بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ في بدائع الفوائد2/243: (ما يكاد العين والحسد والأذى يتسلط على محسن متصدق، وإن أصابه شيء من ذلك كان معاملاً فيه باللطف والمعونة والتأييد، وكانت له فيه العاقبة الحميدة، فالمحسن المتصدق في خفارة إحسانه وصدقته، عليه من الله جنة واقية، وحصن حصين).
ونقل ابن قتيبة في عيون الأخبار1/339 عن ابن عباس قوله: (صاحب المعروف لا يقع؛ فإن وقع وجد متّكأً).
وتصديق ذلك قول خديجة ـ رضي الله عنها ـ للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (والله لا يخزيك الله أبداً، فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق) أخرجه البخاري ومسلم.
ولم أر كالمعروف أمَّا مذاقه … فحلوٌ وأمَّا وجهه فجميل
وقال الحطيئة:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه …لا يذهب العرف بين الله والناس
وفضائل الإحسان كثيرة، ومع كثرة فضائله تجد كثيراً من الناس يتنكبون طريقه، ويميلون إلى الأنانية، فلسان حال أحدهم: نفسي نفسي، وقد قال الله تعالى: [وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ]، والرجل قاصر الهمة إنما يعيش لنفسه، والمسلم الموفق من يوقن أن أول من يستفيد من بذل المعروف صاحبه، وقد حكى القرطبي ـ رحمه الله ـ في تفسيره3/339: أن بعض العلماء كان يصنع كثيراً من المعروف، ثم يحلف أنه ما فعل مع أحد خيراً، فقيل له في ذلك، فيقول: إنما فعلت مع نفسي، ويتلو “وما تنفقوا من خير فلأنفسكم”.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد