الوشنطن بوست تكشف حقيقة فضيعة : الروس يخطفون نساء الشيشان من منازلهن


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إسلام أون لاين. نت/ ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الثلاثاء 19-10-2004 أن المرأة الشيشانية تدخل مرحلة جديدة من المعاناة بعدما صعدت القوات الروسية من عمليات اختطاف النساء الشيشانيات من منازلهن في الآونة الأخيرة، استنادا إلى شهادات سكان ونشطين حقوقيين.

وروت الصحيفة الأمريكية أنه قبل شروق شمس أحد أيام أكتوبر 2004 اقتحم رجال مسلحون يرتدون ملابس مموهة وأقنعة سوداء منزل "زالبا مينتاييفا" في مدينة أرجون، صائحين هل "يوجد رجل بالمنزل؟ " فأجابت زالبا: "كلهم ماتوا".

وعندما لم يجد المقتحمون بغيتهم أخذوها وضربوا ابنتها بمؤخرة بنادقهم، وهددوا بقتل أي شخص يحاول التدخل، ثم وضعوها في سيارة، وأسرعوا مبتعدين عن المكان، حسبما روت ابنتها للصحيفة.

وقال سكان وباحثون في حقوق الإنسان: "لسنوات طويلة تقتحم القوات الروسية منازل الشيشان في منتصف الليل لاعتقال الشبان الذين تزعم أنهم مقاتلون انفصاليونº وغالباً ما يتعرض هؤلاء الشبان للتعذيب أو القتل أو يختفون.

لكن عندما بدأت المقاومة الشيشانية في تجنيد النساء للقيام بعمليات استشهادية مثل تلك التي أسفرت عن تفجير طائرتين في أغسطس 2004، والاستيلاء على مدرسة في بيسلان الشمالية جنوب روسيا في سبتمبر 2004، صعدت القوات الروسية من عمليات اختطاف النساء الشيشانيات من منازلهن".

وقالت بيتيمات أرساييفا، أخت زالبا: "لقد تعودنا أن يأخذوا (القوات الروسية) رجالنا، لكنهم الآن يأخذون نساءنا".

وذكرت "واشنطن بوست" أن اختفاء النساء في الشيشان يقدم فهماً متعمقاً لكل من أسباب ونتائج عملية الاستيلاء على مدرسة بيسلان، التي أسفرت عن مقتل ما يزيد عن 330 شخصاً. وأوضحت أنه عندما ظهر "الأرامل السود" (كما يصف الروس المرأة التي تفجر نفسها)، في مشهد الأحداث منذ سنتين، وصفن كنساء ينتقمن لموت رجالهم. أما الآن فإن الروس - على ما يبدو - يأخذون بثأرهم لتلك الهجمات التي نفذتها المنتقمات.

"إنها فقط بداية مرحلة جديدة"، هكذا قالت ليدا يوسوبوفا، التي تدير مكتب "النصب التذكاري" - وهي منظمة لحقوق الإنسان - بالعاصمة الشيشانية جروزنى. وتابعت: "نزعتهم لاعتقال الرجال تحولت إلى النساء". وأضافت: "في الجولة الأولى من الحرب خلال التسعينيات لم يتفوه الجنود (الروس) بأي كلمة جارحة أمام امرأة. أما الآن فلم يعد هناك قداسة لأي شيء".

وقالت ليدا: "لا يوجد رقم محدد بشأن عدد النساء اللاتي تم اختطافهن في الشيشان مؤخراً، لكن العدد يتجاوز العشرات على الأقل خلال الأشهر القليلة الماضية".

وتابعت: "بعض النساء عدن مؤخراً إلى منازلهن، أما الباقيات فما زلن مفقودات"، مشيرة إلى أنه تم دفن جثامين 3 منهن في جروزني.

وكشفت ليدا عن أنه "لأول مرة منذ بداية هذه الحرب الدائرة هنا التي خلفت الكثير من الضحايا، تصبح المرأة في مركز الأحداث". وتابعت: "كل امرأة تشعر بألم ما. لديها جرح ما ربما يندمل، لكن أخريات تنزف جروحهن بشكل متواصل".

وأضافت: "نحن دائماً نطرح السؤال التالي: من الذي ساعد على ولادة الإرهاب؟ ". وتجيب أن "النظام (الحكومة الروسية) هو من ساعد على ولادة الإرهاب. لا أحد غيره".

ويقدر عدد الذين قتلوا في الشيشان خلال الحربين اللتين وقعتا في التسعينيات بنحو 200 ألفº فقد قذفت القوات الروسية العاصمة جروزني بأطنان من المتفجرات تفوق ما تعرضت له أي مدينة أوربية منذ الحرب العالمية الثانية.

 

وما زالت القوات الروسية تمارس ما تطلق عليه "عمليات التطهير"، مستهدفة السكان بدون وجود أي صلات مؤكدة بينهم وبين المقاومة.

وعندما أدركت المقاومة الشيشانية صعوبة الاستمرار في مواجهة مباشرة مع الجيش الروسي، لجأت إلى أساليب قتالية أخرى للدفاع عن أرضها، وجذب انتباه العالم لقضيتها، ومنها الاستيلاء على مسرح موسكو يوم 23-10-2002، وتفجير القطارات والطائرات والحافلاتº ما أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص خلال العامين الماضيين.

وعندما اقتحم مسلحون مدرسة بيسلان الشمالية لجأت القوات الروسية إلى نفس الأسلوب، حيث اعتقلت أقارب اثنين من قادة المقاومة، إلى أن انتهت عملية الاستيلاء على المدرسة بمعركة دموية يوم 3-9-2004.

وقالت أولجا شربينينا نائبة مديرة المدرسة: "كان ضمن مقتحمي المدرسة امرأتان ترتديان ملابس سوداء، وتخفيان وجهيهما بوشاح، كما كانتا تضعان أحزمة ناسفة حول خصريهما".

وتابعت: "توسل الآباء والمدرسون في صالة الألعاب الرياضية وكذلك مديرة المدرسة ليديا تاسليفا إلى المقتحمين أن يطلقوا سراح التلاميذ"، مشيرة إلى أنه تم إطلاق سراح الأطفال بينما بقي الكبار.

وأردفت أولجا: "عندما دعوت إحدى المرأتين إلى أن ترحم الكبار، أجابتني: ومن رحم أطفالي؟ منزلي تم تفجيره، وقتل 5 من أطفالي؟ ". وفي أرجون وهي مدينة صغيرة في شرق العاصمة جروزني، يؤكد أقرباء وجيران اختفاء امرأتين في الأسابيع القليلة الماضية، تنتميان إلى أسر لها صلات بالمقاومين.

ويقول حامد محمد وفا -65 سنة- حضر رجال مسلحون إلى منزل ابنتي ساديوليفا -37 سنة وأم لأربعة أطفال- بينما كانت الأسرة نائمة قبل فجر يوم 12-9-2004.

وتابع: "سمعت بعض الضوضاء عندما كانوا يتسلقون السور..كانوا يرتدون أقنعة وملابس عسكرية.اثنان منهم وجها فوهة بندقيتهما إليّ.وكانت زوجتي تقول لهما لماذا أنتم خائفون منه؟ ماذا بوسعه أن يفعل لكم؟ لكنهم لم يجيبوا".

وقالت تمارة - 55 سنة- زوجة محمد وفا: "اعتقدنا أنهم جاءوا من أجل ابننا. لكنهم بدلاً من ذلك وجدوا زوجته سعدة الله". وأشارت مادينا محمدوفا إلى أنهم أشاروا إلى زوجة أخيها سعدة قائلين: "ها هي ثم انتزعوها من بينهم، وابتعدوا بها".

وأخذ محمدوفا يجري خلف الشخص الذي بدا أنه القائد. بينما وجه هذا الشخص سلاحه نحوه مهدداً بقتله إذا لم يتوقف وأخذ الأطفال يصرخون: "لقد أخذوا أمنا بعيداً.. لا تأخذوها".

وقال أقرباء لسعدة: "إن الرجال المسلحين لم يعطوا أي تفسيرات لعملية الاعتقال. الشيء الوحيد الذي قالوه (أين المال؟)".

من جانبهما، قال والدا سعدة: "ساورنا الشك في أن الرجال المسلحين سمعوا إشاعات عن أن المقاومة الشيشانية أعطتها (سعدة) آلاف الدولارات لأن غارة جوية دمرت منزلها العام الماضي". لكنهما أكدا أنها لم تتلق أي تعويضات.

وأضاف الوالدان: "لو اعتقدوا أنها ستقوم بعملية استشهادية فإنهم خاطئون. فحتى تصبح استشهادياً لا بد أن يكون أحد أفراد أسرتك قد قتل على يد الجيش الروسي كي تنتقم له".

وقد تم اعتقال محمدوفا ورجال آخرون في الأسرة في الماضي، لكن أطلق سراحهم جميعاً في غضون ساعات أو أيام، بينما مضى على غياب سعدة أكثر من 5 أسابيع ولم تقر أي سلطة حكومية بوجودها في المعتقل.

وقال محمدوفا: "لم أر أي امرأة اعتقلت من قبل. مع كل هذا الوقت لم تُمس امرأة. أما الآن فقد بدءوا (الجنود الروس) في اعتقالهن أيضاً".

من جانبه نفى الجنرال جين إليا شابالكين المتحدث باسم الجيش الروسي وجود أي اعتقالات للنساء في الشيشان، متهماً الأقارب الذين يتحدثون عن مثل هذه الحوادث باختلاقها لمساندة القائد الشيشاني أصلان مسخادوف.

 

وقال الجنرال في اتصال هاتفي مع "واشنطن بوست":"لا أصدق الإشاعات التي ينقلونها (الشيشانيون) للمراسلين الأجانب". وتابع: "أنتم ضحية لدعاية مسخادوف. هذا هراء. هراء كامل".

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply