الأقصى الجريح··· والسواعد الفتية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

من جديد تبدو صورة بني إسرائيل أكثر وضوحاً ونوايا الشعب اليهودي أكثر انكشافاً من خلال الممارسات الحاقدة التي يرتكبونها على أرض فلسطين السليبة.. إنها سياسة الأرض المحروقة بالنار، التي تحرق الحجر والشجر والبشر، سياسة الحقد والكراهية لكل سوى اليهود سياسة التشويه لكل معايير القيم الإنسانية النبيلة.. سياسة الدولة العنصرية التي لا ترى سوى شعب الله المختار ودولتها الغاصبة.

 

والذي يقرأ التاريخ بجدية، يدرك أن ما يفعلونه اليوم في فلسطين المحتلة ما هو إلا نقطة من بحر عدوانيتهم وشراستهم· فهم تجرأوا قديماً على الوقوف في وجه رسالة السماء. وقاتلوا رسل الله وأنبياءه. واستنكفوا لدعوات العدل، وقد أشار القرآن الكريم الى ذلك في أكثر من موضع حيث قال عنهم "كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقاً كذبوا وفريقاً يقتلون"... "لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون".

 

وهم تطاولوا على شريعة الله، فحرفوا كلامه. وتجرأوا على كتابه، فكتبوا نصوص التوراة على وفق مرادهم، وقد توعدهم الله جرّاء ذلك فقال فيهم: "فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون".

 

وفي تاريخنا الإسلامي نجد يهود المدينة المنورة إبان البعثة النبوية كيف كانوا يحرّضون الأوس والخزرج من العرب بعضهم على بعض، ويمشوا بالفتنة في ما بينهم. ويحرضوهما على التقاتل والتناحر حتى يسود الأمر لحفنة من اليهود الأنذال.. وكيف أن يهود بني قريظة نكثوا العهد مع المسلمين وطعنوهم بين ظهرانيهم عندما دخلوا في حرب مع المشركين يوم الأحزاب، وكانت النتيجة دوماً أن انتصر الرسول على مشركي العرب وانقلب عليهم فذبح شبابهم وشيبهم، وطردهم قبل ذلك من المدينة المنورة، وهزمهم بعد ذلك في خيبر ودكّ حصونهم. وأجلاهم نهائياً من الجزيرة كلها...

 

إن تاريخ اليهود في تعاملهم مع الآخرين ينضح حقداً وكرهاً وهو يستكمل فصوله على أرض فلسطين اليوم، كما كان بالأمس في جنوب لبنان عبر ممارسات وحشية تدمر البيوت والقرى، وتقتل الأبرياء والأطفال، وتشاهد عشرات الآلاف من العائلات وهذا الواقع المؤلم يفرض علينا سرعة في اتخاذ القرارات الجريئةº لأن الوقت لا يتسعº فأطفال الحجارة الذين هزّوا بإيمانهم أنظمة الاستسلام العربية يفرضون معادلة جديدة على الساحة في الشرق الأوسط، ويحوّلون الحجر إلى أداة تزلزل الأرض تحت أقدام حاملي السلاح الحي، والمدججين بالقنابل، والمحتمين وراء العربات المصفحة.

 

وهذه المعادلة تعيد التاريخ إلى الوراء، فاليهود الذين يعتدون علينا اليوم هم أحفاد أولئك الغادرين. ليس لهم أمان. ومن العار أن تلامس أيدينا أيديهم.. بل الفخر أن تمزق أيدينا أوداج رقابهم، وتتحول دماؤهم الى سيول وأنهار.. والحلّ الوحيد هو فتح الحدود من الأردن ومدّ أطفال الحجارة بالسلاحº لتكون المواجهة أكثر ضراوةº لأننا نحب الموت ويكرهونه، ونكره الدنيا ويحبونها.. ونواجههم بعقيدة إسلامية هي أكثر صلابة من زيف تلمودهم وما يدينون...

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply