أخاف عند النوم وأقوم مفزوعة


بسم الله الرحمن الرحيم
\" أخاف عند النوم وأقوم مفزوعة \"
 
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
شيخي الكريم  :

كنت إلى وقت قريب أنام نوما هادئا ولكن سمعت كثير من القصص التي تتحدث عن وفاة أشخاص وهم بكامل صحتهم وهم نائمون . ومن ذلك الوقت وأنا أخاف من النوم وأخاف على زوجي ودائما . استيقظ من نومي وأنا مفزوعة من هذا الموضوع ، خاصة وأنه كل يوم تتزايد هذه القصص . فماذا افعل ؟ وجزاكم الله خيرا  .
 
 

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
 
 

أولاً : إذا كان ذلك بسبب تلك القصص ، فلا تقرئي تلك القصص إذا كانت مما يُقرأ .

ثانيا : هل هذا الخَوف سوف يَدفع قَضَاء مُقدَّرا قبل خَلق السماوات والأرض ؟
تذكّري أن كل نفس لها أجل مُسمى ، وأنه لن تموت نَفس حتى تستكمل رزقها وأجلها .
وأنَّ هذه الأوهام مِن الشيطان لِيَحزُن المؤمنين ، كَما قال تعالى : ( إِنَّمَا النَّجوَى مِنَ الشَّيطَانِ لِيَحزُنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيسَ بِضَارِّهِم شَيئًا إِلاَّ بِإِذنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَليَتَوَكَّلِ المُؤمِنُونَ ) .

وعليك بالتوكّل على الله ، وأن تعلمي أن هذه المخاوف لن تَدفع نُزول القضاء ، وأنه لا يُغني حَذَر مِن قَدَر .
 
ثالثا : حافظي على أذكار النوم قبل النوم ، كقراءة آية الكرسي ، والمُعوّذات كل واحدة ثلاث مرات ، وافعلي كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ، فقد كان إذا أوى إلى فراشه أوى طاهرا – أي : على طهارة تامةثم جَمَع كفّيه وقرأ المعوذات ونَفَث في كفيّه ثم مسح ما استطاع مِن جسده ، يفعل ذلك ثلاث مرات .
 
رابعا : تذكري أن هناك من يموت وهو واقِف ، وهناك من يموت وهو جالس ، وهناك من يموت وهو يتحدّث .. فهل سوف تمتنعين عن كل عمل لئلا تموتي ؟! فإن امتَنَعتِ عن كل عمل فهناك من مات وهو جالس ساكِن !
 
 
وقديما قيل :

مَن لَم يَمُت بالسَّيف مات بِغيرِه *** تعدَّدَت الأسباب والموت واحدُ !
 
 
 
وتذكري من كان يخوض المعارك الكثيرة ولم يَمُت إلاَّ على فراشه ، كخالد بن الوليد رضي الله عنه .
وهناك كِتاب بعنوان \" الاعتبار \" للأسير أسامة بن منقذ ، ذَكَر فيه صولات وجولات ، وزاد عمره على التسعين سنة ، وما ضرّه خوض الحروب ، ولا مُبارزة العدو ، بل ولا غدر العدو !

فقد عاش في القرن السادس حيث الحروب الصليبية .. وواجه الأعداء مُستَعِدًّا ، كما واجَههم فجأة حينما تُنصَب الكمائن مِن قِبَل الصليبيين ! ومع ذلك عُمِّر طويلا .. وعاش ما كُتِب له من سِنِيّ عُمره .

وعليك بالدعاء أن يرزقك الله الأمن والإيمان والطمأنينة .

والله تعالى أعلم .

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply