الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هذه العبارة كثيرا ما تجري على ألسنة الناس معلنين ثقتهم بالله في تحصيل الرزق، ومعناها عندهم أن الأرزاق بيد الله جل جلاله وأن ما كتبه الله من رزق للعبد فلن يتمكن أحد من حرمانه منه مهما فعل، وهذه المعاني العظيمة قد جاء تقريرها في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، فما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها، ولن تموت نفس حتى تستكمل أجلها وتستوفي رزقها، ولو اجتمع الناس على أن ينفعوا العبد بشيء فلن ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله له، وعكس ذلك فيما لو اجتمعوا على أن يضروه بشيء فلن يضروه إلا بما كتبه الله عليه، فالذي يرزق دواب البر والبحار، ويسوق الرزق للأجنة في الأرحام، هو الذي تكفل بأرزاق البشر، وهذا كله يختصره الناس بقولهم: (الرزق على الله).
تذكرت هذه العبارة عندما كثر حديث الناس وتحليلاتهم لظاهرة هبوط أسعار النفط، وقد خاض كثير منهم في المستقبل وأرزاقه، وخوضهم هذا منه ماهو مقبول ومنه ما ليس كذلك، وقد جنح بعضهم إلى استغلال الوضع لاتهام خصومه السياسيين وغيرهم وتحميلهم مسؤولية الحدث.. كل هذا لا يعنينا لأنه يتلاشى عندما نتذكر بأن (الرزق على الله).
لكننا في هذا المقام بحاجة للتذكير بأن الرزق له أسباب حسية كالسعي في طلبه بالحلال، وله أسباب معنوية دلت عليها النصوص الشرعية كتحقيق التقوى والاستغفار والتوكل على الله وصلة الرحم، كما أن الحرمان من الرزق وتضييق العيش له أسبابه الحسية والمعنوية، فقد أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم أن العبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه، فمظاهر التقصير في حقوق الوالدين خاصة والناس عامة قد تكون من أسباب الحرمان، والرشاوى والتحايل على أكل المال الحرام، سواء في ذلك أموال الدولة العامة أو أموال الناس الخاصة، كل ذلك قد يكون سببا للحرمان وضيق المعيشة، والإسراف والتبذير الذي تفشى كذلك، وفي كل ما تقدم المسؤولية مشتركة لا يصلح أن نحصرها في جهة دون أخرى. إن من التدابير التي تعالج بها هذه الأوضاع:
أن نحارب هذه الظواهر المنكرة، وإيقاف الهدر في الإنفاق الحكومي والشعبي، وتوعية الناس بمخاطر الإسراف والتبذير والتقصير في شكر النعم بالقول والعمل.
تغريدات:
1- رغم كل الأحداث المحيطة، وضبابية المستقبل.. إلا أن حسن ظننا بالله جل جلاله والأمل به تعالى عظيم جدا وله الحمد.
2- تأمل الحديث جيدا.. قال صلى الله عليه وسلم: (لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت). السلسلة الصحيحة 952، وعلى كل حال علينا أن نتذكر أن: (الرزق على الله)، والله المستعان.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد