يا نساء العرب.. إني تهت عن ركب القبيلة
في زمان.. صار فيه الخوف عنوان الفضيلة
إنني لا أستحي أن أحتمي فيكن رعديداً
لأطوي سنة المحيا..
فلا تسألن عن دنيا ظليلة
حسبكن اليوم مأساتي، وقد فارقت أحلامي الجميلة
واعتزلت الناس والآمال.. ودعت صبابات الفحولة
كنت قواماً...
.. ولما مالت الدنيا.. تنكرت لآيات جليلة
إنه الحرص على وهم.. سبي عقلي وما أخلى سبيله
يا نساء العرب.. ما أبغي وأيامي سويعات بخيلة
لست كالحجاج في صولاته يا هند
والأفراس ما عادت أصيلة
فاحملي قيثارة الخنساء.. صوني خيلنا.. ردي صهيله
واقبلي الأعذار.. إني شاعر الشرطي.. بل قولي رسوله
لو أواسي في نصيف
أسقطته رهبة الأحداث عن أنثى خجولة
راعها نطع وسيف.. جهزا للنيل من إرث البطولة
هرولت للمخفر المقهور.. ظنته حمى أهل المروءات النبيلة
جاهدت في عرض شكواها.. ولكن
عاندتها كفها.. خجلي تريد العون
يا أختاه.. ما تبغين أوهام.. وصارت مستحيلة
كيف يقوى ساعد الأيام، والتاريخ موبوء بأسماء دخيلة
فاصبري.. أو زوري في محضر الإقرار
فالتوقيع لا يودي بحيلة
واحفظي الشكوى.. فقبلي حائر
والعقد والخلخال والأشواق لا تشفي غليله
حرمة الخدر، وذاك العطر مهما تعجبي لن يستميله
عاندتك الكف.. لكن.. عاندتني كل أشلائي وما عندي وسيلة
فاعذريني.. واغفري لي، واشهدي..
بل سجلي ضعفي، وجبني وانغماسي في الرذيلة
حاسبيني.. حاسبي الأبناء والآباء والأزواج..
كي لا تتركينا في حمى التاريخ أصفاراً ذليلة
واجلدينا بسياط الهجر.. حتى توقظي فينا الرجولة
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد