بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا تريد إسلاماً أمريكانياً، مُصمَّماً وفق «المواصفات والمقاييس» الأمريكية المخربة! وهي تريد «إسلاميين» يدعون إلى الإسلام الإمريكاني، ويتحركون به، وينشرونه بين الناس، ولا بد أن يتم «إنتاج» هؤلاء الإسلاميين وفق الطريقة الامريكية، التي تتعامل مع الإنسان، وكأنه «سلعة» تنتج في المصنع الأمريكي!
«إسلاميون» وصف يطلق على الذين يدعون إلى الإسلام ويتحركون به، فهو وصف دعوي حركي، فيه ثناء على أصحابه، الذين يحملون همّ الإسلام والمسلمين لكن «أمريكا المخربة» تريد أن تتدخل في كل شيء، وأن «تحشر أنفها» في كل شيء، وهي ما تدخلت في شيء صالح إلا أفسدته، ولا في شيء عامر إلا خربته، سواء في الفكر أو الثقافة أو العلم أو المعرفة، وسواء في السياسة أو الاقتصاد أو العمل أو الإدارة، أو القيم والتصرفات، والأخلاق!!
لقد تم تأسيس منظمة إسلامية في أمريكا قبل عام اسمها: «المسلمون الأحرار ضد الإرهاب»، أعضاؤها «إسلاميون على الطريقة الامريكية»º وتنشط هذه المنظمة الإسلامية الامريكية الحركية، في الدعوة داخل أمريكا وخارجها، وافتتحت لها داخل أمريكا حتى الآن ثلاثة عشر فرعاً، وستفتتح أول فرع لها في مصر قريباً، وستنتشر في المستقبل القريب في العالم كله، وتمولها أمريكا في كل شيء!!
وهذه المنظمة الإسلامية هي «وجه أمريكا الإسلامي» في الخارج، وأعضاؤها يمثلون أمريكا في أي مؤتمر عالمي! وقد عقد في هذا الأسبوع مؤتمر عالمي في إسبانيا، للدعوة إلى السلام، ومواجهة الإرهاب وشارك في هذا المؤتمر وفد من هذه المنظمة الإسلامية، وتحدث أعضاؤه في المؤتمر باسم الإسلام الإمريكاني! ورئيس هذه المنظمة هو المحامي «كمال نعواش» وهو فلسطيني الأصل، نشأ في أمريكا، ومنتج وفق التصاميم الأمريكية، ومبرمج على الطريقة الأمريكية، ويدعو إلى الإسلام الواعي المسالم، الذي ينال الشهادة الأمريكية!
وقد قدر الله لي أن أسمع بعض ما قاله «نعواش» في مقابلة إذاعية، وهو يبشر بأفكار منظمته الإسلامية، فقال: إن هدف منظمته الإسلامية هو الدفاع عن الإسلام والمسلمين ضد المتعصبين والمتطرفين والإرهابيين، ولقد انتشر الفكر الإرهابي في ربع القرن الأخير، منذ عام 1979 وصار الصوت العالي هو الصوت الإرهابي، والمسلمون المتسامحون ساكتون معتدى عليهم! ونحن لا نريد في أمريكا دعاة وأئمة من العرب، لأنهم إرهابيون، ويعيشون في القرن السابع الميلادي، ولا يصلحون لنا، نريد أئمتنا من المسلمين العصريين، وهم الجيل الجديد من مسلمي أمريكا!
وقال: إننا نريد إسلاماً لا يتدخل في السياسة، ويفصل بين الدين والدولة، ويحقق المساواة التامة في كل شيء بين الرجل والمرأة!!
أيها المسلمون: تابعوا وارصدوا، وافتحوا عيونكم، واحذروا وحذِّروا واثبتوا، وواجهوا الإسلاميين الأمريكيين الجدد!!.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد