بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
السؤال:
أبحث عن تخريج هذه الأحاديث....
1) عن مجاهد عن ابن عباس قال: إن العبد ليجر إلى النار فتشهق إليه شهقة البغلة إلى الشعير ثم تزفر زفرة لا يبقى أحد إلا خاف هكذا رواه ابن أبي حاتم بإسناده مختصرا.
2 ) وقد رواه الإمام أبو جعفر بن جرير بإسناده إلى ابن عباس قال: إن الرجل ليجر إلى النار فتنزوي وتنقبض بعضها إلى بعض فيقول لها الرحمن ما لك؟ قالت إنه يستجير مني فيقول أرسلوا عبدي وإن الرجل ليجر إلى النار فيقول يارب ما كان هذا الظن بك فيقول فما كان ظنك؟ فيقول أن تسعني رحمتك فيقول أرسلوا عبدي وإن الرجل ليجر إلى النار فتشهق إليه النار شهقة البغلة إلى الشعير وتزفر زفرة لا يبقى أحد إلا خاف.
3 ) قال عبدالرزاق أخبر معمر عن منصور عن مجاهد عن عبيد بن عمير في قوله "سمعوا لها تغيظا وزفيرا" قال إن جهنم لتزفر زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا خر لوجهه ترتعد فرائصه حتى إن إبراهيم عليه السلام ليجثو على ركبتيه ويقول: رب لا أسألك اليوم إلا نفسي..
أرجو الإفادة عن كتب الأحاديث التي وردت هذه الأحاديث فيها...
الجواب :
أورد أبنُ جرير الطبري - رحمهُ اللهُ - أثرَ ابنِ عباس عند تفسيرِ قوله تعالى: "إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا" [الفرقان: 12] فقال:
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِيّ، قَالَ: ثنا عُبَيْد اللَّه بْن مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيل، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِد، عَنِ ابْن عَبَّاس، قَالَ: "إِنَّ الرَّجُل لَيُجَرّ إِلَى النَّار، فَتَنْزَوِي وَيَنْقَبِض بَعْضهَا إِلَى بَعْض، فَيَقُول لَهَا الرَّحْمَن مَا لَك؟ فَتَقُول: إِنَّهُ لَيَسْتَجِير مِنِّي! فَيَقُول: أَرْسِلُوا عَبْدِي! وَإِنَّ الرَّجُل لَيُجَرّ إِلَى النَّار، فَيَقُول: يَا رَبّ مَا كَانَ هَذَا الظَّنّ بِك! فَيَقُول: فَمَا كَانَ ظَنّك؟ فَيَقُول: أَنْ تَسَعَنِي رَحْمَتك! قَالَ: فَيَقُول أَرْسِلُوا عَبْدِي! وَإِنَّ الرَّجُل لَيُجَرّ إِلَى النَّار فَتَشْهَق إِلَيْهِ النَّار شُهُوق الْبَغْلَة إِلَى الشَّعِير وَتَزْفِر زَفْرَة لَا يَبْقَى أَحَد إِلَّا خَافَ".
والأثرُ لا يصحُ لأن في سندهِ أبا يحيى القتات الكوفي الكُناسي متكلمٌ فيه وخاصة روايةُ إسرائيل عنهُ كما في السندِ.
قال الإمامُ أحمدُ عنه: روى عنه إسرئيلُ أحاديث كثيرة مناكير جداً.
والأثرُ الأولُ الذي أرودتهُ أخي تهاني من طريقِ أبي يحيى القتات أيضاً.
وأثرُ ابنِ عباس أورد ابنُ كثيرِ في تفسيره وقال عنه: "وهذا إسنادٌ صحيحٌ" .ا.هـ.
ولكن كما ذكرنا أن أبا يحيى القتات ضعفه عددٌ من أهل العلمِ وبالأخص رواية إسرائيل عنه.
أما أثرُ عبيدِ بنِ عمير فإن عبيدَ بنَ عمير الصحيحُ أنه تابعي، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد