1- إلا تنصروه فقد نصره الله..
كأن الآية تتنزل للتو واللحظة، تهتف بالمسلمين والمؤمنين الغيورين تسألهم: هل تتخلون عن نبي الله ورسول الله؟ هل تتخلون وتتقاعسون عن نصرة من جعلكم أمة بل جعلكم خير أمة؟ أتتركون الأعداء يتطاولون على ذي المقام العظيم والشأن العالي عند الله؟ أتنتهك أقدس مقدساتكم وأنتم تنظرون؟
أيستخف بكم هؤلاء ولا تحركون ساكناً ؟ وما تتوقعون الخطوة التالية إن سكتم؟ أيستنتج الأعداء أن حرماتكم سائبة ؟ وما يفعل بنا الله - تعالى - إن صمتنا وشلت قدراتنا ونحن أمة عددها ربع من على سطح الأرض؟ أفلا يتخلى عنا إن تخلينا عن رسوله؟ ألا يخذلنا إن خذلناه؟ ألا يخف وزننا في الدنيا والآخرة إن استهنا بالموقف وهو جد خطير؟ سبحانك. أنت قادر على نصرة نبيك وإهلاك كل متطاول على رسولك ودينك، ولكنك تبتلي الناس بعضهم ببعض وتمتحن إيمان المؤمنين، أفيه جذوة أم فقد حرارته وبرد وهمد وتحول إلى رماد؟
يا أيها الناس. إن نجح المجرمون في التطاول على رسولنا ثم لم نسكتهم ليتطاولون على كل غال علينا ومقدس لدينا .. وسيغريهم هذا بأن ينتهكوا كل يوم لنا حرمة، وتوقعوا أن تمتد أيديهم بعد ذلك إلى أقصاكم، بل إلى ما هو أقصى من ذلك.
ولئن نجحتم أنتم وانتصرتم في هذه المعركة فلن يمتد لسان ولا يد ولا قلم بعد الآن إلى شيء من حرماتكم..
يا أيها الذين يديرون الدفة في العالم الإسلامي..
لا تكبتوا شعبكم، دعوه يعبر، دعوه ينطق وينطلق، دعوة يثبت أنكم تحكمون أمماً حية وشعوباً قوية، لا أنكم تقودون قطيعاً من النعاج. لصالحكم إن يعلم العالم أنكم تديرون شؤون أمة قوية، لا شعباً مستهلكاً مستنزفاً لا كرامة له. إنه «عندما تموت الكرامة في شعب فذلك أسهل الطرق إلى الانحدار» أو الانتحار.
ما يمنع سوريا وهي محصورة أن تطلق شعبها موجاً هادراً فتفك عن نفسها الحصار بزخم الشعب، وهذا التيار الهدار؟
ما يمنع إيران وهي كذلك أن تطلق ملايينها إلى الشوارع أنهاراً من بشر غضبة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟
ما يمنع مصر ذات السبعين مليوناً، والتي ينبغي أن يكون وزنها مئة ضعف مما هي عليه، ما يمنعها من غض الطرف - على الأقل - عن الناس لتعبر؟
أتتذرعون بالتخريب والفوضى والمندسين؟ فلماذا إذا كان الأمر للكرة أو للفن أو لتأييدكم باركتم نزول الجماهير إلى الشارع؟ ولقد كنت في مصر عندما عاد السادات من القدس، والأعلام كان يبشر بأن مليونين من الناس سينزلون غداً إلى شوارع القاهرة. أفيكون استقبال عائد من مهانة أولى من رد الإهانة إلى أمة الإسلام؟ ما لكم كيف تحكمون؟ وما لكم كيف «تحكمون»؟
2- يجب ألا تمر المؤامرة..
ونجحت حماس، وارتفعت معنويات الناس، ويشاء الله أن يتزامن نجاح حماس، بالإطاحة بأعلى رأس لدى الأنجاس..
لكن الأفاعي والخفافيش وعقول السوء وأقلام اللؤم كلها انطلقت من عقالها تفح وتنفث سمها لإفشال التجربة قبل أن يستفحل خطرها - بزعمهم - وقبل أن يكتمل أثرها وينضج ثمرها.
والداخل والخارج تناغم في ضرورة إحباط التجربة وإفشال هذا النجاح الذي جاء تعزيزاً للثوابت وتقوية للقضية ورفعاً لسقف المطالب. بعد أن انحدرت وانخفضت سقوف مطالبنا حتى تساوت بالأرضيات. يجب أن ترعى الأمة كلها نجاح حماس، فليس نجاح حماس نجاح حركة أو جماعة أو فئة أو أشخاص، إنه نجاح دين ومنهج وقضية ومقدسات، فينبغي ألا تحبط هذه التجربة، ولا تسحق هذه الزهرة. وكنا ننتظر أن تأتي دفعة المعنويات والدعم وشحنة القوة، أن تأتي من الأمة الطليقة إلى من هم في أسوار الاحتلال ووراء جدرانه وخلف قضبانه.
ويأبى الله إلا أن تأتي الشحنة بالعكس، وأن تهب ريح الإيمان من الأقصى إلى سائر الأرجاء، وأن تأتي الدفعة والروح من فلسطين. هذه هي إحدى بركات الأقصى والأرض المباركة.
مختصر القول.. يا أمة.. استنهضي مخزونك، وفجري طاقاتكم فهذا فجرك قد اقترب، فلا تسمحي لسحاب أن يغشي شمسك ولا لضباب أن يعتم نهارك. لا تسمحي لمتآمرين أو متواطئين أن يجهضوا حلمنا وحلم الأمة كلها بل حلم العالم.
إن الخفافيش ستعمل جاهدة حتى لا تنجح التجربة. لان نجاحها كشف لسوءة الواقع الموجود. وإظهار أن التخلف ليس ضربة لازب ولا هو قدر لا يدافع، ولكنه ممكن الدفع، سهل المخرج.
يا أمتنا. هذه أغلى زهراتك فلا تدعي أقدام الطغام تدوسها. هذه أعلى نخلاتك، فلا تتركي اللذام يقطعوا نخلك..
يا شعبنا المسلم في كل المعمورة ويا أمة الإيمان..هذا يومك، هذا فجرك الصادق، فإياك أن تفرطي أو تتهاوني.يا أمة تعاوني على بلوغ الكتاب أجله.. فالوعد الحق يقترب.. وسلام على من على أيديهم يكون تحقيق الوعد.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد