بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
لعلماء الشريعة مصطلحات علمية ومسلمات شرعية لا يحسن التعامل معها إلا هم, ولا يدرك مراميها ومفاهيمها سواهم, ولا يفهم حدودها وأطرها غيرهم ...
فهم الذين تلقوا علوم القرآن والسنة, وأصول الفقه والعقيدة من منابعها الأصلية وعلى يد إسلافهم من الشيوخ والأساتذة المتبحرين والعلماء الراسخين .
وقد تكلم العلماء الأخيار والأساتذة الأبرار في شتى الفنون وكل العلوم منطلقين من أسس راسخة وبراهين ساطعة وقواعد صلبة وحجج ظاهرة .
كما وضع هؤلاء العلماء ضوابط شرعية لمسائل متنوعة وقضايا مختلفة ونوازل مستجدة فانتفعت الأمة بتحريراتهم الرائعة, وتقعيداتهم الفائقة فشفوا الصدور وأبهجوا النفوس وأراحوا الضمائر ..
بيد أن شرذمة من المتعالمين, وشراذم من الجاهلين ما انفكوا يتلاعبون بشريعة اشرف المرسلين ويوقعون زورا وبهتانا عن رب العالمين !
وكلما أراد هؤلاء تمرير داهية من دواهيهم أو تحقيق مأرب من مساعيهم طالعونا بكلمة حق أريد بها باطل فتنادوا بها مصبحين, وطاروا بها مشرقين ومغربين (وفق الضوابط الشرعية!).
فالمرأة تعمل جنباً إلى جنب مع الرجل وفق الضوابط الشرعية!
وتخلو برئيسها في العمل وفق الضوابط الشرعية!
وتمارس الرياضة لابسة البنطال والشورت وفق الضوابط الشرعية!!
وتعمل مضيفة على الطائرات وفق الضوابط الشرعية !
وتقود السيارة وفق الضوابط الشرعية!
وتمارس ركوب الخيل وفق الضوابط الشرعية!
وتسافر لوحدها وفق الضوابط الشرعية !
ولا مانع من إنشاء المسارح ودور السينما وفق الضوابط الشرعية!
ولا مانع من التوسع في تشييد الحدائق المختلطة وفق الضوابط الشرعية! ومن الجائز تشجيع السياح الأجانب للقدوم إلى بلاد المسلمين ومطالعتهم للآثار وفق الضوابط الشرعية !
ومن السائغ خلط البنين والبنات في المراحل الابتدائية وفق الضوابط الشرعية!
وأخيرا من الممكن هدم الشريعة وتقويض الملة وفق الضوابط الشرعية!!!
وقبل الختام رب قائل ودود القلب, رهيف المشاعر يرمقنا بطرف خفي ويحسبنا قد قسونا بالعبارة وشطح منّا القلم فأقول: لنا في أسلافنا وشيوخ إسلامنا أسوة وسنة فأقرأ ما سطره الحافظ البزار -رحمه الله- عن شيخ الملة والدين وأسد الإسلام والمسلمين الإمام تقي الدين ابن تيمية (وأما ما خصه الله تعالى -أي شيخ الإسلام- من معارضة أهل البدع في بدعتهم وأهل الأهواء في أهوائهم وما ألفه في ذلك من دحض أقوالهم وتزييف أمثالهم وأشكالهم وإظهار عوارهم وانتحالهم وتبديد شملهم وقطع أوصالهم وأجوبته عن شبههم الشيطانية ومعارضتهم النفسانية للشريعة الحنيفية المحمدية .
فمما منحه الله تعالى به من البصائر الرحمانية والدلائل النقلية والتوضيحات العقلية حتى ينكشف قناع الحق وبان بما جمعه في ذلك وألفّه الكذب من الصدق).
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد