبُ الأوضاع لا تُبقي لكم ذكراً ومجدا!!
نحن عُدنا.. يا وحوشَ الغربِ.. أنصاراً وجندا
نحنُ عُدنا من أقاليم الدٌّنا... عُربا وكُردا
نحن عُدنا من فجاج الأرض أتراكاً وسندا
من بلادِ الشرقِ.. من أندونيسيا.. كم طاب عودا
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد