خدعوها

2.5k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%
دعوها بسفســـطات الـهُراء *** أوردوها مواردَ الأغبــــــياء

أغرقوها في لجَّة الوهم مكـــراً *** أوهموها بقمَّة الكــــــبرياء

داعبوا عقلهَا الضعيفَ بكيــــدٍ, *** جاهليٍ, أعمى الرؤى والـــرَّواء

جردوها من الحياء وقالـــــوا *** أنتِ أبهى من السنى والســـناء

أسكنوها حظيرة الزور قالــــوا *** أنتِ ياكوكباً بجوِّ الســـــماء

أنت بدر الدٌّجى فلا تحجبــــيه *** بقَتامٍ, يُزري بنور البــــــهاء

اكشفي وجهَك الجمـــيلَ وغنِّي *** إنما السَّـــــعدُ في ليالي الغناء

والبسي ما حــلا وطاب من اللٌّبـ *** ـسِ ولا تسمـعي لدعوى الغبـاء

وارسمي لوحةً من الــحُبِّ تبدو *** شادياتٍ, بها طيـــــورُ الحُداء

داعبي الكون نشوةً وتخـــطي *** حاجزَ الصـــمت وانشدي للضياء

خدعوها..ولم تزل في سبــاتٍ, *** أعجميٍ, أحــــــلامُه كالهواء

خدعوها بالفن قالوا سمـــــوُّ *** جهلوا أنه سمــــــومُ البغاء

وأناخوا مطَّيَهم فوق جــــرحٍ, *** ليس يرجى له قريــــبُ الشفاء

أسألوهم عنها إذا زارها الشـيــ *** ـبُ وصارت في حالةٍ, شـــوهاء

هل يمدون نحوها كــفَّ عطـفٍ, *** أم يدوسونهنَّ تحــــت الحذاء!

خدعوها.. ولم يكن ذاتَ يــومٍ, *** همٌّهم دينَها وبذلَ النــــــقاء

هم يريدونها خــواءً من الـدين *** فأين الجـــــمالُ بعد الخـواءِ

لم يكن همٌّهم سوى جلب عُــهرٍ, *** فاضحٍ, في الليـــــالي الحمراء

لم يكن همٌّهم سوى صفعَ وجــهٍ, *** عربيٍ, يحيا حيــــــاة الحياء

مسلمٍ, يبتغي لها كل خـــــيرٍ, *** ويُداري عنـــــها دعاة الدهاء

لم يكن همٌّهم سوى بعثِ جيـــلٍ, *** نسلُه من براثــــــن الفحشاء

أختَنا يامنـــــــارة العزِّ أنتِ أنتِ *** كالطَّود في شمـــوخ الإباء

أنتِ رمزُ العفاف رمزُ النــــقاء *** أنت أختُ الصــحابة الأتقياء

أنتِ بدرٌ والســـــافرات ظلامٌ *** أنتِ أمٌّ الــــــبراعمٍ, الأبرياء

أنت عزُّ لنا ومــــــجدٌ تليدٌ *** أنت نسل الأفاضـــــل الكرماء

علميهم أن العفاف ارتـــــقاءٌ للــ *** ـــمعالي.. أكرم بذا الإرتـــــقاء

أخبريهم أن الحياء حـــــياةٌ *** فُقِدت حين أجحـــــفت بالحياء

نبئيهم أن الحــــجاب احتشامٌ *** واعتصامٌ عن أعينِ الخــــبثاء

عن كلاب الشهوات لمَّــا أرادوا *** ملأَ أجفانهم بخُـــــبث النساء

ارفعــي الرأسَ عالياً واستجيبي *** لنـــداء الرحـــمن للعــلياء

للجنان الخضراء لا تستــعيضي *** بالتجـــــافي عنها وبالكبرياء

خاطبي من تلقفتــــها الأيادي *** ورمتها في مــــحضن الأدعياء

بالنصارى وباليهود اقتـــديتِ؟! *** ورغبتِ عن ســـــيرة الشرفاء

عن ردا زينبٍ, وأمِّ حــــــرامٍ, والــ *** ـــبتول العفيــــــفة الزهراء

حاربي من حبوكِ أعظمَ وهـــمٍ, *** وأرادوك دمــــــيةً في الدِّماء

يادعاة التـــحرير يكفي افتراءً *** قد عشقتم مرابــــــعَ الافتراء

عشقوا الغرب عشقنا للجـــنان *** نعشق الحور عشقــــهم للبغاء

ونرى الدين تاج نصرٍ, على الـ *** ـرأ سِ وهم يسفلون نحــــو الغثاء

يادعاة التغريب إنّا أُنـــــاسٌ *** قد رفعنا جبــــــاهنا للسماء

عِزٌّنا بالإلهِ والفــــــخرُ فينا *** بالنبــــــيِّ الكريم والأنبياء

عَلَّمونا أن الحــــــياةَ جهادٌ *** دون أعراضــــنا ودون النقاء

ماكفــاكم في الغرب مليون طفلٍ, *** أنتجتهم خطيئة الدخــــــلاء

أو بصدقٍ, أقولُـــــها ملأَ فمي *** نطفةٌ هم نتــــاجُ أهلِ (الزناء)!

ماكفاكم مليـــــار أنثى تنادي *** أنقذونا من وطـــــأة الفحشاء

وخذونا لديكمــــــوا وأرونا لذةَ الــ *** ــعيش في ربى الأنقياء

واقتـــلونا من بعدها إن أردتم *** واجعلونا في هيئــــة المومياء

ثم قولوا لقومنا إنَّ ديــــــناً *** يحفظ العرض ذاك ديـــن الصفاء


أضف تعليق