بسم الله الرحمن الرحيم
إذا كانت العبودية تعني الاستسلام والانقياد بدرجاته المختلفة ، فأعلاها عبودية الله عز وجل من قبل المؤمنين به سبحانه وبرسالاته ورسله . وهذه العبودية هي الغاية من الخلق ، وسر فوز العبد في الدنيا والآخرة ، وإنما يتفاضل الخلق بحسب ترقيهم في منازل العبودية لله عز وجل .
إذا كانت العبودية كذلك .. فإن الحرية هي الوجه الآخر الذي يعني التخلي عن الأوامر ، والتفلت من القيود ، ونستطيع أن نقول أن الحرية بهذا المعنى غير موجودة ، ولن توجد في عالم البشر .
أطعت مطامعي فاستعبدتني ولو أني قنعت لكنت حراً
والذي يحول وجهه عن عبودية الله فإنه ولا بد يطلب شيئاً آخر : إما رئاسـة .. أو مالاً ..أوجاهاً .. أو نحو ذلك .
فليس هناك فرار إلى غير شيء - كما هو زعم دعاة الحرية - فإما عبودية الله أو عبودية غيره .. وهؤلاء هم الذين يقتفون آثار إبليس حيث يرفعون لواء المعارضة والشقاق كما فعل إبليس فامتنع عن السجود .. وحجتهم تتكرر على الآذان في كل زمان ومكان بأنهم رجال كسابقيهم، وما يتكرر في الماضي لا يصلح في عصرنا الحاضر ، ولكل جيل رئة يتنفس بها . والغاية من هذا سلب حريات الناس في أن يؤمنوا بما يرونه ويعملوا برأيهم .. فتعساً لهؤلاء .
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد