بسم الله الرحمن الرحيم
إنني أدعو السادة القراء أن يقرؤوا هذا المقال بشيء من التمعن لقراءة ما يحدث لمنطقتنا العربية والإسلامية وللوقوف على ما يفعله أعداء الأمة ويخططون له ونحن في غفلة من أمرنا !!
أيها السادة: هناك أشياء لا تباع ولا تشترى ولا تُملك بالمدة الطويلة
هناك أشياء نسقط إذا سقطت ونموت إذا ماتت من بينها الشرف والكرامة والأنفة و العزة
ما الذي جعل أخي رحمة الله عليه يدفع عمره وحياته وهو في ريعان شبابه ليصير شهيدا غير الشرف والثأر من الأعداء واستعادة الحق السليب؟!
ما الذي يجعلنا ندافع عن أعراضنا وشرفنا وأرضنا ونضحي بالغالي والنفيس؟!
إنها أشياء لا تباع و لا تشترى!
تعالوا بنا أيها الكرام لنتأمل كيف تباع الذمم وتضيع الكرامة لمن استهزءوا بالدين وحولوه إلى شيء رخيص كرخص لحومهم وأعراضهم
تعالوا لنتأمل سويا ماذا تفعل فينا هيئة الديمقراطية الأمريكية NED
تعالوا لنتأمل التدخل الديمقراطي الغامض!!
ولتعلموا أن هناك من المشبوهين ممن يرفعون لواء كلمة الحق ليراد بها الباطل
كمن ينكر السنة النبوية باسم الديمقراطية!!!!!
أو كمن يثير الفتنة باسم الدفاع عن الأقلية!!!!!
أو كمن يدعونا إلى الإباحية والفوضوية باسم الحرية!!!!!
أو من يحاول التجرؤ على الإسلام باسم مهاجمة الإرهاب!!!!!
تعالوا يا سادة لنتأمل:
كيف يقول أحد الخنازير إنكم دول تتلقون دولاراتنا وأموالنا فيجب أن يكون وضعكم كما ترغب أفئدتنا!!
وعندما سألوه ماذا لو قال لكم مبارك اذهبوا بمعونتكم عنا ؟!!
رد قائلا: إن الولايات المتحدة دولة كبيرة وتتبع الإرهاب!! الذي هو عدو الديمقراطية ومن حقها التدخل في الشؤون الداخلية للدول من أجل ضمان سلامة العالم
وعندما قيل له أن أمريكا هي التي تزعزع الاستقرار في العالم
قال: لا بل هي تضمن السلام وتوطد أركانه وتدعو لحقوق الإنسان!!!
لقد أعلن الخنزير بوش اتخاذه قرار مضاعفة ميزانية الدولة لهيئة الديمقراطية الأمريكية ويقوم بالدعم المادي والمعنوي لهيئة " نيد " ((هذه الهيئة التي أسست في الحقيقة لمتابعة النشاطات السرية لجهاز المخابرات الأمريكية الداعمة مادة وتمويلا وكذلك إنشاء جماعات وشبكات سياسية واقتصادية في كافة الدول لضرب القوي الإرهابية الإسلامية كحزب الله وحركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين في كل أنحاء العالم لمحاصرة الإسلام وتهميش دوره النهضوي ))
تحت مسمى إرساء مفهوم الانتخابات الحرة والتبادل الحر و حرية التعبير و كذلك التأثير في دور النقابات قبل أن ينفلت الأمر بعد أن سيطر عليها الإسلاميون في الدول المحورية في منطقة الشرق الأوسط الكبير !!
ولعله يجري الحديث بالبيت الأبيض الأمريكي عن نقل عملياته العسكرية إلى المنطقة للتدخل بكل سهولة وفي الشؤون الداخلية للمنطقة.
و إنشاء هذه الهيئة لا يمكن فهم دلالاته وأبعاده إلا بالرجوع إلى تراكمات الأحداث التاريخية بين المعسكرين التقليدين المعسكر الشرقي والغربي، ففي بداية الثمانينات من هذا القرن، صنف الرئيس الأمريكي السابق " رونالد ريجان " الاتحاد السوفييتي على أنها امبراطورية الشر واستوجب ذلك تهيئة وسائل جديدة لمحاربة هذه الإمبراطورية، فزيادة على التضييق السياسي و العسكري الذي مورس على السوفييت آنذاك، وتأليب احتجاجات المجتمع المدني ضد هذا الإمبراطورية والتي كانت تقف من ورائها وبقوة كل أجهزة المخابرات المركزية ال " سي آي آي "، هذا الجهاز الإخباري الذي انكشفت أسراره تحت ضغط العديد من التحقيقات المتوالية والتي أدانت طبيعة عملها الجهاز وألبت الرأي العام ضده. في هذا السياق قرر المجلس الوطني للأمن الأمريكي مواصلة عادته القديمة في مطاردته إمبراطورية الشر
ولكن هذه المرة بطرق أقل اتساخا من سابقاتها
وتحت مسمى جديد لهيئة جديدة، هذه الهيئة التي أريد لها أن تكون محمية هذه المرة من كل انتقادات التيارات الفكرية والسياسية والاجتماعية في دول العالم كلها. رسميا
وقد تأسست الهيئة الوطنية للديمقراطية !!!!!! (ناشيونال اندوومنت فور ديمكراسي نيد) تحت إطار قانوني لجمعية ذات طابع غير تجاري، لكن ميزانياتها مقررة من قبل الكونجرس، ومدونة في ميزانية الدولة المخصصة لما عرف باسم الوكالة الأمريكية للإنماء الدولي (يو آس آجنسي فور انترناشنال دفلوبمنت يوسايد) للإيحاء إلى العالم أن الحديث جار عن هيئة خاصة.
