لله أشـــكـو مَـن أراد هــــوانـــي *** مُستـمـسـكاً بالصبـر والإيـمـان ِ
لله أشـكـو أنـني فــي عـــالــــــم *** ٍ, يـحـيــا بـلا خُـلـُق ٍ,ولا مـيـــزان ِ
الحـقّ فـيـه تـصدَّعـــت أركانـُـه *** والظـلم أضحى ثابـت الأركـان ِ
لله أشـكـو مجـلــس الأمـن الـذي *** لم يـنـتـفـض ليـردَّ كـيـد الجاني
لله أشـكـو هـيـئــــة الأمـم الـتـي *** لم ألـقَ منها نـُصـرة ًلـكـيـــاني
لله أشـكـو الوائــديــــن قـضيـتي *** الناسـجـيــن بصمـتهـم أكـفـاني
المُبـصريـن إبــــادتـي وكـأنـَّهـم *** يستـعـذبـون جريـمــة العــدوان
السامعـيـــن لـصرخـتي وكأنـهم *** خُــشُــبٌ مـُـســنـَّـدةٌ بــــلا آذان
مَن لي بمعـتـصم ٍ,يـهـمٌّ لـنجـدتي *** بعـزيـمةٍ, ويــذودُ عـن أوطـاني؟
مَن لي بفـاروق ٍ,يـــردٌّ كـرامـتي *** ويُـعـيــدُ لي حُـريَّـتي وأمـــاني؟
في كل يـوم ٍ,تـُـسـتـباح ديـــارنــا *** ونـُساق نحـو الذبـح ِكالقـطعـان
شـعـبٌ يُـبـــاد وأمــةٌ مـقـهــورةٌ *** والـنـاس بين مُذبــذبٍ, وجـبــان
يستـنكـرون ويشجـبون ولا أرى *** طحـناً فهل قد أخطئـوا عنواني؟
الكـلٌّ يعـرف ما يـدور بســاحتي *** والكـلٌّ يـزعـمُ أنـَّهـم أعــــواني
خُـطـبٌ وتـنـديـــدٌ وما من ناصرٍ, *** ومهــازلٌ تـُغـني عن التـبـيـــان
أما النـظـام العـــالـمـي فـإنـنـــي *** (أنـبـيـــك عن تفـصيـلـه ببـيـــان)
هـذا نـظـامٌ لا يُـراعي حُــرمـتـي *** ما دمـتُ أعـبـدُ خالـقَ الأكــوان
هـذا نـظـامٌ يـسـتـحـــلٌّ إبــــادتـي *** ما دمـتُ أحـيــي منهـجَ الـقـرآن
هـذا نـظـامٌ جــاهـــــلـيٌ جــائــــرٌ *** مِن صنعـةِ الأحـبـار والرهـبـان
جعـلوا السلاحَ على البرئ مُحرَّماً *** وأبـيـح للبـاغـي.. بـلا نـقـصـان
أرأيتَ كيف الجَورُ أصبحَ منطـقاً *** أرأيتَ كيـف حـضارة ُالإنـسـان؟
فـرغ َاللـِّئـامُ مِنَ الطعـام وهـاأنــا *** أحـيـا رهـيـنَ العجز والخُــذلان
أبكي على الأمجاد هِيضَ جناحُها *** أبـكـي الربـا ضاعت بغير أوان
لكـنـني رغــم الكـآبـــة والأســـى *** سأظـلٌّ أرقــبُ ثـورة َالبـركــان
يوم انـتصار المسـلميـن لحـقـِّـهـم *** ونهـوضِهـم في قــــوةٍ, وتــفـــان
يـومـاً تحطـَّم فـيـه أصنامُ الهـوى *** ويُـدكٌّ صرحُ البـغي والطغـيـان
يـومـاً تعـود بـه الحــيـاة لرشـدها *** وتـسـودُ فـيـه شـريـعـة الرحمن!