تحت ستار حرية الرأي


 

بسم الله الرحمن الرحيم

الصحافة الدانماركية تتطاول على سيد المرسلين

* وزراء الخارجية العرب ينتقدون موقف المنظمات الأوروبية المعنية بحقوق الإنسان

* المنظمات الإسلامية في أوروبا تعتزم ملاحقة المجلات في المحاكم الابتدائية والعليا

* رئيس الوزراء الدانماركي يعتبر نشر الرسومات يدخل في نطاق حرية الرأي؟!

 

لم تقف أزمة الرسومات الكاريكاتورية التي نشرتها إحدى الصحف المتطرفة الدانمركية عند حدود الدولة الأوروبية فقط، بل تعدتها إلى دول وبلدان مسلمة حول العالم، بسبب ما أثارته هذه الرسومات من تجاوز لخطوط حمراء بالنسبة للمسلمين في كل مكان.

وإن كانت الحكومة الدانمركية لم تتخذ حتى الآن موقفاً رسمياً وواضحاً من التشويهات التي حاولت الصحيفة المحلية إحداثها فيما يتعلق بشخص الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، فإن العديد من الحكومات والقيادات الإسلامية والسياسية في العالم العربي والإسلامي، قررت اتخاذ مواقف حازمة، أمام ما يمكن أن تمثّله هذه السابقة الخطيرة، وما قد تؤسس له في العقلية الغربية.

ففيما يفرض الدين الإسلامي على المسلمين، مبدأ احترام الأنبياء والرسل السماويين، واحترام نبي الله موسى (عليه السلام) نبي قوم بني إسرائيل، والمسيح عيسى (عليه السلام) وأمه مريم (عليها السلام)، تتبارى بعض وسائل الإعلام المتطرفة في تضمين كتاباتها ورسوماتها ومواضيعها، ما يسيء إلى الدين الإسلامي، كدين سماوي، وإلى شخصية الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وسلم) كنبي مرسل من الله تبارك وتعالى.

وفي الدين الإسلامي هناك عقوبات وحدود تمنع أي مسلم من الإساءة إلى أي من أنبياء الله ورسله، بمن فيهم أنبياء اليهود والنصارى، وفي المقابل، نجد بعض الدول الغربية وقد رعت الإساءة إلى الدين الإسلامي، وحرّضت على المساس بمقداستهم وشرائعهم.

ورغم أن الإساءة الأخيرة للمسلمين لم تكن الأولى، إلا أن الإساءة لمقام الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) تجاوزت كل الخطوط الحمراء.

 

 بدايات الأزمة

بداية الأزمة الحالية أشعلتها صحيفة (يولاندز بوسطن) الدانمركية المحلية، بنشرها مسابقة لاختيار أفضل رسم كاريكاتوري للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ادعت أنها تقع ضمن ما يسمى (بالحرية الفكرية).

وبعد وصول أكثر من 30 رسماً، أعلنت الصحيفة أنها رشّحت 12 رسماً منها للفوز، وقامت بنشر هذه الرسومات على صفحات جرائدها، في أواخر سبتمبر الماضي.

وشكّل نشر صور كاريكاتورية للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) صدمة كبيرة في نفوس المسلمين في الدانمرك، ما برحت أن انتقلت إلى جميع المسلمين في العالم.ما مهّد حملة كبيرة من قبل المسلمين، لرد الاعتبار، وإيقاف تلك الصحفية عند حدودها، وإجبارها على الاعتذار (كأقل ما يمكن أن تقدمه على هذه الإساءة غير المسبوقة).

وفي أول رد فعل شعبي، خرجت مظاهرات منددة ضد الصحيفة المتطرفة، في الدانمرك، شارك فيها نحو 10 آلاف مسلم. بغية إيصال رسالة واضحة، إلى أن لا أحد من المسلمين يرضى بالتطاول على شخصية الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

 

ردود الأفعال الرسمية  

رسمياً، تمثّلت بدايات ردود الأفعال، بالتئام 11 بعثة لدول عربية وإسلامية في العاصمة الدانمركية (كوبنهاغن) سعت إلى لقاء رئيس الحكومة الدانمركي، بعد أن نظّمت لقاء داخلياً تدارسوا فيها ما قامت به الصحيفة الدانمركية، وطريقة الرد التي يجب أن تتبناها الدول الإسلامية لمواجهة ذلك.

إلا أن طلب البعثة الدبلوماسية قوبل بالرفض من قبل رئيس الوزراء الدانمركي أندرس فوغ راسموسن.

وجاء رده ليزيد من الاحتقان لدى المسلمين، حيث وصف ما فعلته الصحيفة المحلية بأنه (حرية رأي)، قائلاً في رده على طلب الدول العربية والإسلامية لقاءه: (إن الدانمارك دولة ديمقراطية وتحترم مبدأ حرية الرأي، وإن الرسومات تدخل في نطاق حرية الرأي)!!

وجاء في رسالته التي نشرتها الصحف (إن للصحافة مطلق الحرية في إبداء رأيها إزاء مختلف القضايا وأن ما حدث لا يخرج عن نطاق حرية الرأي)، ومضى يقول: (على المتضرر أن يلجأ للقضاء).

سفيرة مصر بكوبنهاغن أعربت عن استيائها البالغ من موقف الحكومة الدانماركية الذي وصفته بالسلبي.

وذكرت منى عمر أن البعثات الدبلوماسية العربية والإسلامية كانت اتفقت فيما بينها على تقديم طلب رسمي للقاء رئيس الوزراء، لشرح انعكاسات السخرية من النبي -صلى الله عليه وسلم- ووقعها السيئ على المسلمين.

وأشارت إلى أنه من الضروري أن تستوعب تلك الحكومة أن التوجه المعادي للإسلام والمسلمين الذي يتبناه عدد من السياسيين والإعلاميين، من شأنه أن يقوِّض جهود الحكومة التي تهدف إلى فتح قنوات حوار وتعاون مع الشرق الأوسط.

ولعل رئيس الوزراء الدانمركي قد فوّت على نفسه وعلى بلده فرصة تقليص المشكلة، التي أشعلتها صحيفة (يولاندز بوسطن)، وزاد هو من تأجيجها برفضه لقاء القيادات الدبلوماسية الإسلامية، ما أدى إلى ازدياد نقمة المسلمين على رد الفعل الرسمي.

وخلال الأيام التالية، عقدت منظمة المؤتمر الإسلامي قمة لها في السابع والثامن من شهر ديسمبر الماضي، في مكة المكرمة، تناولت قضية الرسوم الكاريكاتورية.

وقال القائم بالأعمال المصري في كوبنهاغن مهاب نصر مصطفى مهدي، نيابة عن السفير المصري: (أبلغتنا وزارة خارجيتنا أن قضية الرسوم الكاريكاتورية أدرجت على جدول أعمال قمة منظمة المؤتمر الإسلامي الاستثنائية).

واستنكرت المنظمة ما ذهبت إليه الصحيفة الدانمركية من رسومات مسيئة لشخص الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم -، مقررة اتخاذ إجراءات عملية ضد هذه الإساءة المقصودة.

حيث قالت الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي في بيان صحافي عقب اجتماعاتها: (إنها قررت مقاطعة تظاهرة ثقافية دنماركية حول الشرق الأوسط)  وطلبت من أعضاء المنظمة مقاطعتها.

وأضاف البيان أن الأمانة العامة للمنظمة بعثت مذكرة إلى المركز الدانمركي تشير فيها إلى أن (نشر تلك الصور أساء إلى مئات الملايين من المسلمين عبر العالم كما أن تعامل السلطات الدانمركية مع هذا الحدث زاد في مشاعر السخط والغضب في العالم الإسلامي).

وتابع إن (تعمد نشر تلك الصور عمل قصد به المس بمشاعر المسلمين واستثارتها ولا يمكن اعتباره عملاً بريئاً  يدخل في نطاق حرية التعبير التي يؤمن بها الجميع).

وأكد البيان أن المنظمة (طلبت من جميع دولها الأعضاء ومؤسساتها الثقافية مقاطعة أنشطة المشروع الثقافي الدانمركي المذكور تعبيراً عن احتجاجها على هذا التصرف غير اللائق).

كما عبّر وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم الذي أعقب تأجيج الأزمة بين المسلمين والدانمرك، عن (دهشتهم واستنكارهم لرد فعل الحكومة الدانمركية الذي لم يكن على المستوى المطلوب رغم ما يربطها من علاقات اقتصادية وسياسية وثقافية مع العالم الإسلامي).

وشدد الوزراء على أن الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها صحيفة (جيلاندز بوستن) اليومية مسيئة للدين الإسلامي.وفق ما جاء في تصريح لوزراء الخارجية.

وانتقد الوزراء أيضاً موقف المنظمات الأوروبية المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، مشيرين إلى أنها لم تتخذ موقفا واضحاً في هذه القضية التي أثارت غضب ملايين المسلمين.

وأدان بيان منفصل آخر، صدر عقب الاجتماع بشدة هذه الإساءة، مؤكداً أنها (تتنافى مع احترام وقدسية الأديان والرسل ومع قيم الإسلام السامية)·  

كما قرر الوزراء تكليف الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو بمتابعة القضية.

 

تحركات شعبية ورسمية 

أمام جمود الموقف الرسمي الدانمركي، وتجاهل الصحيفة الدانمركية الأزمة التي أشعلتها بين بلدها والمسلمين في كل مكان، قررت العديد من الفعاليات الأهلية والرسمية الإسلامية، اتخاذ مواقف أكثر صرامة من التنديد والتهديد، وذلك برفع شكاوى قضائية ضد الصحيفة المتطرفة.

 وقد بدأت أولى التحركات القضائية، بدعوة قدمتها 11 مؤسسة إسلامية في أكتوبر 2005م، إلى محكمة محلية بمدينة (فيبورج)، كونها الأقرب لمكان المنظمات الإسلامية.إلا أن هذه الخطوة لم تلق قبولاً من قبل المدعي العام المحلي.الذي اعتبر أن هذه الإساءة ليست من اختصاص المحكمة، وأن الدستور لا يجرّم مثل هذه التصرفات!! 

وقال بيتير يورنسون (المدعي العام بفيبورج): (إن كلا من نص وروح المادة التي تجرم عدم احترام المقدسات بالقانون الدانمركي لا يصلحان للاستخدام ضد الصحيفة).

ورغم أن هذه القضية كانت ستكون حديث الحكومة والمحاكم لو أنها وجّهت إلى اليهود، إلا أن الأقلية المسلمة في الدانمرك قررت مواصلة تحركها، حيث قرر ممثلو الأقلية هناكº رفع دعوى قضائية أمام أعلى جهات الادعاء بالبلاد ضد صحيفة (ييلاندز بوستن) لنشرها الرسوم الكاريكاتورية.

وكشف قادة الأقلية المسلمة عن اعتزامهم تصعيد القضية على المستوى القاري أمام لجنة حقوق الإنسان بالاتحاد الأوروبي، إذا لم تؤت دعاواهم داخل الدانمرك ثمارها.

كما أكدت أسماء عبد الحميد (ممثلة المنظمات الإسلامية بالدانمرك) اعتزام المؤسسات الإسلامية رفع الأمر إلى النائب العام لعموم المملكة، موضحة أنه (ربما يكون له رأي آخر في القضية).

ويتيح القانون الدانمركي الشكوى للنائب العام بالمملكة، كفرصة أخيرة لقبول القضية.

 

تحركات عربية

ولم تقف التحركات القضائية عند هذا الحد، حيث أعلنت جهات دينية واقتصادية في المملكة العربية السعودية، بتاريخ 21 يناير 2006م، عزمها مقاضاة الصحيفة الدنمركية في المحاكم الدولية.

حيث أعلن رجل الأعمال حسن آل مهدي (المالك والرئيس التنفيذي لمجموعة آل مهدي القابضة)، والمهندس سليمان البطحي (المتحدث الرسمي باسم اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء) عن تشكيل لجنة مشتركة باسم (اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء) تشمل كافة الدول الأوروبية، لتنسيق الجهود المشتركة، بهدف البدء باتخاذ إجراءات تنفيذية لمقاضاة الصحيفة الدنمركية التي نشرت رسوماً كاريكاتورية للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم).

ومن المقرر أن يعقد الجانبان لقاءات قادمة، للبدء بالخطوات التنفيذية لمقاضاة الصحيفة الدانماركية.

وقال رجل الأعمال السعودي حسن آل مهدي: (إنه سيقدم دعمه المادي غير المحدود، مساندة للقضية التي باشر برفعها المهندس سليمان البطحي ضد الصحيفة الدانماركية التي أساءت للنبي).

وأضاف: (سيتم التنسيق بينه وبين البطحي لمتابعة الإجراءات والاستمرار في الدعوى القضائية).

 كما أعلن الأزهر الشريف يوم السبت 10 ديسمبر الماضي، أنه سيتوجه إلى الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان لتصعيد قضية نشر صحيفة دانماركية رسوماً كاريكاتيرية تسيء للرسول -صلى الله عليه وسلم-، معتبراً ذلك (ازدراء واضحاً للمسلمين).

وقال مجمع البحوث الإسلامية في بيان له: (إن الأزهر يعتزم التوجه برفضه لما حدث من إساءة للرسول إلى اللجان المختصة بالأمم المتحدة وإلى منظمات حقوق الإنسان في كل مكانº دفاعاً عن حقوق الأفراد والشعوب، وحماية للتعددية الثقافية وما تتطلبه من احترام ثقافة الآخرين، والامتناع عن الترويج لثقافة الكراهية والازدراء بأولئك الآخرين).

 

 تعاقب ردود الأفعال

رغم التحركات الأخيرة التي قد تؤدي إلى إدانة وتجريم الصحيفة الدانماركية، إلا أن العديد من الفعاليات الدينية في العالم الإسلامي والعربي، حملت على عاتقها لواء الدفاع عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم).

حيث أوضح الشيخ رائد خليل (رئيس لجنة الدفاع عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الدانمارك)  أنه تم تنظيم تجمع يضم 40 مؤسسة ومسجدا لصد الحملات المستمرة ضد الإسلام والمسلمين، وخاصة ما نشرته الصحيفة الدانماركية المتطرفة.

كما كشف الدكتور محمد بشاري (رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا) عن توجه الاتحاد لطلب (فرض مقاطعة اقتصادية بل وجوية على الدول التي تصدر عنها تطاولات بحجم التهجم على سيد البشر).

وطالب بشاري بتحري النهج الأوروبي والأمريكي في التعامل مع القضايا الكبرى وفق إستراتيجية أساسية تصل إلى حد حظر دخول المنتجات.

وبيّن بشاري أنه في ضوء الفراغ القضائي الدانماركي وفي ظل (مزاعم حرية الفكر والصحافة) انتشرت حملات التطاول على المسلمين حتى وصلت إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) و (إزكاء الفتن بين الجاليات المسلمة والدول الأوروبية)، الأمر الذي يستلزم، بحسب بشاري، (تحركاً فاعلاً يتجاوز أشكال المناشدة والمطالبة، بل والإدانة).

 

جمعية السنّة تستنكر الواقعة 

ومن جهتها، أصدرت الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها بتاريخ 21 ذو القعدة 1426هـ، بياناً قالت فيه: (إن الجمعية العلمية السعودية تستنكر غاية الاستنكار وتأسف أشد الأسف لما صدر في بعض الصحف الدانماركية والنرويجية من الاستخفاف بنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- ووضعه موضع السخرية والاستهزاء).

ودعت الجمعية العقلاء والمنصفين في أقطار العالم إلى وقف هذه الممارسات الخطيرة، واتخاذ التدابير الواقية حتى لا يكون أنبياء الله ورسله عليهم الصلاة والسلام محلاً لمثل هذه التجاوزات الخطيرة.

وأضاف البيان: (نذكر العالم أجمع بأن هذا النبي بعثه ربه سبحانه وتعالى رحمة للعالمين أجمعين وشاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، فبلغ ونصح وأدى، فبسط الله به العدل والأمن والإحسان، وأقام به الحق وأخرج به العباد من الظلمات إلى النور، وختم برسالته رسالات إخوانه الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام ومنهم أولو العزم من الرسل (نوح وإبراهيم وموسى وعيسى).

ومضى البيان إلى القول: إن الجمعية لتستنكر ذلك، أداء لواجب النصيحة لله ولرسوله وللمؤمنين، وقياما ببعض حقه -صلى الله عليه وسلم- على أمته وتعبيراً عن مشاعر الإساءة لدى كل مؤمن ومؤمنة تجاه هذه الجريمة المنكرة في حق نبيهم -صلى الله عليه وسلم-، الذي يحبونه أشد من محبتهم لأولادهم ووالديهم والناس أجمعين، بل أشد من محبتهم لأنفسهم·.إذ إن المسلمين في أقطار الأرض آذتهم هذه التصرفات والرسومات البشعة التي خالفت بها هذه الصحف المواثيق والعهود الدولية التي ضمنت احترام دين الإسلام وكتابه ونبيه -صلى الله عليه وسلم-.

كما دعت الجمعية المسلمين، وفي مقدمتهم ولاة الأمر والعلماء والمثقفون والإعلاميون والساسة، إلى الوقوف ضد هذه الإهانة لنبي الأمة -صلى الله عليه وسلم- بما تبرأ به الذمة أمام الله –تعالى-، كل بحسب استطاعته وفق الأصول الشرعية مع التزام العدل والحكمة.

ودعت الجمعية كذلك الحكومتين الدانماركية والنرويجية إلى اتخاذ الإجراءات التي تكفل المحافظة على ما تضمنته العهود والمواثيق الدولية من احترام دين الإسلام، وكتابه ونبيه -صلى الله عليه وسلم-، وإلى معاقبة من تسبب في هذه الإساءة لشناعتها، وخطورة تداعياتها والاعتذار الصريح في وسائل الإعلام عما صدر في حق النبي -صلى الله عليه وسلم-.

 

إلى أين يمكن أن تذهب المشكلة بالمسلمين؟ 

 أعلنت عدة مصادر رسمية وأهلية من أن تساهم هذه الأزمة الأخيرة، في إحداث انقسامات داخل المجتمعات الأوروبية، وتزيد من إحساس المسلمين هناك وفي بقية الدول، بالظلم والتحيّز الغربي ضدهم.

وتساءلت عدة وسائل إعلام عربية وإسلامية (ماذا كان سيحدث لو أن صحيفة أوروبية نشرت صوراً مسيئة بهذا القدر لليهودية)، مؤكدة أن الحكومات الغربية كانت ستتدخّل بقوة، بحجة ما يطلق عليه اسم (معاداة السامية).

واعتبر المحللون أن المساس بالنبي -صلى الله عليه وسلم- الذي ينزله المسلمون منزلاً عظيماً في نفوسهم، لا يمكن تفسيره على أنه حرية رأي، (كيف يمكن فهم أن تقوم الحكومة الدانماركية الساعية لبناء حوار حضارات بينها وبين الدول الإسلامية بتحقير المسلمين بالنيل من رسولهم؟).

وحذر المراقبون من أن المساس بالرسول الكريم له انعكاسات سيئة من ناحيتين: الأولى على الصعيد الداخلي في تحقيق الاندماج الحقيقي للمسلمين بالمجتمع الدانماركي، حيث تسعى الحكومة إلى إيجاد أجواء تهيئ لدمج المسلمين للتخلص من العنف والتقليل من نسبة الجرائم، ومن ناحية أخرى فهو يحمل إهانة لكل المسلمين.

ويأمل المسلمون في الدانمارك أن تصادق الحكومة على قانون يمنع الإساءة إلى الأديان السماوية والمقدسات الدينية، أسوة بالقوانين التي تمنع الإساءة إلى السامية والملكة والدستور الدانماركيين.

وأوضح الدكتور محمد فؤاد البرازي (رئيس الرابطة الإسلامية بالدانمارك) أن الجالية الإسلامية سعت عبر وسائل سلمية للتعبير عن رفضها المساس بالمقدسات الإسلامية، وذلك بتنظيم مظاهرة شارك فيها نحو عشرة آلاف متظاهر يوم الجمعة الماضي.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply