صحفية إسرائيلية تكشف بعض فظائع 'غوانتانامو'


  

بسم الله الرحمن الرحيم

كشف تقرير موسع أعدته صحفية إسرائيلية تعمل مراسلة لصحيفة يديعوت احرنوت العبرية في أمريكا عن قيام السلطات الأمريكية ببناء ثكنات اعتقال إضافية في سجن غوانتانامو، وعن استخدام السجانين هناك وسائل تعذيب في غاية الوحشية.

وسجلت معدة التقرير ( الذي نشر الجمعة 25/2/ 2005م ) اورلي ازولاي كاتس شهادتها بعد زيارة ثلاثة أيام للجزيرة الكوبية، والإطلاع على ما سمح المسئولون الأمريكيون به، إضافة للاستناد إلى إفادات سرية وعلنية حازت عليها، ويروي التقرير عن الاعتقالات الإدارية بدون أمر قضائي، وعن ضربات الكهرباء، وفقء العيون، وتغطية الموقوفين بالعلم الإسرائيلي، واستجوابهم بواسطة محققات عاريات.

وقد اهتمت المراسلة بتضمين تقريرها برسائل مبطنة بين الكلمات تظهر قساوة الأمريكيين مقابل "الشفافية" والقيود المفروضة على المحققين الإسرائيليين خلال استجواب الأسرى الفلسطينيين، وتقتبس الصحفية شهادة وكيل لجهاز "أف بي آي" زار معتقل غوانتانامو، ويقول: إن المحققين الأمريكيين حاولوا كسر إرادة أسير سوداني - إبراهيم القيسي - من خلال إلباسه العلم الإسرائيلي عنوة، فيما قاموا بربط أسرى آخرين بأيديهم وأرجلهم حتى غرقوا ببولهم وبرازهم طيلة 18 إلى 24 ساعة، وأكد التقرير أن الأسرى العرب والمسلمين هناك لا يعلمون هوية مكان اعتقالهم ما يمكن المحققين الأمريكيين بتهديد من يرفض الإدلاء بمعلومات حول القاعدة خلال استجوابه بتسليمه للإسرائيليين من خلال نقله إلى ثكنة مجاورة يرفع فيها العلم الإسرائيلي مسبقاً، لافتة إلى أن الطريقة "مجدية"، ويروي التقرير أن الأسرى الذين بدء بنقلهم إلى الجزيرة الكوبية في يناير /كانون ثاني 2002 يتعرضون داخل أقفاصهم الحديدية للبرد والقر طيلة العام، ويحرمون من مقابلة محاميهم، أو تحرير رسائل لذويهم، وتلفت الكاتبة إلى أن اختيار هذه الجزيرة النائية جاء بغية الابتعاد عن عيون الصحافة الأمريكية، ولأن القانون الأمريكي لا يسري عليها.

وأضافت: وهكذا فإن الولايات المتحدة التي تعد بتعميم الديمقراطية في العالم أسست قلعة استبداد في ساحتها الخلفية فوق القانون الدولي والدستور الأمريكي على أرض الجزيرة (45 ألف ميل) التي استأجرتها مقابل أربعة ألاف دولار من أسبانيا عام 1898م، وينوه التقرير إلى أن هناك 550 أسيراً في غوانتانامو من 45 دولة يتحدثون 17 لغة، ويقوم بحراستهم 12 ألف جندي في المعتقل الذي أخذ يتحول تدريجياً إلى مدينة، وأضاف "فيما ينعم الجنود الأمريكيون بحفلات الجعة على شاطئ البحر تحت ضوء القمر، يواصل الأسرى مكابدة عناء التعذيب الذي يفوق أعمال التعذيب في أبوغريب".

وأفادت المراسلة الإسرائيلية أنها تجولت بين أقسام المعتقل سيء الصيت برفقة ضابطة أمريكية لازمتها بكل تحركاتها، وأنها اضطرت إلى دخول أربع بوابات حديدية قبل وصولها إلى حجيرات الاعتقال المحاطة بالأسلاك الشائكة، والكلاب المتوحشة، والتي تمتد كل منها على طول مترين بعرض متر ونصف، مضاءة ليل نهار، فيها كتاب القرآن الكريم، وسجادة للصلاة، وتلفت إلى قيام السجانين الأمريكيين بمنح فرصة للترجل في الساحة طيلة 20 دقيقة إذا ما أثبت الأسير حسن سلوك، أما من يتعاون فيحوز على فرصة للاستحمام في ساحة المعتقل أمام الجميع تحت عيون وبنادق الحراس، فيما يحظى من "يتفوق" بالتعاون بوجبة من الزبدة للعشاء، وأضافت: "يبدو أن ليس كل الأسرى يحسنون السلوك إذ اشتكى بعض السجانين من قيام المعتقلين بالبصق في وجوههم".

وأفاد التقرير أن مترجماً أمريكياً عمل في المعتقل يشارف على إصدار كتاب الشهر المقبل يكشف فيه المزيد من فظاعات غوانتانامو منها: مهاجمة الأسرى بغاز الفلفل، وقيام محققة بخلع ملابسها أثناء التحقيق مع أسير سعودي أغمض عينيه، وشرع بالصلاوات، وعندها ألقت بنفسها عليه، فبصق نحوها فعادت وبللته بمادة سائلة حمراء كالدم، وأبلغته أن ذلك من حيضها في محاولة لحرمانه من الصلاة، ثم غادرت الغرفة تاركة إياه باكياً كالطفل، كما يتطرق الكتاب إلى قيام محقق بإدخال إصبع يده في عين سجين بريطاني من أصل ليبي، هو المحامي عمر دعايس.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply