بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
وفيها بين محمد إقبال أنه لا قيمة للحياة بدون إيمان، مبينًا عظمة الله الخالق، وأهمية اللجوء والرجوع إلى الله فبذلك تزول الهموم والغموم، مبينًا أهمية التوحيد وما جاء به النبي الكريم وبين الروابط التي تربط بين المسلمين من صلاة وقبلة واحدة وإسلام كلها روابط تربط بين المسلمين فهم أخوة ربهم واحد كريم رحيم رحمن.
حيث يقول إقبال في درته الرائعة (حديث الروح):
حديث الروح للأرواح يسري *** وتدركه القلوب بلا عناءِ
هتفت به فطار بلا جناح *** وشق أنينه صدر الفضاء
ومعدنه ترابي ولكن *** جرت في لفظه لغة السماءِ
لقد فاضت دموع العشق مني *** حديثًا كان علوي النداءِ
فحلق في ربى الأفلاك حتى *** أهاج العالم الاعلى بكائي
تحاورت النجوم وقلن صوت *** بقرب العرش موصول الدعاء
وجاوبت المجرة علّ طيفًا *** سرى بين الكواكب فى خفاء
وقال البدر هذا قلب شاك *** يواصل شدوه عند المساء
ولم يعرف سوى رضوان صوتي *** وما أحراه عندي بالوفاء
ألم أك قبل في جنات عدن *** فأخرجني إلى حين القضاء
شكواي ام نجواي في هذا الدجى *** ونجوم ليلى حسّدي ام عوّدي
أمسيت في الماضي أعيش كأنما *** قطع الزمان طريق أمسي عن غدي
والطير صادحة على أفنانها *** تبكي الربي بأنينها المتجدد
قد طال تسهيدي وطال نشيدها *** مدامعي كالطّل في الغصن الندي
فإلى متى صمتي كأني زهرة *** خرساء لم ترزق براعة منشدي
قيثارتي ملئت بأنات الجوى *** لابد للمكبوت من فيضان
صعدت الى شفتي خواطر مهجتي *** ليبين عنها منطقي ولساني
أنا ما تعديت القناعة والرضا *** لكنما هي قصة الأشجان
يشكو لك اللهم قلب لم يعش *** إلا لحمد علاك في الأكوان
من قام يهتف باسم ذاتك قبلنا *** من كان يدعو الواحد القهارا
عبدوا الكواكب والنجوم جهالة *** لم يبلغوا من هديها انوارا
هل أعلن التوحيد داع قبلنا *** وهدى القلوب إليك والأنظارا
ندعو جهارًا لا إله سوى الذي *** صنع الوجود وقدّر الأقدارا
إذا الأيمان ضاع فلا امان *** ولا دنيا لمن لم يحي دينا
ومن رضى الحياة بغير دين *** فقد جعل الفناء لها قرينا
وفي التوحيد للهمم اتحاد *** ولن تبنوا العلا متفرقينا
ألم يبعث لأمتكم نبي *** يوحدكم على نهج الوئام
ومصحفكم وقبلتكم جميعًا *** منار للأخوة والسلام
وفوق الكل رحمنٌ رحيمٌ *** إله واحد رب الأنام
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين