عن كتاب الزهد للإمام هناد بن السري


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

هناد السري قال عنه الذهبي "الإمام، الحجة، القدوة، زين العابدين، أبو السري التميمي، الدارمي، الكوفي، ماتزوج قط ولا تسرى -تسرى اكيد تعرفونها مايحتاج اشرح التسري مع الجارية- مصنف كتاب (الزهد) "

كتاب (الزهد) هذا اتممته اليوم ولم يغير رأيي عن كتب الزهد ، الا ان هذا الكتاب اراه افضل من كتاب (الزهد) لأحمد بن حنبل.

شدني فيه حديث تعجبت منه وظننت انه ضعيف كعادة كتب الزهد فلما بحثت عنه وجدته في صحيح مسلم

هذا الحديث هو (عن عبد الله، قال: جاء رجل إلى النبي   فقال: يا رسول الله إني عالجت امرأة في أقصى المدينة، وإني أصبت منها ما دون أن أمسها، فأنا هذا، فاقض في ما شئت،

فقال له عمر: لقد سترك الله، لو سترت نفسك،

قال: فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم شيئا،

فقام الرجل فانطلق، فأتبعه النبي رجلا دعاه، وتلا عليه هذه الآية: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل، إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}[هود: ١١٤] فقال رجل من القوم: يا نبي الله هذا له خاصة؟ قال: "بل للناس كافة".

يامسلمين يادعاة ويبشر هذا للنااااااااس كافة .

الحديث كنت اعرفه لكن جملة "عالجت امرأة" شدتني، هل لأني اعمل في مستشفى، ام غير ذلك لست أعلم.

فلما بحثت عن معنى عالجت امرأة وكنت اظن انه تطبب فيها، وجدت ان المعنى غير ذلك قال القاضي عياض معنى "عالجت امرأة فى أقصى المدينة، وإنى أصبت منها ما دون أن أمسها": يريد بالمعالجة التناول منها، ولكن بمدافعة ومشقة والمعالجة: المصارعة.

وقوله: "ما دون أن أمسها" يريد به: الجماع،

وقال صاحب مطالع الأنور "والمعالجة: الملاطفة في المراودة بالقول والفعل. ومعالجة المريض: ملاطفته بالدواء حتى يقبل عليه".

وقد كنت اعتقد ان مس المرأة الاجنبية من الكبار، فلما قرأت هذا الحديث علمت انه ليس من الكبائر، ولأني كنت متيقن انها من الكبائر قلت في نفسي لعلي  اجده مذكور في كتاب الذهبي الموسوم بـ"الكبائر" فلم اجده ايضا من الكبائر!!!.

ثم تبادر الي سؤال وهو ان هذا الرجل ذهب الى الرسول -صاحب أعلى سلطة شرعية- واعترف بما فعل ومع ذلك لم يجلده الرسول أو يحكم على البنت بالتعزير .

بل أن عمر بن الخطاب وانتم تعرفون عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال "لقد سترك الله لو سترت نفسك" ولم يقل اقتله يارسول الله؟ أو -السيف الأملح-

وأعجبني قول الحسن البصري "بلغنا أن إبليس قال: سولت لأمة محمد المعاصي فقطعوا ظهري بالاستغفار، فلما رأيت ذلك تمحلت لهم فسولت لهم ذنوبا لا يستغفرون الله منها, هذه الأهواء "

مع أن معناه أعجبني إلا أني لا أدري كيف بلغ الحسن أو مِن مَن اخذه .

وأيضا شدني أثر عن يحيى بن أبي كثير قال: "ركب رجل حمارا فعثر الحمار, فقال: تعس الحمار, فقال صاحب اليمين: ما هي بحسنة فأكتبها، وقال صاحب الشمال: ما هي بسيئة فأكتبها، فأوحى الله تعالى إلى صاحب الشمال: ما ترك صاحب اليمين من شيء فأثبته. قال: فأثبت في سيئاته: تعس الحمار "

السؤال كيف عرف يحي بن كثير بكل هذه التفاصيل من دون وحي من الله أو ارشاد من رسوله ؟؟!!!،

وصف يحي بن كثير للحدث وكأنه حاضر معهم -هذه مشكلة كتب الزهد يأتون ببعض الأقوال للتابعين وليست من الرسول بأسانيد ضعيفة او موضوعة لينفروا الناس من المعاصي- ثم تعجبت من اثر أورده لأنس رضي الله عنه قال  "إذا اغتاب الصائم أفطر".

ان مثل هذه الأثر قد يفرح به بعض الوعاظ ليرهب المسلمين من الغيبة، ويربطها بأن الغيبة اكل لحوم المسلمين وهذا يرجح في عقله أنه يفطر، لكن هذا الواعظ لا يعلم عن نفسيات الناس وعقولهم فقد يسمعها رجل او امرأة ويظن صحتها فيصبح صيامة مشقة عليه.

أقول ذلك لأني واجهت بعض المسلمين عانى في حياته الويلات لأنه سمع حديث "من زنا زني به ولو بحيطان داره" لأنه ايام الغفلة قد وقع في هذا الشي، اصبح يشكك في اهله وخواته وبناته، لأنه يعلم ان الرسول صادق مصدق، لكن المسكين لا يعلم ان هذا الحديث موضوع اي مختلق على الرسول للترهيب من الزنا .

الله عز وجل يُرغب المسلمين في التوبة وأنها تجب ماقبلها وبعض دعاة البشر لا يعجبهم انه يفعل الشخص الفاحشة ويتوب دون ان يصيبه شيء وكأنهم ينغصون عليه التوبة .

لا تشككوا الناس في عدل الله عز وجل وانتم لا تشعرون، {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}.

لا تشككوا الناس في مغفرة الله وانتم لا تعلمون،

كيف تقولون ان الله يغفر الذنب إذا تاب، ومن ثم تقولون أن الذنب له عواقب ولو بعد عشرين سنة، ففلان نسي القران بذنب اذنبه قبل عشرين سنة!!!

لست أدري كيف يقولون له عواقب إذا تاب وغفر الله له!!!!! هذا ظن بالله سيء وعدم يقين في أن الله غفور تواب.

ألا كان الاجدر أن يقال للمذنب إذا تاب ان الله سيتوب عليه ويغفر له وإن استمر في توبته وحفظ الله، سيحفظه الله في اهله وماله وعرضه؟

قال "التائب من الذنب كمن لا ذنب له" -حسنه الالباني وصححه ابن باز-

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وإذا زال الذنب زالت عقوباته وموجباته".

فالتقوا الله ولا تدخلوا بين الله وعبده بمنطقكم.

بقي أن اقول أن هناد السري توفي سنة 243هـ عاش احدى وتسعين سنة في عبادة واعتكاف أشبه بالراهب لذلك كان يقال عنه راهب الكوفة.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply