بسم الله الرحمن الرحيم
في الوقت الذي تبذل فيه كل الدول التي لها أسرى في أي مكان من العالم كل جهد لديها للإفراج عن أسراهم حتى إن كان أسر أولئك بسبب تعدّيهم وظلمهم ووجودهم على أراضي غيرهم، ومع تعالي صيحات الذين ينادون بتخليص الأسرى في تلك البلدان مما شكل ضغطا على بعضها للتحرك في قضية أسراهم فاستنجدوا بالقريب والبعيد حتى يحفظوا ماء وجوههم أمام شعوبهم، لا نكاد نجد من يتحرك لتخليص أسرى المسلمين حتى من الدول التي تحركت لتخليص أسرى المعتدين!!
فها هي الدول المشاركة في العدوان على العراق لم تذخر جهدا إلا وبذلته لتنقذ ما يمكن إنقاذه من رعاياها الذين أسرهم رجال المقاومة، وهذه دولة الإجرام الصهيوني بذلت وتبذل جهودا كبيرة للإفراج عن أسرى أو حتى رفات جثث قتلى وتمارس ترغيباً وترهيباً وضغوطاً على هذه البلد وتلك الحركة وذلك الحزب فتنجح مرة وتفشل أخرى إلا أنها تتحرك لقضية أولئك الأنجاس.
أما ما يحزن القلب ويدمع العين ويدمي الأفئدة فهو أن الدول العربية والإسلامية وسكوتها على ظلم أبنائها والإجرام في حق أسراها المظلومين وما الذي يحدث في سجون الإرهاب الصهيوني من تعذيب وتنكيل وممارسة أقسى أصناف وألوان العذاب النفسية والجسدية على الأسرى الفلسطينيين كل ذلك ليس منا ببعيد ولا نظنه من المجهول عند الدول العربية والإسلامية، وهذه دولة العربدة الأمريكية تحتجز أسرى لمعظم دول العالم وخاصة الإسلامية منها بمختلف الجنسيات في أقفاص لا تصلح للحيوانات فضلا عن البشر في غوانتانامو ولا أحد يحرك ساكنا لأنهم مسلمون (لكن حمزة لا بواكي له)، وها هو تحالف الشر والشيطان في العراق جاء من خلف البحار والمحيطات لتفسد في العراق فتهلك الحرث والنسل وتقتل الأطفال وتأسر الرجال والنساء وحتى الأطفال وتذيقهم العذاب ألوانا وأصنافا.
هؤلاء المجرمون من الصهاينة والصليبيين الأمريكان انتهكوا الأعراض وقتلوا الرجال وأسروا النساء والأطفال فمن يقف لهم؟؟!! ومتى سيتحرك الذين يقيمون الدنيا ولا يقعدونها ويضجون ولا يهدءون عند أسر أو قتل أمريكي أو إسرائيلي؟؟!!
ولو عدنا لديننا من كتاب ربنا وسنة نبينا - صلى الله عليه وسلم - في الأمر لوجدنا ما يلي: -
أولا: يجب على المسلمين السعي لفكاك أسراهم ولا يجوز إهمال الأمر أبدا.
فقد روى البخاري عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
{فكوا العاني (الأسير) وأطعموا الجائع وعودوا المريض}.
ثانيا: على المسلمين التعامل مع أعدائهم بالمثل فينظروا للطريقة التي يعامل بها العدو أسرى المسلمين فيعاملهم بها قال - تعالى -: {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} وقال - تعالى -: {وجزاء سيئة سيئة مثلها} وقال - تعالى -: {فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم}.
ثالثا: إذا كان في الغلظة مع الكفار وأسراهم سبيل لردعهم وإبعادا لشرهم عن المسلمين فلا يجوز التعامل معهم بلين ورقة بل يتوجب إرهابهم وتخويفهم ليكونوا عبرة لمن بعدهم، وقد عاتب الله - تعالى -نبيه - صلى الله عليه وسلم - في أسرى بدر لأنه لم يردع بهم من خلفهم فقال - تعالى -: {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم}.
رابعا: يجب على أولياء أمور المسلمين فعل ما بوسعهم لتخليص أسرى المسلمين.
فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: {كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته...} ومن هنا قبل عبد الله بن حذافة السهمي - رضي الله عنه - رأس ملك الروم مقابل أن يطلق سراح أسرى المسلمين ولما عاد إلى المدينة المنورة وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في استقباله فقال عمر - رضي الله عنه -: حق على كل منكم أن يقبل رأس ابن حذافة فقبل عمر رأسه وفعلوا مثل ما فعل عمر.
خامسا: على المسارعين للبحث عن خلاص أسرى الدول المعتدية على إخوان دينهم وعروبتهم أن يأخذوا الموقف ذاته على الأقل تجاه أسرى بلدانهم خصوصا والمسلمين عموما الذين يسومهم اليهود والأمريكان سوء العذاب فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: {المسلمون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم}.
سادسا: نص الفقهاء والعلماء على وجوب تخليص الأسرى المسلمين بكل السبل المتاحة ومما قالوا: -
- قال القرطبي في تفسير قوله - تعالى -: {وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان..... } النساء 75، أوجب الله الجهاد لإعلاء كلمته وإظهار دينه واستنقاذ المؤمنين الضعفاء من عباده وإن كان في ذلك تلف النفوس وتخليص الأسرى واجب على جماعة المسلمين إما بالقتال وإما بالأموال وذلك أوجب لكونها دون النفوس إذ هي أصون منها.
- وقال الإمام مالك - رحمه الله -: يجب على الناس أن يفادوا الأسارى بجميع أموالهم وهذا لا خلاف فيه.
- ومذهب الإمام الشافعي أن فداء الأسير مستحب.
- ومذهب الإمام مالك والإمام أحمد بن حنبل - رحمهما الله - فداء الأسير واجب.
- ذكر الإمام النووي - رحمه الله - إذا أسر الأعداء مسلما أو مسلمين فالراجح أن المسألة كدخول العدو ديار الإسلام لأن حرمة المسلم أعظم من حرمة الدار فيجب العمل على استخلاص الأسير أو الأسيرين.
وقد سير المعتصم جيشا إلى عمورية لتخليص أسيرة من المسلمين وأنقذها من الأسر.
وقد أخذ الصليبيون خمسمائة أسير من المسلمين وسجنوهم في مدينة الرها فغزا السلطان عماد الدين زنكي مدينة الرها ونصره الله على الصليبيين وخلص الأسرى المسلمين من الأسر.
فهل من معتصم؟؟!!
هل من مجيب؟؟!!
هلا من نخوة تتحرك؟؟!!
أين أنتم أيها المنادون بحقوق الإنسان؟؟!!
أين أنتم يا أصحاب معاهدات الأسرى؟؟!!
فحسبنا الله ونعم الوكيل.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد