عفوا فاطمة أما المعتصم فقد مات !


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

قرأنا جميعاً الرسالة الدامية التي سطّرتها الأسيرةُ (فاطمة) بدمائها النازفة وبعثت بها من سجن اللؤم والخسة والعار المُسمّى بـ (أبو غريب) والذي يعدٌّ واحداً من أبشع السجون في العالم الحديث، تحت إشراف مباشر من رائدة الحرية العالمية، والديمقراطية المدنية أمريكا!!

والتي جعلت من (أبو غريب) رمزاً للامتهان الإنساني لا ينساه لها التاريخ، رُغم ازدحام ذاكرته أصلاً بمئات الحوادث المشابهة التي صنعتها هذه الدولة الحاقدة ضد كلّ أبرياء العالم. وفي فترة وجيزة لا تتجاوز المائتي عام كثيراً!!

إنَّ فاطمة كما نقرأُ من خلال سطور رسالتها لم تكن سوى فتاه مسلمة عراقية، وقعت قدراً في براثن المحتل الكافر، فألقى بها في دهاليز السجن الكئيب ثم أطلق كِلابه المسعورة.

 

ينهشون جسدها الطاهر ويهتكون العرض الحرام تحت مرأى ومسمع من العالم الإسلامي الذي لا تعني له هذه القضية أي شيº إذ لا زال مشغولاً بشهواته، راكضاً خلف حطام دنياه التافهة الفانية!

ولو أدرك المحتل الأثيم أنَّ ثمة شباباً تنتفخ أوداجُه وتحتبس أنفاسُه حين تمتُد عين علجٍ, نصراني جبان إلى عفيفة متحجبة تعبرُ قارعةَ الطريق، فضلاً عن أسرها واغتصابها، لما قدمت جحافلُه أصلاً، أرضَ الرافدين في مغامرة طائشة، غير محسوبة العواقب!!

ولكنَّ حدسه قد صدق إلى حدٍّ, ما فلا أوداجُ الشبابُ انتفخت، ولا الأنفاس احتبست، لسقوط العراق وأبكار الطرق في براثن أخسِّ الناس وأنجسهم، ولكنَّ التي انتفخت هي بالونات الدعاية الضخمة لعشرات المهرجانات الغنائية والمسرحيات الهزلية على مدار العام!!

كما أنَّ التي ظلت تتنفسُ وتخفقُ بشدة هي تلك الخرقُ الملونة مع كلِّ كرة تعانق الشباك!!

ناهيك عن الأعناق المشرئبة، والأعصاب المشدودة، والأبصار الشاخصة المراقبة عن كثب لـ ((الملاحم الكبرى)) التي يخوضها غلمان مغررون!!

لقد بلغ الهوس ُ الكروي حداً مثيراً للقلق، منذراً بعقوبة عاجلة لا تبقي ولا تذر، تأكل الأخضر واليابس.

وحسبنا شاهداً لما نقول ذلك الجنون الذي أخذ بعقل صاحبه حين تبرع بمبلغ #33000 # ألفاً ريال لعشرات اللاعبين بمناسبة تسجيل أحدهم لهدف (تأريخي!!).

 

وكان يحمل(فانيلة رقم 33)!!

لقد كان نصف المبلغ المدفوع لهؤلاء المراهقين كفيلاً بقلب موازين المعركة ضد العدو في أفغانستان أو الشيشان أو العراق لو كان (المتصدق الكبير!) يحتفظ برصيد من عقول الرجال الأسوياء أو كان همٌّ فاطمة وأخواتها يشغل حيزا ً ضئيلاً من ضميره إن كان له ضمير!!

ولو كان المحتل الكافر يعلم أن شبابنا غير واقعين تحت ُسكر الشهوة الحرام، والبحث عن اللذة النجسة عند أقدام الغانيات الفاجرات أو شغل هواتفهم بمكالمات العشق والغرام، أو الازدحام في غرف (المحادثات) الملأ بكلِّ غثٍ, وغثيث. لما هتك لفاطمة عرضاً أو أفرغ في رحمها نطفة نجسة ولكن إلى الله المشتكى!!

إن فاطمة يا مسلمون واحدة من فاطمات كثيرات تمتلئ بهن سجون كابل وقروزني وبغداد والقدس تخاصمكم إلى الله في يوم لا ينفع لاعباً كرته، ولا عاشقاً شهوتُه، ولا ثرياً ثروتُه، ولا عالم سوء علُمه!!

والله لئن لم ننتصر لفاطمة ونُخلِّصها من أسرها ونثأر لكرامتها وعرضها ليوشكن الله أن يعّمنا بعقاب من عنده وليوشكن أن تقع فاطمات آُخر في مآزق مماثل لفاطمة الرافدين! ألا بعداً لمن بُحَّ صوته وهو يصرخ في كلِّ ناد وينعق في كلّ واد يزعم أن أحرار وحرائر العراق ليسوا بحاجة إلى جهاد الأبطال ومعاملة الشجعان، فعندهم من الرجال من يردع العدو ويصون العرض ويحقن الدم!!

وأما أنت يا فاطمة فخلاصك الوحيد هو بيد الله المتين القائل:

((أَمَّن يُجِيبُ المُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكشِفُ السٌّوءَ)) (النمل: من الآية62).

فألحي عليه بالدعاء، وأما المعتصم فقد مات!!

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply