مع كلِ مذبحةٍ, تَجِدٌّ ولا جوابَ سوى العويل *** مع كلِ جرحٍ, في جوانِح أمتي أبداً يسيل
مع كلِ تشريدٍ, لشعبٍ, صَارَ جِلداً للطبول *** يأتي يُسائلُنِي صديقٌ من بلادي ما السبيل؟
كيف السبيلُ إلى كرامتِنا إلى المجدِ الأثيل؟ *** كيف السبيلُ إلى الخليلِ إلى المثلثِ والجليل؟
كيف السبيلُ لحرقِ غَرقَدِهم وإنباتِ النخيل؟ *** كيف السبيلُ لطعنةِ الخنزيرِ والقردِ الدخيل؟
لا تنصحني بالصمودِ الزائفِ الهشِ العميل *** تبقى شعاراتُ الصمودِ سليمةً وأنا القتيل
تبقى شعاراتُ الصمودِ تخوننا أين العقول؟ *** لا تنصحني بالركونِ لكلِ مهزومٍ, هزيل
شَربوا دمائِي من عروقي نخبَ سلمِهمُ الذليل *** رسموا طريق القدس من صنعاءَ حتى الدردنيل
مَرمى الحصى عنكم أريحا لا تدوروا ألف ميل *** فلمستُ قلبَ مُحَدِّثي وهتفتُ من قلب عليل
قلبٌ مليءٌ بالأسى وحديثُ مأساتي يطول *** أَسمَعتُه آياتِ قرآني بترتيلٍ, جميل
حَدّثتُه عن قصة التحريرِ جيلاً بعدَ جيل *** ووقفتُ في حطينَ أقطفُ زهرةَ الأملِ النبيل
ورأيتُ في جالوتَ ماءَ النيلِ يبتلعُ المغول *** وهتفتُ ليست وحدةُ الرشاشِ تكفي يا خليل
أَرَأَيت كيف ارتَدَّ رشاشُ الزميلِ على الزميل؟ *** بل وحدةُ الدينِ القويمِ ووحدةُ الهدفِ الأصيل
ببناءِ جيلٍ, مؤمنٍ, وهو الصواعقُ والفتيل *** بكتائبِ الإيمانِ جنبَ المصحفِ الهادي الدليل
تمضي كتائبُنا مع الفجرِ المجَلجَلِ بالصهيل *** نمضي ولا نرضى صلاةَ العصرِ إلا في الخليل
هذا السبيلُ ولا سبيلَ سِواهُ إن تبغِ الوصول *** هذا السبيلُ وإِن بدا من صاحبِ النظرِ الكليل
درباً طويلاً شائكاً أو شِبهَ دربٍ, مستحيل *** لا دربَ يوصلُ غيرَه مع أنه دربٌ طويل