الفلبين والحملات الصليبية


بسم الله الرحمن الرحيم

 

إن الحرب الصليبية الجديدة قد بدأت في الحقيقة منذ عدة قرون حين سقطت آخر دويلة إسلامية في الأندلس عام 1492م. وبعد أن عملت محاكم التفتيش بكل فظائعها لإبادة المسلمين والقضاء على الكامل على الإسلام في تلك البقاع ثم أمر الباب بمتابعة المسلمين خارج الأندلس وفرض النصرانية عليهم بالسيف أن لم يستجيبوا لدعوة التنصير، وكانت الرحلات التي قام بها فاسكو داجاما وماجلان وغيرهما رحلات استكشافية لكشف نقاط الضعف التي يمكن عن طريقها اختراق العالم الإسلامي توطئة لغزوة والاستيلاء عليه وقد اضطرت كلها أن تسير في اتجاه مغاير للحملات الصليبية الأولى بسبب توغل الدولة العثمانية الكاسح في شرق أوروبا ووجودها القوي في العالم الإسلامي للدرجة التي مكنتها من عدم السماح لسفن الغرب الصليبي أن تعبر مضيق باب المندب من اليمن إلى خليج السويس لأنها ستمر قرب بحر جدة وهو طريق قريب جدا من الحرم فكان البحر الأحمر كله عندهم حرام لا يدخله إلا مسلم وكانت سفن العثمانين تتسلم بضائع التجار الفرنجة عند اليمن وتنقلها لهم إلى خليج السويس وتسلمهم إياها في المتوسط فكان على الحملة الجديدة أن تدور حول أفريقيا وتحاول غزو الأطراف البعيدة أولاً قبل أن تتجه إلى قلب العالم الإسلامي.

 

شهد القرنان الثاني عشر والثالث عشر الهجريان (الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديان) تركيزا شديدا في الحملة الصليبية انتهي بالاستيلاء على معظم العالم الإسلامي بعد معارك عنيفة بين المسلمين والصليبين انتهت كلها بهزيمة المسلمين أمام الغزو الكاسح وخضوع العالم الإسلامي للغزو النصراني.

 

ومع ذلك ظل الغرب يوحي إلينا أن غزوه الأخير للعالم الإسلامي لم يكن ذا صلة على الإطلاق بالروح الصليبية التي دعت إلى الحملات الصليبية القديمة إنما هو منبعث من أسباب اقتصادية بحته فمرة سببه البحث عن التوابل ومرة سببه البحث عن الخامات الرخيصة ومره سببه البحث عن أسواق لتصريف فائض المنتجات التي يصنعها الغرب مع أن فاسكون داجاما الرائد الأول للغزو الصليبي الحديث قال بعبارة صريحة حيث وصل إلى جزر الهند الشرقية (اندونيسيا وماليزيا والفلبين وسنغافورة) بمعاونة الخرائط الإسلامية ومعانة المسلم ابن ماجد قال: الآن طوقنا رقبة الإسلام ولم يبق إلا جذب الحبل فيخنق ويموت!!.

 

لقد كان للغرب مصلحة ظاهرة في إخفاء الوجه الصليبي للحملة الجديدة اتقاء لإثارة الروح الدينية عند المسلمين التي تبعث على الجهاد المقدس وهو اخطر ما يخشاه الغزاة سواء كانوا صليبيين بأعمال تكشف الوجه الصليبي الحقيقي لحملتهم على عذراء ماليزيا والتي تتمثل فيما يلي:

 

1- عذراء ماليزيا وأمان الله كان اسم الفلبين قبل أن يغزوها النصارى الصليبيون (عذراء ماليزيا) وهو أم أطلقه العرب عليها لجمالها وقربها من دولة ماليزيا الإسلامية كما أن عاصمها كانت مدينة (أمان الله) إلا أن الحقد الصليبي الذي ملأ قلوب النصارى البرتغاليين أبى أن يبقي شيئا يربط تلك الشعوب بماضيها الإسلامي فاختاروا لها اسما صليبيا هو (الفلبين) نسبة إلى ملك أسبانيا (فليب الثاني)، كما استبدلوا مسمى عاصمتها من (أمان الله) إلى (مانيلا).

 

2- مرورس: عندما نزل الأسبان الصليبيون على أرض الفلبين كانوا يظنون أن أهلها على الوثنية ولكن ما أن توغلوا حتى فوجئوا بالمسلمين فقالوا بصوت واحد تملأه الحسرة الشديدة (موروس) وهو الاسم الذي أطلقه الأسبان على المسلمين الأوائل الذين فتحوا الأندلس ومعناها السمر نسبة إلى العرب والبربر فاتحي الأندلس قديما ومن يومها أطلق على مسلمي الفلبين اسم شعب (مورو) علما بان النصارى لا يزالون يسمون دولة المغرب به وكذلك بلاد شنقيط موريتانيا).

 

 ماجلان: رائد بحري وصليبي برتغالي كان منصراً شرسا حاقداً قبل أن يكون مكتشفا: ألح على البابا أن يأذن له بقيادة حملة صليبية بهدف محدد هو ضم أراضي الفلبين تحت راية الصليب ولما أذن له البابا: قام بتجهيز حمله صليبية تحت إعلام كلتا الدولتين البرتغال وأسبانيا وفي طريقة للفلبين عبر المضيق الذي سمي باسمة (مضيق ماجلان) تخليدا لذكراه. في جنوب أمريكا وما أن وصل للفلبين حتى كشر عن أنيابه الصليبية برفعه الصليب على إحدى الجزر فواجهه المسلمون هناك وقتلوه وقضوا على حملته ولا يزال الحاكم المسلم الذي قتل ماجلان بطلاً قومياً في الفلبين ….. والمضحك المبكي أننا ندرس أبناءنا أن هذه الحملة كانت رحلة استكشافية علمية لإثبات كروية الأرض دون التطرق للهدف الصليبي الحقيقي، ونقول لأبنائنا إن (الجهلة) لم يقدروا الروح العلمية التي دفعت ماجلان للقيام برحلته فقتلوه!.

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply