بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
منذ دخول شهر ديسمبر تبدأ عند النصارى احتفالاتهم بولادة عيسى بن مريم - عليه السلام - آخر رسل الله إلى بني إسرائيل - ويعتقدون أنه ابن الله أو ثالث ثلاثة وامتزج به الناسوت واللاهوت والطبيعة البشرية والإلهية - تعالى -الله عما يقولون علواً كبيراً - قال - تعالى -: "وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً (90) أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً" أواخر سورة مريم..فهذه عدّها الله - سبحانه - شتيمة وسباً ففي الحديث القدسي - شتمني ابن آدم.. وكيف يشتمك وأنت الرب... -
فنرى مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة تفوق الوصف في معظم الديار الإسلامية بدءاً بنشرات الأخبار وتحول أجهزة الإعلام المختلفة إلى الكنائس وهم يزيلون الستار عن تصاوير تمثل عيسى وأمه والرب وجبريل ثم يقبل حبر الكنيسة عيسى بزعمهم ثم يركع ويسجد وتبدأ مراسيم الاحتفال!!
ولقد زينت بعض الفنادق بأشجار الميلاد والإضاءات والصور المعنية وبدأت الأسواق تنزل البضائع المتعلقة بتلك الاحتفالات بدءا من الموسيقى والأغاني وبطاقات التهنئة إلى الأطعمة الخاصة المتعلقة بهذه المناسبة وعمل مسابقات وجوائز وغيرها.
ثم إذا عرجنا إلى الشقق وبعض المنازل وجدنا التعمد بوضع الشجرة والإضاءة أمام المنازل وفي نوافذ الشقق وكلما اقتربت المناسبة مع نهاية العام الميلادي تضبط وزارة الداخلية مشكورة كميات كبيرة من الخمور والمخدرات وشقق البغي والزنا وأشرطة الخلاعة والمجون كما قال أول طبيب منصّر في العهد الحديث في دول المنطقة - صموئيل زويمر - في مؤتمر القدس عام 1910: - ليس هدفنا من التبشير إدخال المسلم في المسيحية فهذا شرف له ولكن هدفنا أن نحول المسلم عن دينه حتى يبقى بلا دين -!! فالمسلم لا يمكن أن يرتد عن دينه ولكن قد ينحرف إلى الملذات والشهوات المحرمة ففي الحديث -حفت الجنة بالمكارة وحفت النار بالشهوات -. وقبل أيام مضت أجرت إحدى القنوات الفضائية لقاء مع أول منصر كويتي عمانويل الغريب فقال في إحدى إجاباته: نعم نحن نعمل في التبشير -التنصير- داخل الكويت ولكن ليس بصورة علنية!
التنصير في المدارس الأجنبية الخاصة:
لقد انتشرت هذه المدارس بصورة كبيرة وإقبال الناس عليها في تزايد مستمر رغم الرسوم الباهظة فنجد مداخل وصفوف وساحات هذه المدارس تعج برسومات ومعلقات على شكل الصليب والكنيسة وتقدم في طابور الصباح بعض العبارات المنتقاة من الكتاب المقدس المحرف في بعض المدارس ويأتي قسيس من إحدى الكنائس بهيئته ومعه شخصية بابا نويل ليعرفهم بالنصرانية عقيدة وشريعة! وتعريفهم بمواقع نصرانية عبر شبكات الإنترنت كلها تمثل عقيدة التثليث والإساءة إلى ذات الله - تعالى -لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم-! -المائدة73-.
وتعطل هذه المدارس في أواخر شهر ديسمبر حتى أوائل شهر يناير! والدراسة مختلطة ويلبسون لباساً فاضحاً ولا توجد الحشمة فيها وتجتهد المدارس تلك بعمل احتفالات مختلطة وأبرزها -عيد الحب، وعيد الكريسماس- وما يحدث فيها يندى له الجبين.
وأثبتت دراسة ميدانية تقدمت بها إحدى الباحثات -مقارنة بين المدارس الأجنبية والمدارس الحكومية في الكويت- أن هناك انحرافاً واضحاً في مجال العقيدة والأخلاق لدى المنتسبين للمدارس الأجنبية.
وأدى ذلك إلى ضعف القيم الدينية والاجتماعية في المدارس الأجنبية وتقدم المدارس الحكومية في هذا الشأن في حين ارتفاع القيم الثقافية في المدارس الأجنبية.
ولقد أشرنا إلى توزيع كتاب -الفرقان الحق- وهو كتاب محرف في العقيدة وأول من فضح هذا الكتاب -مجلة الفرقان في عددها 283- على بعض المدارس والقصد منه طمس الهوية الإسلامية والدعوة إلى التنصير.
وهناك أناشيد تجرى للطلبة باللغة الإنجليزية وعباراتها كفرية صراحة - ليس هناك دين ولا جنة ولا نار.. الحياة الحياة هي هدفنا-!!
وهناك حفلات تعمل في خارج الكويت يتم اختيار طالبين وطالبة لمؤتمر سنوي يشرف عليه المجمع الكنسي العالمي ويعقد مرة في القاهرة وأخرى في لبنان وثالثة في بريطانيا ورابعة في فرنسا.. وحتى تكون تلك المدارس قوية تلحق بسفارات دول أجنبية لخصوصيتها.
التنصير في المراكز الصحية:
هناك شكاوى كثيرة من قبل الأهالي بشأن أطباء يقومون بلبس الصليب وأحياناً يضعونه وشما على أيديهم ويوزعون منشورات ويقيمون علاقات مع الشباب يدعوهم صراحة إلى الاحتفال بهذه المناسبة وكذلك الممرضات وكان هناك بعض المنصرين يدخلون إلى المستشفيات الخاصة ويعودون بعض المرضى قبيل إجراء العملية أو في حال انتكاس حالته الصحية ويدعونه للدخول في النصرانية وتعرض بعض الأفلام عبر شريط الفيديو في تلفزيونات العرض الخاصة. وهذا يستدعي إعادة النظر في جلب العمالة على أساس ديني ولا حرج في ذلك فهم يوظفون العرب النصارى صراحة في هيئاتهم الخاصة والحكومية ولا يفضلون المسلمين.
التنصير في الأسواق والجمعيات:
للأسف إن محلات كثيرة تبيع الصليب الذهبي أو صور للعذراء وابنها وأيضاً كتباً ومجلات وبطاقات تهنئة وشجرة -الميلاد- التي تمثل شعارهم وكذلك يوظفون رجالاً ونساء يعلقون في صدورهم الصلبان وعلى أيديهم الوشم وهم يقدمون البضاعة أو الوجبات السريعة وحتى الكثير من الهدايا تتعلق صراحة بهذه المناسبة شكلاً ومضموناً.
فالمؤسف له أن الجمعيات التعاونية أقيمت بمساعدة الدولة مشكورة وبأموال الأهالي المسلمين فلماذا تطرح مثل هذه البضائع! بابا نويل وملابس عليها عبارات تمثل الحب والولاء لهم إلى جانب الصور وغيرها؟!
التنصير داخل المنازل:
العمالة النصرانية مدربة من قبل مكاتب - تأهيل العمالة للدول الخليجية - والتي يشرف عليها المجمع الكنيسي العالمي فيعلمهم الإتقان في العمل والبذل والعطاء والتفاني والأخلاق والنظافة بهدف الوصول إلى قلوبهم ونيل ثقة أبنائهم وتغيير حياتهم! وثبت أنهم يستخدمون السحر وأحياناً جذب الشباب لارتكاب الفواحش والمنكرات والعجب أن هناك تعاوناً بين دولهم والمكاتب التجارية حتى يصلوا بأبخس الأثمان وأسرع وقت ممكن!!.
التنصير في الإعلام:
نجد كثيراً من نشرات الأخبار تولي خبر رأس السنة الميلادية اهتماماً كبيراً وتنقل صوراً حية من داخل الكنيسة وتبادل التهاني والتبريكات وعرض أفلام تتحدث صراحة عن النصرانية والكنيسة والصليب. والله - عز وجل - يقول لعيسى - عليه السلام -أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته-المائدة: 116-.
التنصير في الكنائس:
للأسف إن غالبية الدول الإسلامية لم تحصل على استقلالها إلا بعد تجنيس مجموعة من النصارى، وتتعاهد ألا تطبق الشريعة في القوانين والتشريعات لتبقى علمانية وأن الذي وضع القوانين ولوائح تفسيرها وضعها لخدمتهم واختاروا أفضل المواقع لإقامة الكنائس عليها ومن المعروف أن الكنيسة تؤدي طقوسها يوم الأحد ولكنها في الدول الإسلامية تكون يوم الجمعة ويفترض أن تقتصر على النصارى ولكنها تدعو المسلمين وتطالب كل طائفة لتكون لها كنائس وفروعاً وشققاً لإقامة محافلها وطقوسها.
التنصير الثقافي:
سمح لهم بفتح مكتبات ونواد ثقافية وإقامة دورات واستغلوا رغبة الشباب في مواصلة التعليم العالي ففتحوا مراكز لذلك عن طريق المراسلة البريدية أو المحادثة عن طريق الإنترنت وبرسوم زهيدة، والآن كثرت الكتب والنشرات التي تصل عن طريق البريد تدعو إلى النصرانية.
وتدخلت في فرض سياسة تعليمية معينة تؤدي إلى تفريغ المناهج من الآيات والأحاديث التي تكشف خططهم وتؤجل عقيدة الولاء والبراء وغيرها.
التنصير داخل في السياسة والاقتصاد:
نشرت جريدة القبس مجموعة مقالات للعقيد العراقي المتقاعد جورج الأشودي والذي طلبت إليه أمريكا إعادة بناء الجيش العراقي يقول: قبل أسبوع من الإطاحة برأس النظام البائد جاءت مبادرة من المجمع الكنسي العالمي اخرج من العراق ومعك 400 شخصية لتسكن في الهند أو الصين أو روسيا وستكون في حماية وتستقبل كرئيس دولة، وذيلت بتوقيع الرئيس جورج بوش، ولكنه رفض.. هذه الكلمات تبين بكل وضوح تدخلهم في السياسة. إضافة إلى ذلك لاحظ وجود سفارة الفاتيكان في كل الدول رغم أن دولة الفاتيكان لا تتجاوز 7 كيلومتر مربع مقتطعة من إيطاليا. ويتعمد رئيس الفاتيكان أن يصرح في كل مناسبة سياسية أو أزمة.
ولا يخفى تدخلهم في الاقتصاد من حيث إنشاء البنوك الربوية وربطهم الدول بعملات تلك الدول الغربية وغالبية الشركات النصرانية عليها ضريبة دينية لنشر النصرانية في العالم قال - تعالى -: -إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون-الأنفال: 36-.
التنصير والسياحة:
جبل الغالبية على حب السفر والسياحة في الصيف ففي الغالب تدرج في جداول السياحة زيارة الكنائس والبابوات وتعليمهم تاريخ الكنيسة ودورها ومطالبة بعض المسلمين بالمساهمة في بناء أو ترميم أو شراء أرض للكنيسة!
وهاهم استطاعوا تجميد أنشطة العمل الخيري في الخارج ليهنأ لهم جو التنصير بحماية دول التحالف والسفارات والتعاون الرسمي فلا تكاد تجد سفارة إلا وفيها ملحقية دينية يشرف عليها قساوسة حتى إن أتباعهم سئموا من أعمالهم فها هو وزير التخطيط الأفغاني يطالب بإغلاق 260 منظمة نصرانية تعمل في أفغانستان ووصله تهديد إن كرر مطالبته وعليه بالرضا أو تقديم الاستقالة!
عزاؤنا هو أن هناك جمعيات خيرية مفاتيح للخير مغاليق للشر هدفها دعوة الجاليات والعمالة للدخول في الإسلام وقد لاقت بفضل الله قبولاً واسعاً وتفاعلاً كريماً وتغيرت أحوالهم وأيضاً هناك من قبل الوزارات المعنية التربية والصحة والشؤون وحتى الداخلية دور في متابعة أنشطة هؤلاء للحد منها وإنزال العقوبات على المتورطين فيها قال - تعالى - يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون -.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد