هكذا كانوا يعزرونه ويوقرونه ونحن على نهجهم نسير


 

بسم الله الرحمن الرحيم

نعم هم لم يتربوا في مدرسة سلفنا الصالح - رحمهم الله - اللذين كانوا يوقرون نبينا محمد - عليه الصلاة والسلام - ويجلونه ويوقرونه أعظم تقدير.

ومن صور التعظيم أن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - سُئل: كيف كان حبكم لرسول الله - عليه الصلاة والسلام -؟ فقال: (كان أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا ومن الماء البارد على الظمأ) شرح الشفا 2/40

وسُئل زيد بن الدثنة - رضي الله عنه - حينما أخرجه أهل مكة من الحرم ليقتلوه: أتحب أن محمداً الآن عندنا مكانك نضرب عنقه وإنك في أهلك؟ فقال: والله ما أحب أن محمداً الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وإني جالس في أهلي. البداية والنهاية 4/65

وقال عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: وما كان أحد أحب إليَ من رسول الله - عليه الصلاة والسلام - ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه. مسلم 121

وقد وُصف الصحابة حال جلوسهم واستماعهم للنبي - عليه الصلاة والسلام - بوصف عجيب جاء في أحاديث عدة منها قول أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: وسكت الناس كأن على رؤوسهم الطير. البخاري 2841، لذا حرص عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على تعليم الناس تعظيم النبي - عليه الصلاة والسلام - ميتاً كتعظيمه حياً وذلك من تمام وفائه للنبي - عليه الصلاة والسلام - إذ روى البخاري - رحمه الله - عن السائب قال: كنت نائماً في المسجد فحصبني رجل فنظرت فإذا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقال: اذهب فائتني بهاذين، فجئته بهما، قال: من أنتما؟ قالا: من أهل الطائف. قال: لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله - عليه الصلاة والسلام -!!. البخاري 470

وكان سعيد بن المسيب وهو مريض يقول: اقعدوني فإني أُعظم أن أُحدِث حديث رسول الله - عليه الصلاة والسلام - وأنا مضجع. جامع بيان العلم 2/1220

وكان محمد بن سيرين - رحمه الله - يتحدث فيضحك فإذا جاء الحديث خشع. الجامع للخطيب 2/53

وكان مالك - رحمه الله - أشد تعظيماً لحديث رسول الله - عليه الصلاة والسلام - فكان إذا جلس للفقه جلس كيف كان، وإذا أراد الجلوس للحديث اغتسل وتطيب ولبس ثياباً جدداً وتعمم وقعد على منصته بخشوع وخضوع ووقار ويبخر المجلس من أوله إلى فراغه تعظيماً للحديث. الشفا لعياض 2/601

هكذا كانوا ونحن على نهجهم نقتفي ونسير، لكنهم جهلوا فتجرؤوا ولم يعلموا أن تجرؤهم على نبينا محمد - عليه الصلاة والسلام - تجرؤ على ديننا الإسلامي كله قال ابن تيمية - رحمه الله -: إن قيام المدحة والثناء والتعظيم والتوقير له قيام الدين كله، وسقوط ذلك سقوط الدين كله. الصارم المسلول 211

إذ النصرة والدفاع والذب عن رسول الله - عليه الصلاة والسلام - واجب على كل مسلم والله - عز وجل - مؤيد وحافظ وناصر من نصر الدين والمرسلين، قال - تعالى -: (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا..) الحج 40، وقال النبي - عليه الصلاة والسلام -: (من يردهم عنا وله الجنة..) مسلم 1789، وقال النبي - عليه الصلاة والسلام -: (حفظك الله بما حفظت نبيه) مسلم 681، وقال لحسان بن ثابت رضي اله عنه: (اهجهم وجبريل معك) مسلم 2486.

إذاً فلا بد من النُصرة وعدم تجاوز هذه الأزمة دون إنكار أو تغيير حتى لا يتمادى الكفرة في غيهم وفسادهم وليكونوا عبرة لغيرهم فلا يتطاول بعد ذلك سفيه ولا ناعق ولا أياً مَن كان على ديننا وليكن كل مِنا على ثغرة فيسد هذه الثغرة بكل ما يمكنه.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply