كفر تنفس عنه الغرب لاكانا *** تكاد تنهدٌّ منه الأرض أركانا
وقُبح وجه أزاحوا عن صفافته *** زيف الستار فبان اليوم عريانا
شلت يداه بما خطت وما رسمت *** في حق أكرم خلق الله إنسانا
وقُبِّحَت أمة فاهت صحافتها *** بالنيل من شخصه المعصوم عدوانا
بني العقيدة لا كانت مواقفكم *** حتى تُفَجَّر نحو الغرب بركان
ولا استقر لنا عيش ولا اكتحلت *** بالنوم عين إذا ما جانب لانا
أيُزدَرَى برسول الله بينكمُ *** جهراً ويمتهن القرآن إعلانا
ويشتم الله في وضح النهار *** فلا تثور ثائرة منّا لمولانا
ورغم ذلك نستبقي مودتهم *** ونجتبي سلع الكفار أطنانا
هيا انهضوا أمة التوحيد وانتصروا *** لله واتحدوا في الدين إخوانا
وأسمعوا " دنمركًا" في وقاحتها *** ما يردع الكافر الموتور أزمانا
حتى تُدين كلاب الغرب فعلتها *** ويذعن الصاغر المأفون إذعانا
ألا نغار على عرض الرسول فهل *** نرجو الشفاعة يوم الحشر مجانا
ومن أبى وادعى منا محبته *** فإنه مُدّعٍ, زوراً وبهتانا
ماذا نؤمل من قومٍ, عداوتهم *** معلومة قد بدت سرًّا وإعلانا
وما اتخاذهم الإسلام مسخرة *** إلا على ما حكاه الله برهانا
إن العلاقة لا تُبنى مجردة *** من الثوابت في شيء وإن هانا
فلا تسامح إن مُسّت عقيدتنا *** أو اقتضى الأمر إيماناً وكفرانا
عذراً رسول الهدى المختار إن وهنت *** منا العزائم شبّانا وشيبانا
فلم يعد يرهب الأعداء صولتنا *** وما أقاموا لنا وزناً ولا شانا
ولوا أطعناك ما هنَّا وما اجترءوا *** على مقامك أو كان الذي كانا
لكن عصيناك في جل الأمور فلم *** نفلح بشيء ولا حُلّت قضايانا
عذراً، فداك رسول الله أنفسنا *** وما ملكناه أرواحاً وأبدانا
عذراً، فداك خليلَ الله كل أبٍ, *** وكل أم بما أسديت عرفانا
فدىً لك الأهل والأبناء قاطبة *** وسائر الناس عجماناً وعربانا
فداك كل كفور في الدّنا عميت *** عيناه عنك وقد أُرسلت تبيانا
فداك كل يهود والدنا معها *** وأمة ألّهت في الأرض صلبانا
فدى تراب نعال كنت تلبسها *** عند الأذى أمة الدنمرك قربانا
حاشاك حاشاك يا خير الورى رتباً *** مما رموك به ظلماً وعدوانا
وأنت أكرم من يمشي على قدم *** وأرجح الرسل عند الله ميزانا
وأطهر الخلق من عيب ومن دنس *** وإنّ شانئك المبتور لا كانا.