بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
صرخة الأقصى (نشرت هذه القصيدة فى مجلة الأزهر عدد شعبان 1420 هـ)
فاضت شجوني حين حل الموعدُ يا مسجداً أسرى إليه محمــدُ
كم من سنين وقد مضت يا أمتي والمسجد الأقصى بنا يسـتنجد
أَنَّ الجريح وما يزال أنينـــه أصداؤه في قلبـنا تتــــردد
يبكي ينادينــا هلُمي أمتــي إن اليهود لِسَهمهم قـد سـددوا
كم حاولوا حرقي وهدمي غيلةً محرابُ طـه بعد ربـي شـاهدٌ
كم قتّلوا في ساحتي من أنجـم كم ذبّحوا وَرْداً هنـا يتعبّـــد
لكنني رغم العــداوة كلــها في ساحتي طيرٌ شـجاعٌ سـاجدُ
يدعو إلهي إن قومي نُـــوَّمُ والعارُ في أحوالــهم يتجسـد
والقدس تشكو من قرود أفسدوا من كل أخلاق العبــاد تجرّدوا
قد دمروا كل البلاد وأحــرقوا كل الحصاد وصخرتي قد هوّدوا
لكنّ صوتي سوف يبقى مزعجاً للبوم حتى عن بلادي يبعدوا
إني وأطياري تجمعنا هنـــا في ساحة الأقصى نقوم ونسجد
الاعتصام بربنـا درب لنـــا وبنور آيات الهدى نســترشد
والله أكبر حين نرفعها معــاً في كل آذان يحنّ المســـجد
إني أرى الطير الذي في ساحتي روح الجهاد بكفّه تتجســــد
رغم الهوان أراه حُراً واثقــاً للنور في قلب الظلام يغـــرد
قد عاهد الرحمن أن يحيا هنـا سيفاً يضم النور أو يستشــهد
يا قوم هلاّ تقتدون بطيركـــم ياليت قومي بالأبابيل اقتــدوا
يا قوم هُبّوا إن جرحي غائــرٌ أمٌ .. وأختٌ .. وابنةٌ تســتنجدُ
يا قوم هبـوا إنني مُتلطّـــخٌ بالعار هبوا حرروني وانجـدوا
ما هبَّ قومي حين دوّت صرختي كي يستردوا ساحتي وتــرددوا
لكنهم زُفُّوا إلى تلك الدُّنـــى وعلى التنعّم في الحياة تعـوّدوا
ياليتهم ساروا على مجد الألـي أو لاح فيهم مصعبٌ أو خــالد
في ليلة الإسراء والذكرى بكتْ محرابَ طه ثم صاح المســجد
كانت صفوف الأنبياء تنيـرني ومحمدٌ في قلب قلبي ســـاجد
أين الصفوف ؟ وأين جند محمدٍ؟ أين الضياء؟ وأين أين القـائد؟
إني أقـول بأنني هذا الــذي صلّى بقلبي الأنبياءُ وأحمـــدُ
لكنــني مهما يكيد الكـــائد أنا صـامدٌ يا قومنا أنا صامـدٌ
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد