بسم الله الرحمن الرحيم
سأتحدث عن مجمل حياتي باختصار لقد ولدت في عائلة مفرقة وفيها الكثير من المشاكل والوضع الذي وصلت إليه الآن كان بمجهودي الشخصي وتوفيق رب العالمين.القصة بدأت منذ عامين في بداية حياتي الوظيفية حين تعرفت في العمل على إنسان يكبرني بـ23 سنة وهو مسيحي وتعلقت به كثيراً وكان الإنسان الذي يقف بجانبي دائماً في أي مشكلة أتعرض إليها ولم يحاول أبداً يوماً أن يطلب شيء مني، هو بالنسبة لي أب وأخ وصديق وحبيب كل ما أتمناه وهو الإنسان الذي فضلت طول حياتي أبحث عنه وعندما وجدته وجدت كل شيء مستحيل أعني بذلك الارتباط أنا أتكلم معه دائماً على الهاتف وأراه دائماً في العمل واليوم الذي لا أراه فيه أجد نفسي وحيدة لا أحد بجانبي وعندما أحاول أن أفكر أن هذا الإنسان مستحيل أن ارتبط به أجد ذلك صعب جداً وبالرغم من الصعاب التي مررت بها إلا أنني أجد نفسي ضعيفة أمام ما أنا فيه ومنذ شهر قال لي أنه تعرف على فتاة بقصد الارتباط وأنه لن ينتظر بعد الآن لصدور أي قانون فهو في الخمسين والانتظار ليس بصالحه.أنا معه وهذا من حقه ولكن أنا ماذا أفعل وهو كل شيء بالنسبة لي والحزن والتعاسة التي أنا بها كبيرة لا أستطيع أن أخرج. أرجو المساعدة لأنطلق من جديد وأرى الحياة جميلة وليست كما قلت سابقاً والسلام.
الرد:
الأخت الفاضلة:
بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عندما قرأت رسالتك الرقيقة تباينت المشاعر بداخلي بين فرح وحزنº فرح لأنك لجأت إلينا لنساعدك على الخروج من هذه المشكلة وهذا دليل على صفاء قلبك وأنه لا زال يحمل الكثير من الخير بداخله ولكن يحتاج إلى من يوقظه.
وحزن لأني لمست معاناتك مع هذه المشكلة وخاصة أنك كما ذكرت في مقدمة رسالتك ولدت في عائلة مفرقة وفيها الكثير من المشاكل وعندما وجدت الشخص المناسب [من وجهة نظرك] اكتشفت أن الارتباط به مستحيل.
وأحب أن ابدأ معك من البداية من طفولتك .....
أنت تربيتي في عائلة مفرقة بها العديد من المشاكل وهذا يعني أن طفولتك لم تكن طفولة بالمعنى الصحيح بل كانت فاصل من المعاناة والحرمان العاطفي ولكنك تغلبت على ذلك بفضل الله أولاً ثم بمجهودك [وأرجو أن تنتبهي للترتيب]، واستطعت أن تنجحي في حياتك العملية ولكن ظل الجزء العاطفي داخلك حبيساً يحتاج إلى من يفك أسره خاصة أنك امرأة والنساء لديهن الكثير من العاطفة بالفطرة.
وعندما بدأت حياتك الوظيفية وقابلت ذلك الرجل وبدأ يعاملك بلطف ويقف بجانبك ويعوضك عن حنان الأب الذي فقدتيه في طفولتك خاصة أنه يكبرك بـ 23 عاما فتعلق قلبك به على الفور لأنه كما قلت كان يحتاج فقط إلى من يفتح له باب الأسر لينطلق.
ولكن أختي الحبيبة لا بد أن تدركي أن الله - عز وجل - عندما يشرع أمراً فهو بالتأكيد الأفضل لنا لأنه - عز وجل - الأعلم بعباده {أَلا يَعلَمُ مَن خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ} (14) سورة الملك.
كما أنه - سبحانه وتعالى - لا يريد لنا العذاب والمعاناة - تعالى -الله عن ذلك يقول - عز وجل -: {مَّا يَفعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُم إِن شَكَرتُم وَآمَنتُم وَكَانَ اللّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} (147) سورة النساء.
فعندما تدركين هذه الحقيقة يخشع قلبك لأوامر الله ويتكون عندك اليقين الجازم أن ما قدره الله - سبحانه - بالتأكيد هو خير لنا.
وموضوع ارتباطك بهذا الرجل موضوع محسوم في الشرع بقوله - تعالى -:{وَلاَ تُنكِحُوا المُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤمِنُوا وَلَعَبدٌ مٌّؤمِنٌ خَيرٌ مِّن مٌّشرِكٍ, وَلَو أَعجَبَكُم} (221) سورة البقرة.
فالنهي صريح ولا يحتمل التأويل ولم يقل أحد من أهل العلم بجواز أن تتزوج المسلمة بغير المسلم فلا أعرف ما هو القانون الذي تنتظرون صدوره وحتى إن صدر قانون فهو قانون باطل لأنه مخالف لصريح الكتاب والسنة.
وأمر القانون هذا أصابني بحيرة شديدة أختي الفاضلة، فصديقك يعلم تمام استحالة أن يحدث بينكما ارتباط طالما أنه غير مسلم ويعلم أيضاً استحالة صدور قانون يبيح ذلك في أي دولة خاصة إن كانت عربية مسلمة فلماذا أخبرك أو أوهمك - إن أردنا الدقة - أنه ينتظر صدور هذا القانون المزعوم ؟؟؟؟
أنا لا أريد أن أصيبك بالصدمة أختي الحبيبة ولكني أعتقد أن هذا الرجل يريدك في النهاية أن تتركي دينك وتدخلي في دينه حتى يتسنى لكما العيش سوياً وكم من فتيات مسلمات غُرِر بهن بنفس الطريقة وأنا أعلم بعضهن.
فقد أوهمك أولاً أنه ينتظر صدور هذا القانون ثم بعد فترة من الانتظار يخبرك بأنه تعرف على فتاة بقصد الارتباط وأنه لن ينتظر بعد الآن وذلك ليدغدغ مشاعرك ويوقعك في هذه الحيرة التي أنت فيها ويضعك أمام خيارين إما أن تنفصلا وهو الأصعب بالنسبة لك خاصة بعد أن تعلقت به، وإما أن يحدث تنازل من أحد الطرفين ليحدث الارتباط وبالتأكيد لن يكون هو الطرف المضحي وإلا كان فعلها منذ فترة وأسلم لكي ترتبطا.
أكرر أختي الفاضلة أنا لا أريد أن أسبب لك المزيد من الألم في حياتك العاطفية ولكنها أمانة الكلمة فأنت استشرتنا ونحن لن نبخل عليك بأي رأي مهما كان قاسياً في ظاهره وتأكدي أن عاطفتك تجاه هذا الشخص كانت تعويضاً عما قاسيتيه من آلام في الطفولة.
بجانب أن الشيطان ربما يضخم الأمور للشخص حتى يوقعه في المعصية وأي معصية أكبر من أن يترك المرء دينه؟؟
أختي الحبيبة أنصحك بالابتعاد عن هذا الشخص وأن تتركي عملك هذا وأن تبحثي عن عمل آخر وثقي تماما بأن الله سيرزقك عملاً خيراً منه لأنك تركت عملك هذا لله ومن ترك شيئا لله أبدله الله خيراً منه وأن تحمدي الله - عز وجل - أن ألهمك السؤال قبل أن يحدث مالا يحمد عقباه فعودي إلى ربك وأكثري من الدعاء أن يرزقك الزوج الصالح الذي يحافظ عليك ويقربك إلى الله ويبعدك عن الشيطان ثم أكثري من الاستغفار والتوبة فالله - عز وجل - يحب التوابين.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد