الحرب والمصارعة على الطريقة الأمريكية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

يبدو بأن التفكير السقيم لإدارة أمريكا للسلام وللحروب مع خصومها قد انتقل لمظاهر شتى في الحياة الأمريكية، منها طريقتها في المصارعة الأمريكية التي لا تسير على أي قانون رياضي يقيدها - فضلاً على المخالفات الشرعية التي تحيط بها -.

لهذا نرى المصارعة الأمريكية تبيح للمتخاصمين استخدام كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة في التغلب على الآخر، وهي طريقة لا نظير لها في العالم، فالمصارعة كغيرها من الألعاب الرياضية تهدف إلى تقوية الروح والجسد للرياضيين، ونشر المحبة بين الأفراد والجماعات، إلاّ مصارعة العم سام فهي تهدف إلى القضاء على الآخرين بكل الوسائل الممكنة.

واللافت للنظر بأن كل المصارعين في حلبات المصارعة الأمريكية بدأوا في التفلت من كل قوانين المصارعة، الأقوياء منهم والضعفاء على حد سواء.

تقوم الإدارة الأمريكية في حروبها مع معارضيها، على استخدام كل ما وصلت إليها تقنياتها من أسلحة فتاكة ومتطورة، منه ما هو مسموح دولياً ومنه ما هو محرم من استخدام لليورنانيوم المنضب إلى إلقاء القنابل والصواريخ النووية كالتي استخدمتها ضد اليابان في الحرب العالمية الثانية وما بعدها، وما تستخدمه الآن في العراق وأفغانستان من أسلحة محرمة دولياً، فالإدارة الأمريكية ترى في نفسها شرطي العالم، والآمر والناهي، والحارس على نظامها العالمي الجديد، هذا النظام يقوم على أساس إجبار كل الشعوب والأمم على الرضوخ والاستجابة لرغباتها وطريقة حياتها.

ولأن هذه الإدارة رعاها ربها [ إله الخير في نظرها ] يجيز لها استعمال القوة المشروعة وغير المشروعة في سبيل ترويض غيرها، واخضاعها لسلام العم سام، هذا السلام يقوم على تحرير الشعوب من الأنظمة غير الموالية لها، من أنظمة الشر حسب مفهومها.

ومن هنا فإن هذه الإدارة الخيرة - حسب تصورها - تعتبر مقاومة الشعب الفلسطيني لاحتلال إسرائيل لأرضه عملاً إرهابياً وغير مشروع، والمشروع هو ما يقوم به الطرف الإسرائيلي من قتل وحصار وتدمير للفلسطينيين، وكذا المقاومة العراقية إرهاباً كذلك.

وباختصار هذه الإدارة سمحت لنفسها سن قانون يبيح لها إبادة كل من يخرج على حظيرة الطاعة الأمريكية، وكل من يخالفها.

ولكن على الإدارة الأمريكية أن تعلم بأن استخدام هذه الأساليب العدوانية من استعمال لأسلحة الدمار الشامل والمحرمة دولياً، إلى البحث والتفتيش عن كل الطرق في الانتصار على خصومهاº سيجعل خصومها يلجأون إلى وسائلها وطرقها التي تستخدمها في القتال والحروب.

ونحن العرب والمسلمون أصحاب حضارة عريقة تنتمي إلى أمة عظيمة قدمت للبشرية الكثير من معارف وعلوم أسهمت في تطور حياة الإنسان مع غيرها من الشعوب الأخرى.

فأمتنا هذه قد صحت من نومها العميق، وهاهي الآن تريد فك القيود التي وضعتها في الأغلال من قبل أمريكا وأعوانها، وهي ترى اليوم بأن عدوان الإدارة الأمريكية والبريطانية - ومن شايههما - هو عدوان على كل العرب والمسلمين كما هو الحال في أفغانستان وفلسطين والعراق وغيرها.

وترى كذلك بأن هذا العدوان السافر يقصد إلى القضاء على كرامتها المهدورة من قبل المتسلطين على رقابها، ولهذا فإن هذه الأمة اليوم مصممة على رد العدوان، والوقوف في وجه الطامعين في خيراتها ووجودها وكيانها مهما كلفها من تضحيات، فهي تتطلع للعزة والسيادة والسؤدد، فكما قاومت أمة العرب والإسلام كل الغزاة والمستكبرين من التتار وحملات الفرنج والروم على مر العصور وانتصرت عليهمº فهي اليوم أكثر تصميماً وإرادة في دحر المحتلين والغزاة الجدد، وهي ترى في نفسها وريثة الأنبياء والمرسلين وكل الخيرين في الأرض، وأن أعداءها هم الأشرار والمستبدون، ولذا فنحن أصحاب حق وأعداؤنا هم أصحاب الباطل، والحق منتصر لا محالة.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply