بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
مابين مزربة عمر وتزحلق شبابنا
كم تمنيت كثيراً أن يكون الصحابي الجليل عمر بن الخطاب بيننا وأريه كثيراً من المظاهر خاصة الشبابية منها كم تمنيت أن أريه كيف أصبحت ملابس الشباب وقصاتهم وحركاتهم خاصة مشيهم وما يرتدونه من بناطلين تسمى عندنا بالعامية السودانية بالستتم التي انزاحت عن سرواليهم فكشفت ملابسهم الداخلية وربما العورة والعياذ بالله حينها يكون قد أوقعت هاؤلاء الشباب في الفخ عندها يدفعني غاضبا اميرنا عمر بن الخطاب ويأخذ مزربة من الحديد يجلد بها هاؤلاء الشباب ألا فليرحم الله عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ولقد تحدثت مع بعض الأخوة الشباب الملتزمين وأخبرتهم بأمنيتي بأن أخبر الشيخ محمد المصطفى الذي اشتهر بالحزم في أمور الدين وأن نجمع بعض من الشباب ونجلد هاؤلاء الشباب لكن اعترضوا على قولي فقالوا وهم يكادو يشهقون من الضحك ليست هكذا تورد الأبل يا سعد فصمت حزينا وقد احترقت القالون من الألم على هاؤلاء الشباب
كم تمنيت أن يستمع هاؤلاء الشباب لإسماء رضي الله عنها وعن أبيها حين وصفت مشي عمر بن الخطاب حين قالت كان (إذا مشى أسرع وإذا تكلم أسمع وإذا ضرب أوجع)
وأركز على مسألة مشي الإنسان فإن مشي الإنسان يدل على شخصيته ولعل علماء لغة الجسد فطنوا لذلك متأخرا لكن عندنا في الإسلام الأمر مختلف جدا فقد أوصى لقمان إبنه بالمشي مرتين في حين لم يكرر بقية الوصايا على أهميتها، تأمل معي قوله تعالى: (ولا تصعر خدك لناس ولا تمشي في الأرض مرحا) قال الشيخ عبد الحمن السعدي في تفسيره: أي كبرا وتيها وبطرا متكبرا على الحق وتعاضما في تكبرك على الخلق.-انتهى كلامه- تفسير السعدي ص457
ففي هذه الاية بين سبحانه بين سبب منع هذه المشية لإنه تعالى يكره كل مختال فخور، ثم أكد عليها مرة أخرى في قولها (ولا تمشي في الأرض مرحاً إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا) قال ابن كثير في تفسيره (ولا تمشي) أي متبخترا متمايلا مشي الجبارين (انك لن تخرق الأرض) اي لن تقطع الارض بمشيتك (ولن تبلغ الجبال طولا) أي بتمايلك وفخرك واعجابك بنفسك ا.ه أليس ذلك منطبقا على شبابنا الذين يلبسون هذا اللبس الخليع ويمشون هذه المشي البغيض وياليتهم قرؤوا هذا الحديث الذي ثبت في الصحيحين (بينما رجل يمشي فيمن كان قبلكم وعليه برد يتبختر فيهما إذ خسف به الأرض فهو يتجلجلل فيهما إلى يوم القيامة)
ثم ختم سبحانه على لسان لقمان الحكيم بقوله (واقصد في مشيك) قال السعدي :أي امش متواضعا مستكينا لا مشي البطر والتكبر ولا مشي التموات. تفسير السعدي ص666
ويا لها من أعظم خاتمة من ربنا عز وجل فمتى نعي قرائننا ومتى نترك التزحلق خلف عادات والغرب لبسهم فاللهم المستعان وعليه التكلان.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد