الأقصى يناديكم

5.5k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

قُطع الطريقُ عليّ يا أحبابي **** ووقفتُ بين مكابر ومحابي

ذكرى احتراقي ما تزالُ حكاية **** تُروى لكم مبتورة الأسبابِ

في كل عامٍ, تقرؤون فصولَها **** لكنكم لا تمنعون جَنابي

أوَ ما سمعتم ما تقول مآذني **** عنها، وما يُدلي به محرابي؟

أوَ ما قرأتم في ملامح صخرتي **** ما سطّرته معاولُ الإرهابِ؟

أوَ ما رأيتم خنجرَ البغي الذي **** غرسته كفٌّ الغدر بين قِبَابي؟

أخَواي في البلد الحرامِ وطيبةٍ, **** يترقبانِ على الطريقِ إيابي

يتساءلان متى الرجوع إليهـما **** يا ليتني أسطيعُ ردّ جوابِ

وَأنا هُـنا في قبضة وحشيّة **** يقف اليهوديٌّ العنيدُ ببابي

في كفّه الرشاش يُلقي نظرة **** نارية مسمومةَ الأهدابِ

يرمي به صَدرَ المصلّي كلُما **** وافى إليّ مطهّرَ الأثوابِ

وإذا رأى في ساحتي متوجّهاً **** للهِ، أغلقَ دونَه أبوابي

يا ليتني أستطيعُ أن ألقاهما **** وأرى رحابَهما تضمٌّ رحابي

أَوَلستُ ثالثَ مسجدينِ إليهما **** شدّت رِحالُ المسلم الأوّابِ؟

أوَ لم أكن مهدَ النبوّاتِ التي **** فتحت نوافذَ حكمةٍ, وصوابِ؟

أوَ لم أكن معراجَ خير مبلّغٍ, **** عن ربّه للناس خيرَ كتابِ؟

أنا مسجد الإسراء أفخرُ أنني **** شاهدتُه في جيئة وذَهابِ

يا ويحكم يا مسلمون، كانّما **** عَقِمَت كرامتكم عن الإنجابِ

وكأنَّ مأساتي تزيدُ خضوعكم **** ونكوص همّتكم على الأعقابِ

وكأنّ ظُـلمَ المعتدين يسرٌّكم **** وكأنّكم تستحسنون عذابي

غيّبتموني في سراديب الأسى **** يا ويلَ قلبي من أشدّ غيابِ

عهدي بشدو بلابلي يسري إلى **** قلبي، فكيف غدا نعيقَ غُرابِ؟!

وهلال مئذنتي يعانق ما علا **** من أنجمِ وكواكبٍ, وسحابِ

أفتأذنون لغاصبٍ, متطاولٍ, **** أن يدفن العلياء تحت ترابي؟!

يا مسلمون، إلى متى يبقى لكم **** رَجعُ الصدى، وحُثالةُ الأكوابِ؟؟

يا مسلمون، أما لديكم هِمّة **** تجتاز بالإيمان كلّ حجابِ؟؟

أنا ثالث البيتين هل أدركتمو **** أبعادَ سرّ تواصُل الأقطابِ؟!

إني رأيتُ عيونَ من ضحكوا لكم **** وأنا الخبيرُ بها، عيونَ ذئابِ

هم صافحوكم والدماءُ خضابُهم **** وا حرّ قلبي من أعزّ خَضَابِ

هذي دماءُ مناضلٍ,، ومنافـحٍ, **** عن عرضه، ومقاوم وثّابِ

ودماءُ شيخٍ, كان يحملُ مصحفاً **** يتلو خواتَم سورة الأحزابِ

ودماءُ طفلٍ, كان يسألُ أمّهُ **** عن سرّ قتل أبيه عندَ البابِ

إني لأخشى أن تروا في كفّ مَن **** صافـحتموه، سنابلَ الإغضابِ

هم قدّموا حطباً لموقد ناركم **** وتظاهروا بعداوة الحطّابِ

عجَباً أيرعى للسلام عهوده **** مَن كان معتاداً على الإرهابِ؟؟

من مسجد الإسراء أدعوكم إلى **** سفرِ الزمان ودفتر الأحقابِ

فعلّكم تجدون في صفحاتهِ **** ما قلتُهُ، وتُثمّنون خطابي


أضف تعليق