تلخيص كتيب الحزن والاكتئاب في ضوء الكتاب والسنة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

الحزن هو أحد صور العاطفة والمشاعر الإنسانية الفطرية ، وهو ضد الفرح والسرور، قال تعالى (وأنه هو أضحك وأبكى).

 

وهو ينتاب البشر عموما إن وجد سببه ولا يستثنى من ذلك أحد، ومن أمثلة القرآن تأمل: حزن أم موسى وحزن يعقوب على يوسف وحزن الرسول عندما لم يستجب له قومه.

 

ومن الصحابة حزن أبي بكر في حادثة الهجرة ، قال تعالى (ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا).

 

والحزن إما أن يكون على فوات أمر دنيوي وهذا يجب أن يتغلب عليه الإنسان ولا يتمادى فيه ، لأن هذه الدنيا لا تساوي شيئا بالنسبة للآخرة.

 

وإما أن يكون على أمر من أمور الدين لكنه حزن يدفع إلى العمل ولا يثبط عنه فهذا مطلوب ، وتأمل حزن الفقراء في غزوة تبوك، وكذا أم أيمن عند انقطاع الوحي.

 

 

الاكتئاب تتمثل أعراضه بالشعور بالحزن والضيق ويسميه البعض ( كتمة) أو (ضيق في الصدر) ويصاحبه بكاء وعدم شهية للطعام الخ . ولهذا أسباب خارجية وأسباب داخلية.

 

الشعور بالذنب على فعل صدر منك مضى أمر مطلوب إذا كان يدفع للتوبة والعمل والإنتاجية ، أما الذي يثبط الهمة ويثبط عن العمل فلا .

 

علاج الإكتئاب: أولا العقيدة: فتؤمن بالقضاء والقدر. فعقيدتنا نحن المسلمين في القضاء والقدر تمنعنا من الحزن الشديد. فنثبت عند الأحداث العابرة.

 

الإيمان باليوم الآخر كذلك مما يساعد على العلاج من الإكتئاب، لأن الذي يؤمن بذلك يعلم أن هذه الدنيا لا تساوي شيئا بالنسبة للآخرة فهي قصيرة، فيتقبل المسلم الأحداث ويمتصها امتصاصا بحيث لا يكون لها تأثير سلبي عليه.

 

وكذلك من أسباب العلاج التأمل في اسم الله الحكيم ، فالذي يؤمن بأن الله حكيم لا يقدر شيئا إلا لحكمة - سواء أدركها الانسان او لا- فهذا يتقبل الأحداث.

 

كم من أمور ظاهرها أنها مصيبة والواقع غير ذلك فإنها قد تكون رحمة وخير ، وتأمل قصة موسى مع الخضر مثلا لما قتل الخضر الغلام، فهذا ظاهره أمر والواقع أمر آخر.

 

المصائب عليك قد تكون علامة محبة الله لك (إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم) (أشد الناس بلاءً الأنبياءُ ثم الذين يلونَهم ثم الذين يلونَهم ثم الذين يلونَهم).

 

المصيبة فيها تكفير للخطايا وتطهير (ما يُصيبُ المُسلِمَ، مِن نَصَبٍ ولا وَصَبٍ، ولا هَمٍّ ولا حُزْنٍ ولا أذًى ولا غَمٍّ، حتى الشَّوْكَةِ يُشاكُها، إلا كَفَّرَ اللهُ بِها مِن خَطاياهُ) فهذا يُطمئن المؤمن.

 

إذا صبر المؤمن على المصيبة ، فليبشر قال تعالى (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).

 

المؤمن في كل أحواله خير (عجبًا لأمرِ المؤمنِ . إن أمرَه كلَّه خيرٌ . وليس ذاك لأحدٍ إلا للمؤمنِ . إن أصابته سراءُ شكرَ . فكان خيرًا له . وإن أصابته ضراءُ صبر . فكان خيرًا له).

 

من علاج الاكتئاب أيضا تقوى الله والعمل الصالح (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة). يقول ابراهيم بن ادهم (والله اننا لفي نعمة لو يعلم بها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف).

 

من العلاج ايضا الدعاء، والدعاء منه ماهو وقائي كما ورد (اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن) ومنه ماهو علاجي كدعاء (اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن امتك..)وغيره.

 

ومن أسباب العلاج أيضا التسبيح والصلاة (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون * فَسَبِّح بحمد ربك وكن من الساجدين).

 

وكذلك النظر إلى من هو أسوأ حالا منك فبعدها ستقول الحمدلله أنا بخير، في الحديث (انظروا إلى من أسفل منكم . ولا تنظروا إلى من هو فوقكم . فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله).

 

من طريقة العلاج النفسي: أن تقول لمن أصيب بأمر ، هناك أناس كثر أصيبوا أكثر منك، مثلا كان له عشر محلات فأحترق واحد فتقول له هناك من احرقت كل محلاته وهكذا.

 

بعض الناس يكتئبون لأنهم يفكرون خطأ، فمثلا البعض قد تكون عنده نظرة خيالية فيقول: أنا لن أكون سعيد حتى يرضى عني الكل فهذا أمر غير واقعي. فلابد من النظرة الواقعية.

 

الإنسان الذي يسيء الظن هو يتضايق، فمثلا مر به شخص يعرفه فلم يسلم عليه فيبقى متسائلا حزينا لماذا لم يسلم علي لابد انه يكرهني ووو، ولو قال من البداية ربما لم يرني لأرتاح.

 

الناس قد يؤذونك وخاصة بأقوالهم السيئة ، فلابد لك أن تعلم بأن هذا الأذى يضرهم ولا يضرك، إلا إذا أشغلت نفسك بأقوالهم فعندها ربما ستتضايق.

 

إن باب الأمل مفتوح وهذا يبعد الضيق والحزن عن الإنسان (فإن مع العسر يسرى * إن مع العسر يسرا) وفي الحديث (الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا ).

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply