أمة تموج بين قذائف الباطل وكيد الأعداء


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله الذي أمرنا بطاعته ونهانا عن معصيته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وعد المتقين بجزيل فضله والخلود في جنته وبعد:

وسط موجات الضعف والهوان من أمة الإسلام تنطلق موجات الهجوم على الإسلام، وتصيب المسلمين عامة، بين حاقد وعابث، بين لئيم وماكر، توجه السهام التي تعبر عن أحقاد دفينة لمن ينتسبون للإسلام إسمًا شرذمة حاقدة تبث سمومها، وتعلن عن وجهها القبيح عندما تصل بتطاولها رسولنا الكريم بالإساءة لزوجاته أمهات المؤمنين، وصحابته الغر الميامين، أفضل الصحابة الخلفاء الأربعة، ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة!!

وسط موجات الضعف والهوان تشتد الحرب على النقاب من الداخل والخارج في مصر وبريطانيا وفرنسا، وبلجيكا التي تمنع دخول الطالبات المحجبات لمدارسها، ووزيد الثقافة المصري يصدر فتوى يتهكم فيها على الحجاب.

في لحظات الضعف والهوان تشن إسرائيل بدعم كامل وغطاء قوي من حليفتها الشيطانية أمريكا حربًا شرسة ومجازر دموية على الفلسطينيين وترتكب مجزرة مدوية في بيت حانون، وفيتو أمريكي يحطم آمال العرب والمسلمين في بيان إدانة سئمنا منه على مر السنين، وعملية عسكرية ومجازر إرهابية تقتل الأطفال والنساء والشيوخ والعجزة، تهدم المساجد والبيوت في غزة، ثم مذبحة بيت حانون وصورة الأطفال القتلى في المجزرة التي راح ضحيتها العشرات، وأمة تموج بين قذائف الباطل، وكيد الأعداء.

 

ملحق الإساءة..والصحيفة الماجنة وسط موجات الضعف والهوان تخرج علينا صحيفة صفراء وتصدر ملفًا يحمل عنوان «أسوأ عشر شخصيات في الإسلام» تهجم فيه على السيدة عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - بعنوان جاء فيه «السيدة عائشة ظلت طوال عمرها تبكي عشرين ألف قتيل ماتوا بسببها في موقعة الجمل»!!

وطال الملف الأسود والذي صدر عن الصحيفة صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهم ذو النورين عثمان بن عفان المبشر بالجنة بعنوان جاء فيه «عندما يبدأ الحاكم في إطلاق يد أقاربه في شئون الحكم ومنحهم أموال الرعية تفسد الدولة من رأسها حتى لو كان الحاكم هو عثمان بن عفان»!! والزبير بن العوام المبشر بالجنة وفاتح حصن بني قريظة وجاء فيه «الزبير بن العوام المحارب الذي استسلم لطموح ابنه وتهور صديقه وأوقع نفسه في ورطة الجمل» وطلحة بن عبيد الله الذي وصفه بالكاتب الماجن بالصديق المذكور وهو أيضًا من المبشرين بالجنة اختصه بعنوان «طلحة بن عبيد الله حرَّض على قتل عثمان بن عفان الخليفة المعذور ثم أصبح أول المطالبين بالثأر له!! » وطلحة هو الذي تلقى يوم أحد بضعًا وسبعين بين طعنة ورمية وضربة وقطع أصبعه وكان جيشًا كاملاً يدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي حمل أمواله كلها ذات يوم ومضى يوزعها في شوارع المدينة وبيوتها، يوزعها حتى جاء وقت السحر وما عنده منها درهم!! والزبير بن العوام حواري رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يوم اليرموك جيشًا وحده هذا الصحابي الجليل الذي كان شديد الولع بالموت في سبيل الله مثل هذا الرجل يقال عنه إنه «متهور»!! وكان نصيب المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه - هذا العنوان «المغيرة بن شعبة الداهية ..خادم السلطة.. صاحب أول تجربة ناجحة في توريث الحكم ضد أي أساس إسلامي أو عقلاني!! » ذاك الصحابي الجليل من أصحاب «بيعة الرضوان» الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة وقد قال فيهم المولى - عز وجل -: لَقَد رَضِيَ اللَّهُ عَنِ المُؤمِنِينَ إِذ يُبَايِعُونَكَ تَحتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِم فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيهِم وَأَثَابَهُم فَتحًا قَرِيبًا.

 

فضائل الصحابة وفضلهم على البشر أجمعين إن الصحابة خيرة الأولياء وصفوة الأتقياء، قدوة المؤمنين وأسوة المسلمين وخير عباد الله بعد الأنبياء والمرسلين، شرَّفهم الله بصحبة خاتم أنبيائه، هم خير الأمم سابقهم ولاحقهم تربوا علي يدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، ونهلوا من معينه الصافي وشاهدوا التنزيل، روى الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود قال: «إنَّ الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد - صلى الله عليه وسلم - خير قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد - صلى الله عليه وسلم - فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيّه، يقاتلون على دينه». [مسند أحمد والطيالسي والطبراني في الكبير والبيهقي في الاعتقاد].

وقد وردت الآيات الصريحة والأحاديث الصحيحة في فضائل الصحابة - رضي الله عنهم -، من ذلك قوله - عز وجل -: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحسَانٍ, - رضي الله عنهم - وَرَضُوا عَنهُ وَأَعَدَّ لَهُم جَنَّاتٍ, تَجرِي تَحتَهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الفَوزُ العَظِيمُ [التوبة: 100].

وقال - سبحانه وتعالى -: كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ, أُخرِجَت لِلنَّاسِ [آل عمران: 110]، وقال عز من قائل: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَينَهُم تَرَاهُم رُكَّعًا سُجَّدًا يَبتَغُونَ فَضلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضوَانًا سِيمَاهُم فِي وُجُوهِهِم مِن أَثَرِ السٌّجُودِ [الفتح: 29].

وقال عنهم رسول البشرية وسيد الخلق أجمعين - صلى الله عليه وسلم -: «لا تسبوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أُحد ذهبًا ما أدرك مدَّ أحدهم ولا تصيغه». [أخرجه البخاري ومسلم]

وأفضل الصحابة الخلفاء الأربعة ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة قال - صلى الله عليه وسلم -: «خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر». [البخاري في المناقب عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه]

ونختصر الكلام فحياة الصحابة تحتاج إلى مجلدات، وفضائلهم تحتاج إلى سنوات. حرب على النقاب.. وهجمة على الحجاب ووسط موجات الضعف والهوان التي تمر بها الأمة تشتد الحرب على النقاب من الداخل والخارج ففي مصر يعلن فضيلة المفتي: «إن النقاب وهو غطاء الوجه، فليس فرضًا ولا سنّة ولا مندوبًا، وكذلك تغطية الكفين بالقفاز وما أشبهه لأنه لم يقم دليل صريح من القرآن الكريم ولا من السنَّة على وجوب ستر الوجه والكفين ومن ثم يكون ليس النقاب والقفاز سلوكًا شخصيًا يقع في دائرة المباح ولا حرج على المرأة شرعًا إن هي خلعت النقاب والقفازين، واكتفت بالحجاب الذي يغطي الشعر» والكلام للمفتي، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. «بدون تعليق» ومع اشتداد الضعف والهوان ينتقل الأمر إلى غير المسلمين حيث أثار رئيس مجلس العموم البريطاني في انجلترا قضية استحوذت علي اهتمام وشواغل المسلمين في بريطانيا عندما طلب من السيدة المسلمة التي تطلب مقابلته في مكتبه في دائرة «بلا كبيرن» التي يمثلها في البرلمان البريطاني أن تكشف عن وجهها عند حديثها إليه وشرح شكواها، ودائرة «جاك ستروا» والتي تقع شمال غرب إنجلترا يسكنها كثير من المسلمين!!

ومع استمرار الضعف والهوان وأثناء كتابة تلك السطور تطالعنا الأنباء باقتراح هولندي بمنع النقاب والحجاب بين المسلمين في هولندا!!

وفي هجوم جديد على الحجاب يخرج علينا فيليب دوفيليه رئيس حزب «الحركة من أجل فرنسا» بخبر مفاده أن باريس يجب أن تفرض حظرًا علي ارتداء الحجاب في الطرقات والأماكن العامة مثلما فعل البرلمان الإقليمي في بلجيكا عندما حظر ارتداء الحجاب في الطريق العام!! إنها الحرية الغربية التي يريد الغرب أن يفرضها على العالم أجمع متشدقًا بأن الحجاب هو رمز لإخضاع المرأة وانتهاك كرامتها!!

ومع استمرار الضعف والهوان تندلع ثورة غضب عارمة بين الجاليات الإسلامية في مدينة انتوب البلجيكية، حيث قررت مدارس المدينة بأجمعها منع الطالبات المحجبات من الدخول لمواصلة الدراسة وطالبت المدارس الطالبات بخلع الحجاب أو العودة لمنازلهن، مما اضطر الكثير من الفتيات إلى العودة للمنازل في المراحل الابتدائية والمتوسطة، فيما أصرت أخريات على الاعتصام بأبواب المدارس، وأسر عن بالاتصال بالهواتف الجوالة بألوياء الأمور لإخبارهم بالأمر بينما التزمت الجهات المسئولة في المدينة، وسجل أولياء الأمور اعتراضهم على التصرف الفجائي غير  المبرر، حيث كان سابقًا يحظر فقط دخول المنتقبات للمدارس!!

  

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply