الزَّبَد

5.1k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

لا لعينيك.. ولا للجدولِ *** بل لشيء في الوجود الأجملِ

لخوابي المسك.. أو قارورة *** من دم الطهر الذي لم يغسلِ

لشفاه الجرح في تلّ الأسى *** للحزانى.. لمآقي السنبلِ

للغد الآتي على إصباحه *** من نوافير اللظى والشعلِ

* * * * *

ملّ سمعي من هديل ناعمٍ, *** في جنان عرّشت بالمخملِ

وسئمنا من تراخي همسنا *** فوق بُسط من حرير الغزلِ

نغزل الأحلام.. نبني كونها *** في مرايا زرقة المستقبلِ

ونُزِير القلب بستان الهوى *** عطشاً يرتاد نبع السلسلِ

ونذرٌّ الشعر.. ندري أنه *** مثلُ كحل جارح في المقلِ

القوافي نهرُ عتم سائل *** والبوادي جنحُ ليل أليلِ

* * * * *

خدّرتنا سيرة ورديّة *** وعتاق من أغاني الموصلِ

ومقيل في مروج غضة *** ووعود من سراب تجتلي

وتصبانا طماحٌ زَمِنٌ يغتلي *** فينا اغتلاء المرجلِ

فشربنا بعد عمر زبداً *** واغتذينا من قشور الدجلِ

وارتوينا من هتاف كالذي *** قطرت أفواهنا في محفلِ

والتقينا مرة أخرى على *** حافة النقص.. وحد الفشلِ

وصحونا في مسار طاحن *** وثرى ينبت حب الدغلِ

* * * * *

غاب يا سلطانتي وجه الهوى *** بعد ليل ممطر مسترسلِ

فالذي يبدون غير المرتجى *** والذي يحكون غير العملِ

والذي تجتره أفواههم *** غير ما ترجو غلال الأملِ

والذي يسعى ليلقى ماءهم *** ضلّ في صحرائهم عن منهلِ

لم تُرِق أجفانهم من دمعة *** يا عذيري في دموع الحنظلِ!

لا أحابيهم وبي حز المُدى *** واشتعال النار تحت المفصلِ

والأفاعي غرزت أنيابها *** في عروق نابضات حُفَّلِ

والعُفاة الطيبون ابتزهم *** كل ضار من ضواري السبلِ

وبغايا خيبر في بقعة *** للنبي المجتبى والمرسلِ

* * * * *

كان حُباً في ليالي ترح *** وغراماً في خريف الجذلِ

أنا يا عذراء جوّاب دُنا *** عن مرافي حبه لا تسألي

ساخرٌ بالقلب.. لكن مؤمن *** بالغد السابق وعد الأزلِ

حامل شعري وفي ألواحه *** محنة الحرف.. ودمع الرجلِ

من همومي جنة دهريّة *** وفضاءٌ غامض لا يجتلي

آه من بدر الليالي المرتجى *** في دجى الباغي.. وليل الجحفلِ


أضف تعليق