وقد اهتمت هذه الهيئة بتمويل الهيئات الإنمائية المعنية بالديمقراطية والحرية وشئون السكان وعلم الإجتماع والسياسة
(( مثل منظمة ابن خلدون التي يترأسها سعد الدين إبراهيم ومنظمة أقباط الولايات المتحدة وكثير من المنظمات الصهيونية والمراكز الأكاديمية التخصصية المعنية بالثقافة
هذه المؤسسّات والهيئات الأمريكية، التي تمثّل بؤراً صديدية في جسد المجتمع المصري وتحمل جهات وعناوين ومسمّيات عديدة ولا حصر لها و من هذه المؤسسّات والهيئات شهرة وأكثرها خطراً:
** مؤسسّة راندا الأميركية.
** المركز الثقافي الأميركي.
** مركز البحوث الأميركية (في شارع الدوبارة بالقاهرة)
** مؤسّسة فورد فاونديشن
** هيئة المعونة الأميركية
** مؤسسة روكفلر للأبحاث.
** معهد ما ساشوستس وفرعه في القاهرة ومعهد الـ " ام ** أي تي " (في مبنى جامعة القاهرة)
** مؤسّسة ديل كارينجي.
** معهد دراسات الشرق الأوسط الأميركي.
** معهد التربية الدولية والمتخصص في منح السلام
** معهد بروكنجر.
** معهد المشروع الأميركي
** الأكاديمية الدولية لبحوث السلام
** مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في جامعة " جورج تاون "
** مشروع ترابط الجامعات المصرية الأمريكية ومقره المجلس الأعلى للجامعات في القاهرة. (تبلغ ميزانيته السنوية 27مليون دولار تقدّمها المخابرات الأميركية وأجهزتها المعروفة).
والجهات والمنظمات السابقة تترابط من خلال أجهزة المخابرات الأمريكية والإسرائيلية بالمراكز البحثية الإسرائيلية لتكوّن مجتمعة شبكة منسّقة الأدوار وخطيرة الأهداف.
وكلها تحصل على أموال وإعانات أمريكية لتجنيد عملاء لها وتربية الجواسيس ودعم بعض الأحزاب التي تتعارض مع الدين وتهدم المقدسات وتنزع القداسة من النصوص الدينية كالسنة النبوية والقرآن))
يجدر الذكر أن هيئة "النيد " تتلقى المساعدات المالية من طرف ثلاث جمعيات
هذه الجمعيات نفسها ممولة من قبل عقود الولايات المتحدة، هذه الجمعيات هي:
* صندوق سميث ريتشارد سون (سميث ريتشاردسون فوندايشن) ·
* صندوق جون آم أولين (جون آم أولين فوندايشن) ·
* صندوق ليند و هاري برادلاي (ليند آند هاري برادلي فوندايشن)
ومن اللافت للانتباه أيضا أن نشير إلى أن أغلب الوجوه التاريخية التي كانت وراء الأعمال السرية والتي قام بها جهاز الاستخبارات الأمريكية، هي نفسها الوجوه التي توالت حسب الأيام والتواريخ على إدارة مجلس إدارة هيئة الديمقراطية الأمريكية (( فالشيوعيين في الشرق الأوسط على سبيل المثال لا الحصر وقد كانوا جميعا إقصائيين تحولوا بقدرة قادر إلى دعاة للديمقراطية وكذلك الليبراليين الذين سال لعابهم أمام تدفق الأموال والرواتب الإغرائية والشهرية والحصص التي توضع لهم في أرصدتهم البنكية السرية!!))
و بجانب مراكز الدراسات الإستراتيجية والسياسية في الوطن العربي هناك مراكز خارجية مثل
" أوتو ريك " و " جون نجرو بونت " و "هنري سيسنروس " و اليوت آبرامس ويترأسها اليوم " فان ويبر "، ممثل جمهوري سابق لل " مينيزوتا "، ومؤسس جمعية يمينية محافظة (آن باور آمريكا) ووممول الحملة الانتخابية المناصرة ل "بوش" لعام 2000م!!!!!!!.
ويبقى المدير التنفيذي لهيئة الديمقراطية الأميركية " كارل قاشمن " ((تروتسكي سابق)) عضو مسؤول في الحزب الاشتراكي للولايات المتحدة الأمريكية (سوشيال ديموكرات يو اس آي) وعضو من تيار المحافظين الجدد فال "نيد "
إذن في الأساس ما هي إلا امتداد للأعمال السرية لجهاز الاستخبارات الأمريكية، وان اختلفت الأسماء في الظاهر، أو تعددت الوسائل وتنوعت، وتتلخص فلسفة هذه الهيئة في الشعار التالي: (( ما هو في صالح أمريكا، هو في صالح العالم))
والعجب العجاب أن ((النيد)) يقود إلى تعيين دول ما كمحاور للشر!!!!!
ليتسنى لها تمويل عناصر موالية تهدف في النهاية إلى قلب أنظمة الشر على حد تفسير الإدارة الأمريكية، وإرساء مكانها أنظمة أكثر موالاة وملائمة للعم سام !!!
ودعمها بما يخدم مصالح أمريكا قبل أي مصلحة حتى للدولة التي يجري الحدث بها.
(ومن هنا يفهم السر في الدفاع الأمريكي وقيام قيامة الغرب لاعتقال الأنظمة العربية شخصية هامشية في المجتمع العربي لكنها تقوم بدور خدمي مدفوع الأجر وهناك عناصر معروفة قامت قيامة أمريكا لاعتقالها باسم أنها ثائرة من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان لتقوم بعد ذلك بصنعها جماهيريا والوقوف معها لدعم أركانها بعد ذلك في سدة الحكم وكلنا يعلم كيف وصل كوهين لمنصب نائب الرئيس في الدولة السورية !)
وعلى الواجهة التقليدية العالمية، وأمام وسائل الإعلام تشكلت النيد كند عدو ضد الشيوعية، لكنها ومنذ انهيار معسكر الروس، تزعم السعي لإرساء الديمقراطية التي تناسبها، وذلك بإنتاج سناريوهات التناقض في بلد ما يخدم مصالح من يسيرون الإدارة الأمريكية، من هذا المنطلق تعتبر "النيد " المسئول الرئيس عن أزمة ديمقراطيات العالم
(إنها ديمقراطيات على نفس نمطها ووفق تقديرها لكل شعب ومكانته في ساحة الأحداث العالمية. يتم هذا باستغلال بلاهة البعض أحيانا وغرس عناصر لها في كل وكالات الأنباء والصحف والمجلات وتسعي لخدمتهم بالدعاية والمطبوعات وفي حال الاعتقال تدعمهم بالمزيد من الأموال وتعيين محامين الدفاع وبصورة شديدة السرية)
، وشواهد التاريخ تثبت أن كثيرا من عمليات قلب الأنظمة وعمليات تمرير مشاريع ما من خلال أشخاص تمت على أساس أن مسؤولا ما تلقى مساعدة مالية من قبل هيئة نظيفة السمعة!!!!!
لكن الواقع الحقيقي أن هذا الشخص استلم دعما من قبل جهاز المخابرات الأمريكية، وأن الشخص الذي سلمه إياه والذي كان في نظره صديقا عاديا، لم يكن في الحقيقة سوى عنصر فعال من جهاز المخابرات يعلن نفسه تحت لواء هيئة أخرى نظيفة إن صح التعبير!!!!!.
تجد " النيد " شركاء لها في كثير من البلدان الحليفة وهي تجند حاليا أكثر من 6000 منظمة سياسية واجتماعية في العالم، وتعترف رسميا بأنها كانت لها أدوارها (التجسسية طبعا) في يوغسلافيا وأفغانستان والعراق ولها آلاف النشطاء في الشرق الأوسط!!!!!!
وتنظم "النيد " محاضرات ونشرات ومجلات ومؤتمرات دعائية بالتعاون مع المثقفين الذين تدعمهم
وأخيرا هذه الهيئة تكون إطارات سياسية ونقابية في كافة أرجاء العالم من أجل إرساء الديمقراطية على حد زعمها.رسميا
أما ميزانية "النيد " فهي بمئات الملايين من الدولارات السنوية والتي يجيء معظمها من قبل وزارة العمل بالدولة والتي تتم بطريقة غير معلنة من قبل جهاز المخابرات الأمريكية "السي آي آي".
لذلك أدعوكم يا أبناء الأمة أن تستيقظوا إلى كل من يحدثونكم عن رفضهم أو شكهم في السنة أو من يتحدثون عن القرآن الكريم وعلاقته بالأساطير!!!
عليكم أن تشككوا في ذممهم ووطنيتهم وعروبتهم وأن تضعوا في حسبانكم الافتراض الأسوأ وهو أنهم مأجورين ومدفوعين من قبل أعداء الأمة 0
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد