بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
يظهر أننا بين نارين كالعادة، فنحن قوم لا توسط عندنا: بيوت بلا أسرار وبيوت شبكة من الأسرار!
ولتوضيح ذلك هناك بيوت لم تدع صغيرة ولا كبيرة فيها إلا وصورته للآخرين من خلال مواقع التواصل أو من خلال حديث أفراده عما يحدث بينهم لمن عرفوا ومن لم يعرفوا حتى في صالات الانتظار بالمطاعم والمستشفيات!
وهناك بيوت على الضفة المقابلة تعاني مخاوف مرضية من معرفة الآخرين بما يحصل لديهم حتى ولو كان لا يستحق!
فإذا حملت البنت واجب الجميع الصمت حتى دخول الولد المدرسة!
وإذا حصلت مشكلة بين ابنتهم وزوجها انشغلوا بعلم الآخرين بالمشكلة أكثر من انشغالهم بمحاولة البحث عن حل لها!
وهكذا تعيش هذه الأسر في قلق وانشغال بأمر لا يستحق، على حساب ما يستحق!
لا أطالب بأن نتحدث بكل شيء كحال بيوت الجهة المقابلة، ولكن أطالب بالتعامل الواقعي مع هذا الموضوع!
نستعين على قضاء حوائجنا بالكتمان كما يقال، لكن يجب أن ندرك: أن ليست كل القضايا تستحق الكتمان، وحتى ما يستحق الكتمان لا يجب أن نجعل خرق سور التكتم المضروب حوله قضية كبرى تنسينا كل القضايا الأخرى الأهم!
يقول البعض: وهل هذه قضية تستحق النقاش؟!
أقول: نعم! فالمشاهد أن قضية (أهم شيء لا يدرون الناس!) أصبحت وسيلة لانتشار الشك وسوء الظن وبالتالي القطيعة بين الأرحام، والأمر الثاني: أن مشاكلنا -بصمتنا وعدم استفادتنا من ذوي الاختصاص- تتزايد حتى تصل إلى ما لا يحمد عقباه، وكم رأينا من آثار مأساوية لوجود المدمنين والمرضى النفسيين ومن يحملون أفكاراً ضالة تم التكتم وتجاهل وضعهم تحت ذريعة (أهم شيء لا يدرون الناس ويشمتون بنا) حتى وقعنا فيما هو أكبر! كما أن هذا التكتم وسيلة –كما هو المشاهد- لمن يريد التربح باسم الرقية والعلاجات الشعبية على حساب صاحب معاناة كان يبحث فقط عمن يتحدث معه ويستمع إليه!
ما الحل؟!
الحل: ليس هناك أجمل من «الفضفضة» ولكن اعرفوا لمن تفضفضون ومتى تفضفضون وعم تفضفضون!
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد